أخبار

تجميد أرصدة وقيود على السفر

عقوبات أميركية وأوروبية بحق مسؤولين عن استفتاء القرم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في سلسلة من الخطوات العقابية قررت الولايات المتحدة وأوروبا فرض عقوبات على شخصيات مسؤولة عن استفتاء القرم. وقررت واشنطن فرض عقوبات مالية على سبعة مسؤولين كبار في الحكومة الروسية والرئيس الأوكراني السابق.

سيمفروبول: فرضت الولايات المتحدة الاثنين عقوبات مالية على سبعة مسؤولين كبار في الحكومة الروسية وعدد من اعضاء البرلمان ردا على الاستفتاء حول إلحاق القرم بروسيا. ومن بين المسؤولين المعرضين لتجميد ارصدة او مصالح لهم في الولايات المتحدة ديمتري روغوزين نائب رئيس الوزراء، والعديد من اعضاء مجلس النواب (الدوما) ومستشارين للرئيس فلاديمير بوتين.

وكذلك فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش اضافة الى مستشار سابق كبير ومسؤولين اثنين "منشقين" في منطقة القرم. وتأتي هذه الاجراءات الجديدة في سلسلة من الخطوات العقابية التي قررت واشنطن اتخاذها على خلفية الاستفتاء حول إلحاق القرم بروسيا، بحسب البيت الابيض.

بدوره، تبنى الاتحاد الاوروبي عقوبات ضد 21 شخصية تعتبر مسؤولة عن الاستفتاء حول إلحاق القرم بروسيا، كما اعلن وزير الخارجية الليتواني. وقال الوزير ليناس لينكيفيسيوس على حسابه على تويتر إن وزراء الخارجية الاوروبيين "قرروا للتو فرض عقوبات -قيود على السفر وتجميد ارصدة - ضد 21 مسؤولا اوكرانيا وروسيا".

وأوضحت مصادر دبلوماسية ان العقوبات تستهدف 13 مسؤولا روسيا وثمانية اوكرانيين موالين للروس. واعلن لينكيفيسيوس ان الاتحاد الاوروبي سيتخذ "عقوبات اضافية خلال الايام المقبلة". واعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسل "نحاول توجيه اقوى رسالة ممكنة الى روسيا (...) كي تدرك مدى جدية المسألة" غداة الاستفتاء "المزعوم" في القرم.

أوباما يحذر

وحذر الرئيس الاميركي باراك أوباما روسيا من ان الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات اضافية بسبب الوضع في اوكرانيا، مؤكدا في الوقت نفسه ان الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا.

وقال أوباما في قاعة الصحافة في البيت الابيض وبعد إعلان واشنطن والاتحاد الاوروبي فرض عقوبات محددة على مسؤولين كبار روس وموالين للروس في أوكرانيا، ان اي "استفزازات جديدة لن تؤدي الا الى زيادة عزل روسيا وتراجع مكانتها في العالم".

واكد الرئيس الاميركي الذي تحدث الاحد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين فيما كانت تظهر نتائج استفتاء القرم، ان "المجموعة الدولية ستبقى متضامنة من اجل رفض كل الانتهاكات لسيادة اوكرانيا ووحدة اراضيها".

وقال ان "استمرار التدخل العسكري الروسي في اوكرانيا لن يؤدي الا الى زيادة عزلة روسيا دبلوماسيا فيما سيعاني اقتصادها بشكل اضافي". واضاف "اعتقد انه لا تزال هناك وسيلة لحل هذا الوضع عبر السبل الدبلوماسية، بشكل يتوافق مع مصالح روسيا واوكرانيا على حد سواء".

وهذا الحل يمكن ان يشمل "عودة القوات الروسية الى قواعدها في القرم ودعم نشر المزيد من المراقبين في اوكرانيا واطلاق حوار (بين موسكو) والحكومة الاوكرانية".

