القوّات وحزب الله ... لا غزل لا علاقات لا تنازلات
قاطيشا لـ"إيلاف": نريد جعجع رئيسًا للبنان فأين المشكلة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ينفي مستشار "القوات اللبنانية" وهبي قاطيشا لـ "إيلاف" وجود أي غزل مع حزب الله، مؤكدًا الانفتاح على جميع المكونات السياسية في البلد.
خاص بايلاف- بيروت: لاقت كلمة النائب ستريدا جعجع التي ألقتها في المجلس النيابي اللبناني خلال مناقشات منح الثقة للحكومة، الكثير من التأويلات لجهة الانفتاح الذي أبدته القوات اللبنانية على حزب الله. فوسائل الاعلام المقربة من الحزب اعتبرته غزلاً على خلفية رغبة رئيس القوات سمير جعجع في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.
هذا التوصيف رأى فيه، وهبي قاطيشا، مستشار جعجع أنه ليس قريباً من حقيقة ما تريده القوات. وأكد أن القوات كانت دائماً تؤيد الحوار مع حزب الله الذي يرفض محاورتها على الدوام منذ عودتها إلى العمل السياسي قبل تسع سنوات.
وقال قاطيشا "نحن طلاب حوار لكننا لا نذهب للحوار متذللين، بل نحاور لحل أزمة، وما طرحته النائب جعجع في مجلس النواب هو منطقنا الذي نطرحه في الاعلام وهو ان حزب الله مخطئ في تدخله بالشأن السوري، ونحن نعترف بنضاله شرط أن يعترف بنضالنا أيضاً وبما قدمناه للبنان خلال الاحتلال السوري، ربما تكون القوات هي الاقرب للتفاهم مع الحزب لأننا نأتي من خلفية نضالية وهم كذلك، وكلنا قدم من أجل هذا الوطن فنحن سقط لنا شهداء من أجل بقاء لبنان وهم أيضاً".
مماطلة حزب الله
وأضاف قاطيشا في حديثه إلى "إيلاف": النائب جعجع فنّدت مفهومنا في كلمتها بطريقة موضوعية وعلمية، دعوتنا ليست الأولى وسبق أن ذهبنا إلى طاولة الحوار بنيّة طيبة لحل الأزمات وكنا حينها نحاور الحزب لكن عندما وصلنا إلى مسألة السلاح انسحبوا وقالوا إنهم يريدون سياسة دفاعية وعندها لم يعد الحزب يحضر جلسات الحوار".
وأوضح قاطيشا أن رئيس الجمهورية طرح السياسة الدفاعية فأراد الحزب مناقشة سياسة تحريرية وهذه تمتد إلى خارج لبنان لتشمل الأراضي الفلسطينية وهي قضايا تعجيزية. وتابع "لذلك قلنا إننا لا نريد محاورة أطراف لا يريدون الحوار فعلياً كي لا نعطي أملاً للبنانيين فيصابون بإحباط لاحقاً، ونحن ما زلنا على هذه السياسة ولم نتغير".
النصائح والرئاسة
ورداً على ما إذا كانت القوات ترغب في هذا التقارب مع حزب الله انطلاقاً من رغبة رئيسها في الترشح إلى رئاسة الجمهورية، أكد قاطيشا أن هذا الطرح غير صحيح إطلاقاً وقال "في السابق كان مجلس النواب معطلاً ولما اتيحت لنا الفرصة للحديث قدمنا ما لدينا، ورئاسة الجمهورية لها شروط وأسس أخرى لا علاقة لها بما نطرحه اليوم".
وكانت صحيفة "الأخبار" نقلت عن مصادر وصفتها بالـ"مطلعة على ما يدور داخل معراب" (مقر القوات) قولها "فتّش عن رئاسة الجمهورية"، فرئيس حزب القوات الذي دخل، علناً، السباق الرئاسي الى بعبدا، بات مقتنعاً بأن حزب الله أصبح رقماً صعباً على مستوى الاقليم، ويلعب ضمن معادلات دولية، وبالتالي لا يمكن أي طامح رئاسي تجاهل تأثيره في اي استحقاق".
وفي هذا السياق، لفتتت مصادر الصحيفة إلى ان "معظم المرشحين والطامحين، ومن بينهم جعجع نفسه، تلقّوا نصائح من دبلوماسيين أميركيين بفتح حوار مع الحزب".
ورد قاطيشا على ما نشرته الصحيفة قائلاً "رئيس القوات لا يتلقى نصائح من أي أطراف خارجية وما كتبته هذه الصحيفة لا أساس له من الصحة، فقوتنا اننا أحرار في قرارنا ولو أردنا تلقي النصائح لدخلنا الحكومة بعدد وازن من الحقائب، هذه الأخبار نحن لا نعلق عليها لأنها تنبع من خيال صاحبها الذي ينشرها لبثّ السموم بين اللبنانيين".
النصيحة من تجربة
وشدد على أن ترشح جعجع إلى انتخابات رئاسة الجمهورية حق كفله له الدستور وسأل " أين المشكلة في ترشحه؟ نحن نريده رئيساً فهل من مانع في ذلك؟" ولفت إلى أن طرح النائب ستريدا جعجع إنطلق من تجربة القوات التي تسعى إلى إقناع حزب الله بأنها سلّمت سلاحها للدولة في العام 1990 بعدما أدركت أن تلك هي الخطوة الصحيحة وعلى الحزب أن يحذو حذوها لأن للسلاح ثمناً باهظاً سيُدفع عاجلاً أم آجلاً مضيفاً "هل يعني هذا أن سمير جعجع يقول أنا مرشح فانتخبوني؟"
وشدد على ان لا علاقة حالياً بين القوات وحزب الله وقال "نحن لا نغازلهم ولا ننتقص من حقوقنا الوطنية رغبة في منصب أو في وزارة أو في رئاسة جمهورية، نحن ما يهمنا أن تبقى الجمهورية، وإذا كان جعجع مرشحاً فذلك انطلاقاً من رغبته ومن أفكاره لحل الأزمة بعيداً عن العنف والسلاح، نحن في حاجة إلى رئاسة تكون لها الإرادة في الوصول إلى حل للأزمة وليس إدارتها".