قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كشف احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم عن عيوب السياسة التي يتبعها الرئيس فلاديمير بوتين، ما يطرح تساؤلات عديدة حول حدوث صراع عسكري جديد بين القوى الكبرى في أوروبا.القاهرة :جاء احتلال روسيا شبه جزيرة القرم ليشكّل انتهاكا للقانون الدولي ويخلق أزمة جديدة بين قادة وزعماء العالم. وتناضل الآن الولايات المتحدة الأميركية مع الاتحاد الأوروبي من أجل إيجاد أفضل الطرق التي يمكن أن تتعامل من خلالها مع الطموحات الامبريالية التوسعية التي ظهرت من جديد لدى الجانب الروسي.
العلم الروسي فوق البرلمانوبعد التغيرات الجذرية المفاجئة في سيمفيروبول، عاصمة شبه جزيرة القرم، خلال الأيام القليلة الماضية، كان أول رد فعل من جانب الروس هو أنهم متواجدون هناك فقط من أجل فحص أوراق الهوية الخاصة بالمواطنين، لكن اتضح مع مرور الأيام أن النية مختلفة، والدليل هو بدء وضع العلم الروسي على مبنى البرلمان هناك.
لا للعنفوفي المقابلة التي أجراها مع مجلة دير شبيغل الألمانية، حاول رئيس وزراء القرم، سيرجي اكسيونوف، وهو رجل أعمال سابق مشكوك بسمعته للغاية، أن يفند الشائعات التي تقول إن الكرملين هو الجهة التي قامت بتعيينه، وقال في هذا الشأن "الناس هنا هم من طلبوا مني فعل ذلك، ولا يمكن لأحد أن يملي علينا أي شيء".وتابع حديثه بالقول مسرعاً: "نحن لا نريد نشوب أعمال عنف ولا نريد سقوط ضحايا. ويجب أن تمر الأمور بسلام، ومع ذلك، نحن لن نسمح للأوكرانيين بأن يخرجوا من ثكناتهم، وبذلك لن يكون بوسعهم مباشرة أي أوامر إجرامية تصلهم من كييف".
أزمة خطيرةومضت المجلة تنقل عن مسؤول من حلف الناتو قوله "يمكن القول إن شبه جزيرة القرم ضاعت بالفعل من الناحية العسكرية، والجيش الأوكراني يخوض قضية خاسرة".وأشار تقرير أعده الجيش الألماني بخصوص الوضع الداخلي إلى أن الأحداث التي تشهدها شبه جزيرة القرم في الوقت الراهن من الممكن أن تتكرر في شرق أوكرانيا. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : بعد ما يقرب من 100 عام على بدء الحرب العالمية الأولى، ومرور ما يقرب من 25 عاماً على نهاية الحرب الباردة وإعادة تنظيم القارة الأوروبية، هل يحدث صراع عسكري جديد بين القوى الكبرى في أوروبا ؟وللتدليل على مدى خطورة الموقف، لفتت دير شبيغل للتصريحات التي سبق أن أكد من خلالها وزير الخارجية الألماني أنها الأزمة الأكثر خطورة منذ سقوط جدار برلين، ولفتت كذلك إلى تصريحات سابقة للرئيس باراك أوباما وصف فيها تدخل موسكو في الأزمة الأوكرانية بأنه "خرق للقانون الدولي"، وكذلك التصريحات التي سبق أن شبَّهت فيها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون مخاوف بوتين المزعومة بشأن الروس "العرقيين" في شرق أوكرانيا بالتصرفات والإجراءات التي قام بها الزعيم النازي أدولف هتلر في مقاطعة السوديت في عام 1938. كما نوهت المجلة للمكالمة التي أجرتها الأسبوع الماضي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع أوباما وأخبرته فيها بأن "بوتين يعيش في عالم آخر". وذلك في الوقت الذي تقوم فيه ألمانيا بدور بارز لإيجاد حل ينهي الأزمة الراهنة في أوكرانيا، خاصة وأن أميركا وروسيا تنظران إلى ميركل باعتبارها الشخصية السياسية التي تمتلك أفضل الأدوات التي تتيح لها نزع فتيل الوضع المتفجر في أوكرانيا.