قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يضع اتفاق المصالحة بين حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية الطرفين امام تحديات كبيرة يتوجب عليهما مواجهتها بـ"حكمة" لتشكيل حكومة توافق وطني مقبولة عالميًا واسرائيليًا، على ما يرى محللون.
عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في مأزق مجددًا
غزة: يقول ناجي شراب، استاذ الفكر السياسي في جامعة الازهر بغزة، "ما دفع الطرفين لاتفاق المصالحة أنه لا خيار لحماس أو السلطة الفلسطينية الا المصالحة. الرئيس ابو مازن ادرك أن المفاوضات فشلت ويريد أن يكون اكثر قوة في مواجهة اسرائيل، وحماس تريد الخروج من مأزق الضغط المصري من خلال نافذة المصالحة لتحسين علاقتها الاقليمية والعربية ومصر من خلال الشرعية السياسية".
وشدد على أن الانقسام "بات يشكل ضرراً كبيرًا على حماس بعد خسارة الاخوان المسلمين في مصر وصعوبة الوضع المالي لها"، محذرًا أن "كل التوقعات واردة بما فيها التراجع والاخفاق". فيما يعتبر اشرف ابو الهول، نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام، "أن اغلاق مصر للانفاق (على حدود غزة) والضغط المصري دفع حماس للجلوس على الطاولة وقبول المصالحة"، لافتًا الى أن مصر "لا تريد أن تقطع حبل العلاقة مع حماس وتطالب بعدم تدخل حماس بالشأن المصري كشرط لتحسين العلاقة". عدنان ابو عامر استاذ السياسة والاعلام في جامعة الامة بغزة يشير من ناحيته الى أن ابو مازن ذهب الى المصالحة "وهو يعلم أن طريقه غير مفروشة بالورود وقد تكون هناك عقوبات اسرائيلية، في المقابل حماس احوج ما تكون للمصالحة لانقاذها من الغرق لتوتر علاقتها مع مصر". وراى ابو عامر أن "أي انتكاسة للمصالحة عواقبها سيئة على الطرفين". لكنّ كثيرين من الفلسطينيين يشككون بامكانية نجاح المصالحة "بسبب التجربة السيئة" في الاتفاقات السابقة، وفق مخيمر ابو سعدة، استاذ العلوم السياسية بجامعة الازهر الذي يتوقع "صعوبة" في تنفيذ اتفاق غزة. ويقول ابو الهول إن الاتفاق "هذه المرة قابل للتنفيذ، حماس لن تناور على الوقت لأن مصر على اعتاب انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي، ولن تجد حماس منفذاً لها الا بتنفيذ المصالحة". ويعتقد أن علاقة حماس بمصر "ستتحسن كجزء من الكيان السياسي الفلسطيني. ومصر حريصة على التعامل مع حكومة الكفاءات ثم حكومة تفرزها الانتخابات البرلمانية الفلسطينية القادمة وستنعكس ايجاباً على العلاقة مع غزة كجزء من فلسطين". وتشهد العلاقات بين مصر وحماس توترًا غير مسبوق منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي، حيث تواجه حماس اتهامات مصرية بارتباطها بنشاط جماعة الاخوان المسلمين. وعبر شراب عن قلقه من "حدوث تقلبات داخلية من قبل المستفيدين من الانقسام تعيق تنفيذ المصالحة لأن مدة الـ5 اسابيع لتشكيل الحكومة فترة طويلة تطرح كل الاحتمالات وامكانية التدخلات الخارجية الرافضة للمصالحة". واعلنت الاذاعة العامة الاسرائيلية أن الحكومة الامنية المصغرة التي تضم اهم الوزراء اجتمعت صباح الخميس لإجراء "مناقشات عاجلة" حول سلسلة من العقوبات. ورأى المحلل في صحيفة يديعوت احرونوت اليكس فيشمان بأن "الكرة في ملعب الولايات المتحدة. وما لا يوجد رد اميركي قاسٍ، فإن هذا سيمثل بداية انهيار دبلوماسي سيقود الى اعتراف الغرب بحماس". واعتبر ابو سعدة من جهته أن الرئيس ابو مازن "بحاجة" لمدة الاسابيع الخمسة "لإستكشاف الموقف الاسرائيلي والاميركي من المفاوضات رغم ادراكه باستمرار الاستيطان والاجراءات العدوانية الاسرائيلية". ويقول ابو سعدة "اسرائيل ستنتظر الحكومة القادمة (لترى) هل فيها اشخاص من حماس أم تكنوقراط، وهل ستعترف بشروط الرباعية الدولية لتقرر كيفية التعامل معها". واضاف ان ابو مازن "سيشكل حكومة تقبل شروط الرباعية وتنهي الحصار على غزة لسحب الذرائع من اسرائيل كي لا تفرض اسرائيل عقوبات". وكشف ابو الهول أن "اتصالات وترتيبات غير معلنة جرت بين السلطة الفلسطينية وفتح مع مصر للمصالحة". وتسعى حماس لتحقيق شراكة سياسية، ويقول شراب: "حماس تستطيع بالمصالحة اعادة نفسها للمنظومة السياسية المقبولة دوليًا". واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي أن على أي حكومة فلسطينية أن تلتزم "دون لبس" بمبادىء اللاعنف ووجود دولة اسرائيل. واضافت أن "غياب الالتزام الواضح بهذه المبادىء يمكن ان يعقد بشكل جدي جهودنا لمواصلة المفاوضات". ويقول شراب إن حماس "باتت تملك رؤية سياسية اعمق واقرب للبرغماتية السياسية" مشيراً الى نيتها للمشاركة بانتخابات الرئاسة القادمة بالترشيح أو بدعم مرشح، وستتعامل ببرغماتية مع المفاوضات". وشدد عزام الاحمد مسؤول ملف المصالحة في فتح أنه "لا يمكن أن يقبل الطرف الفلسطيني باستئناف المفاوضات دون وضوح كامل بمرجعية واسس المفاوضات، وفي مقدمتها الحدود والخارطة ووقف الاستيطان". ويعتقد محللون أن شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة بيت لاهيا شمال غزة فور اعلان الاتفاق "رسالة" اسرائيلية لرفض المصالحة. ويعتقد شراب أن حماس "لن تخسر كثيراً من المصالحة طالما بقيت بنيتها الامنية والاقتصادية والبيروقراطية في غزة، كما أنها ستنأى بنفسها عن وصفها بالارهاب"، لكنه اشار الى "خطر عدم وجود ضمانات" لتنفيذ اتفاق المصالحة . وكانت حماس وفتح توصلتا من قبل لاتفاقات مصالحة عديدة ولم تنفذ، كان ابرزها اتفاق القاهرة برعاية مصر في ايار/مايو 2001 واعلان الدوحة في شباط/فبراير 2012. وبينما يعتقد ابو سعدة أن "العلاقة بين مصر وحماس قد تشهد انفراجة"، يستبعد ابو عامر أن تشهد "العلاقة بين مصر وحماس شهر عسل كالذي شهدته العلاقات زمن مرسي، لكن المصالحة ستنهي الطلاق بين مصر وحماس".