وهذه العقوبات غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وهي عبارة عن المرحلة الثانية من "الرد التدريجي" الذي اتفق عليه رؤساء الدول والحكومات الاوروبيين في اول اجتماع طارئ حول اوكرانيا في السادس من آذار (مارس). واوضحت مصادر دبلوماسية ان هذه اللائحة الاولى من العقوبات يفترض ان لا تشمل اعضاء في الحكومة الروسية.

عهد جديد

وبعد التصويت بكثافة لصالح انضمام القرم الى روسيا، بدأ عهد جديد يشوبه القلق في شبه الجزيرة وسكانها البالغ عددهما مليوني نسمة.

وغداة استفتاء رحبت به موسكو بينما اعتبره القسم الكبير من الاسرة الدولية غير شرعي او حتى مهزلة، من المفترض أن تبدأ شبه الجزيرة مرحلة انتقالية سريعة لتصبح عضوا كاملا في الاتحاد الفدرالي الروسي دون ان يدرك احد تماما كيف ومتى سيتم ذلك.

التغيير صعب

وصوتت انا ايفانونا (70 عاما) لصالح الانضمام الى روسيا "نعم سنصبح مواطنين روسيين. هذا امر جيد لكن ولشخص في مثل سني من الصعب تغيير البلاد. انا مرتاحة لعاداتي وروتيني. كل هذا يشعرني ببعض القلق... سنرى".

واكد رئيس وزراء القرم الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف مرات عدة ان الانتقال سيكون بسيطا وسريعا. فقد قرر اعتماد الروبل عملة رسمية اعتبارا من الاسبوع الحالي على ان يستمر استعمال العملة الاوكرانية الهريفنيا في الوقت نفسه لمدة ستة اشهر على الاقل.

سحب الودائع

الا ان القلق كان باديا منذ ايام على وجوه العديد من الاشخاص الذين اصطفوا امام المصارف لسحب ايداعاتهم خصوصا من فروع المصارف الاوكرانية التي يمكن ان تغلق ابوابها. وتعتمد القرم على اوكرانيا لامدادها بالكهرباء والغاز ومياه الشرب ويمكن ان تتأثر بشكل كبير في حال قررت كييف وقف إمداداتها.

والقرار النهائي يعود الى روسيا حيث سيصوت البرلمان دون شك في نهاية الاسبوع على قانون يجيز ضم القرم الى اراضي الاتحاد. وفي انتظار ذلك، على القرم تكريس وضعها الجديد كدولة جديدة مستقلة. واعلن اكسيونوف ان هذا الكيان الجديد قادر على الاستمرار اقتصاديا بمساعدة من موسكو.

القواعد العسكرية الاوكرانية

وسيتعين ايضا تسوية المسألة الشائكة للقواعد العسكرية الاوكرانية في القرم والتي تضم الاف الجنود واسرهم والذين لا يزالون محاصرين منذ اواخر شباط (فبراير) من قبل جنود روس ومسلحين موالين لروسيا. ويجب ايضا طمأنة أقلية التتار في القرم (12% تقريبا من السكان). فذكرى الترحيل الجماعي الذي تم في 1944 بامر من ستالين لا تزال حاضرة في الاذهان.

وقال سيتخالين وهو تتاري في الـ28 "انا تحت تأثير الصدمة. اعتقدت ان الدول الاخرى ستدعمنا لكن الجميع تخلوا عنا". وحتى المؤيدين بشدة للانضمام الى روسيا يدركون ان الطريق نحو الوحدة لن تكون بسيطة ولا سريعة.

وقال فاليري مدفيديف المسؤول عن احد مراكز الاقتراع في سيباستوبول الاحد "الحياة لن تتغير بهذه السرعة". "لا بد من تسوية العديد من المسائل التقنية والسياسية والاقتصادية". وتقر ناتاليا وهي ربة اسرة وام لطفلين بانها "تشعر ببعض القلق"، لكنها "تامل بمستقبل افضل". وقالت "لقد درست القانون الاوكراني لكنني لست ضد دراسة تخصص جديد". واضافت "اعتقد ان الامور ستترتب في النهاية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف