أخبار

داعية الكراهية عاش حياة مشتتة دينياً وسياسياً واجتماعياً

هذا هو المتفجر التفجيري عمر بكري فستق!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عاش عمر بكري محمد فستق حياة مشتتة "متفجرة تفجيرية" مثيرة للتساؤل والجدل، ابتداء من أصوله وفكره الديني والسياسي وصولاً لحالته الاجتماعية المنشطرة.

نصر المجالي: داعية الكراهية (السلفي المتطرف) عمر بكري محمد فستق، الذي اعتقلته السلطات اللبنانية، الأحد، مطلوب لبريطانيا التي فرّ منها العام 2005 الى لبنان طلباً للأمن، بعد الاشتباه بعلاقته بتفجيرات لندن في يوليو (تموز) في العام ذاته.

إعتقال عمر بكري فستق في لبنان جاء بعد أن توارى عن الأنظار في الشهر الماضي إثر حملة أمنية استهدفت مدينة طرابلس في إطار مساعٍ لإنهاء عنف طائفي مرتبط بالحرب في سوريا. وتتهم السلطات اللبنانية فستق بتورطه في الاشتباكات التي شهدتها مدينة طرابلس شمال البلاد العام الماضي، وأسفرت عن مقتل العشرات من المواطنين.

وكان فستق المولود في مدينة حلب السورية العام 1958 حاول العودة إلى بريطانيا بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان العام 2006 حين قامت قوات البحرية البريطانية بإجلاء الرعايا البريطانيين، حيث استوقفه أحد الضباط عند مدخل البارجة قائلاً له: لمجرد دخولك المكان فستكون بحكم المعتقل، فعاد أدراجه ولم يغادر.

كان (الداعية) ترك سوريا التي ينفي أنه ينتمي إليها العام 1977 بعد أن حصل على دبلوم في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة في دمشق وتوجه إلى لبنان، حيث أن والده حصل على الجنسية اللبنانية بقرار جمهوري في وقت سابق عام و1967، وله 24 أخاً وأختاً.

هروب من لندن

بعد عودته من لندن هارباً إلى لبنان من إجراءات قضائية كانت قد تؤدي به إلى السجن مدى الحياة للبنان، إثر الاشتباه بعلاقته بتفجيرات لندن في يوليو (تموز) 2005، قدم نفسه على أساس أنه (خبير في الجماعات الإسلامية) وقبلها نشأ في جماعة عباد الرحمن الإسلامية ثم انتمى إلى حزب التحرير إلى جماعة (المهاجرون)، ثم إلى جماعة (الغرباء)، وإلى جماعة المحاكم الشرعية في أوروبا.

وقال عمر بكري فستق أنه عاد إلى لبنان لتأسيس&جماعة دينية جديدة. ويشار إلى أنه كان سافر إلى السعودية في بداية الثمانينات من القرن الماضي واعتقل هناك في مدينة جدة عام 1984وفي الرياض عام 1985حيث ذكر أنه أسس تنظيمًا يسمى (المهاجرون) عام 1983.

في العام 1996 انشق فستق عن تنظيم حزب التحرير الإسلامي ولكنه بقي أميراً على تنظيم المهاجرين. وتقول المصادر إن له آراء متشددة حول المحكمة الدولية و حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله والشيعة بشكل عام، ولكنها تغيّرت مع مرور الوقت وأثارت هذه التغييرات موجة من الجدل خاصة في الأوساط الدينية خاصة السلفية في لبنان.

مقتل رفيق الحريري

علاقة عمر بكري بحزب تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري علاقة يمكن وصفها بأنها شائكة. حيث يتهمهم الشيخ بكري بأنهم هم أول من أطلقوا حوله الشائعات خاصة في ما يخص ابنته ياسمين. كما اتهمهم بأنهم هم السبب وراء ملاحقته أمنياً وتسببوا في توقيفه وسجنه والتحقيق معه عدة مرات.

وبعد مقتل رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري, صرح عمر بكري لإذاعة (بي بي سي) بأن مقتل الحريري فيه مصلحة للدعوة الإسلامية كون الحريري كان يحكم بغير ما أنزل الله.

واعتبر بكري في حديث له الى برنامج لفضائية الـ(بي بي سي) أنه "من وجهة نظر اسلامية، فإن اغتيال الرئيس الحريري يخدم الدعوة الإسلامية أي أنه سقط حاكم يحكم بغير ما أنزل الله. وللأسف فالناس تخلط بين الحكم بغير ما أنزل الله وبين طريقة تنفيذ الحكم".

يتابع: "عندما كنت في لندن سمعنا الخبر. فكان أول خبر ورد الينا، لأنه انتشر بين الإسلاميين على مواقع الإنترنت، أن من قام بالعملية رجل من أصول التوحيد يدعى أحمد أبو عدس، وبالتالي بدأت عملية ارسال التبريكات بين من يدعو لأبو عدس بالجنة وبين من يبشّر الناس بأنه تم القضاء على أحد الطواغيت".

وكان فستق اثار موجة احتجاج في الأوساط البريطانية بشأن هجمات 11 سبتمبر 2001 بعد التصريحات الكثيرة التي أدلى بها في لندن العام 2004م، فهو في كل ما قاله شجع على توجيه ضربات تفجيرية على غرار تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر الواحدة تلو الأخرى.

ويشار الى ان عمر بكري فستق كان وصل الى لندن آتيًا من الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) 1986، وهناك اتخذ لنفسه دور الداعية الباحث عن النجومية فأطلق عليه لقب (آية الله توتنهام). وبعد أن انتهت علاقته بحزب "التحرير الإسلامي" إلى الإنشقاق عنه في العام 1996، بقي أميراً على "المهاجرين" حتى العام 2003.

تحويلات مالية

وفي بريطانياً، ظلّت الشبهات تحوم حول التحويلات المالية من بكري وإليه، وألقي القبض في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2006 على نجله عبد الرحمن فستق في مطار هيثرو للتحقيق معه في هذا الإطار بعد أن ضبطت معه كمية من المال كان بصدد تسليمها الى والده.

في تقرير لصحيفة (المستقبل) اللبنانية العام 2008 استندت فيه الى معلومات وتقارير صحافية بريطانية وآراء خبراء في الجماعات الأصولية، فإن عمر بكري فستق، واجه فضيحة فتح ملف ابنته يسرا فستق، التي تسمّي نفسها (ياسمين)، والتي تؤكّد أنها ليست إلا كريمة الداعية عمر بكري فستق.

وحسب تقارير الصحف البريطانية، وفي مقدمتها صحيفتا (الصن) و(الديلي ميل) الشهيرتان بتقاريرها المثيرة في سبتمبر (أيلول 2008، فإن يسرا أو ياسمين التي كانت متزوجة من رجل تركي، والبالغة حينذاك 27 عاماً من العمر، تعمل راقصة للتعرّي، أو كما توضح بنفسها لـ"الصن" أنها "راقصة نصف عارية ولا أتعرّى تماماً إلا في الحالات الخاصة".

الابنة ياسمين عضو في فريق يدعى "ايبتزا انتاتشد" يعمل في بعض العلب اللندنية، وكانت تعيش وحيدة مع ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات في حي كاتفورد جنوب لندن بعد انهيار زواجها من التركي، وهي تتلقى مساعدة من الدولة كـ"أم مع طفل من دون أب"، بمبلغ 100 جنيه استرليني أسبوعياً، فيما تدفع الدولة أجرة المنزل البالغة 900 جنيه في الشهر، إضافة إلى 240 جنيهاً ضريبة البلدية.

انهيار زواج ياسمين

وروت ياسمين لـ(الصن) أنها كانت "محجبة في صغرها وعاشت متدينة ولكنها تركت المدرسة عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها بعد أن رتب والدها الزواج من شاب تركي". وأضافت أن زواجها فشل بعد "انقشاع الأوهام حول أفكار والدي".

وحينها ذكرت ياسمين أنها مرتبطة بعلاقة مع خبير هوائيات تلفزيون يصغرها بسنة رافضة الإفصاح عن إسمه، لكنها كشفت أنه "لا يزال محافظاً على بعض التقاليد الإسلامية ويصوم في شهر رمضان ولا يأكل لحم الخنزير".

أما صحيفة الفضائح التي اغلقت قبل عامين (نيوز أوف ذا وورلد) فكانت أجرت مقابلة مع السيدة التي تدير أعمال ياسمين وتدعى جنين رايت واسمها المهني "اليكس". ولا تخفي أليكس أنّها "تبيع وتروّج للجنس وتتعاطى أعمال القوادة مع زوجها مارك"، وهي تؤكد أنها ومارك يتفاخران بأنهما كانا وراء استقبال ياسمين، الأم المطلقة والمغضوب عليها إلى عالم الليل.

ويقول مارك إن ياسمين دخلت هذا المجال من خلالي أنا وزوجتي. وكنا اول من قدّم لها النصيحة بأن تجري عملية تكبير لصدرها ولم نكن ندري حينها أنها ابنة لشخص متطرّف". ويضيف: "نحن الآن قلقون على ياسمين ونخشى قيام متطرفين بمطاردتها وايذائها".

دعم تكبير الصدر

وكانت ياسمين فستق نفسها كشفت أيضاً لـ(الصن) البريطانية أن عملية تكبير الصدر احتاجت الى 4 آلاف جنيه استرليني (8 آلاف دولار أميركي) وأنّها استطاعت تحصيل هذا المبلغ من والدها من دون أن تخبره عن السبب.

حينذاك، وحسب تقرير صحيفة (المستقبل)، تنوعت تصريحات عمر بكري في هذه "القضية"، ففي البدء نشرت صحيفة "الصن" أنه بالفعل "دفع إلى ابنته المبلغ المقدّر لمعالجتها من حروق تعرضت لها إثر خلاف مع زوجها بعد أن سكب عليها الماء المغلي، ما ادى إلى اصابتها بحروق بالغة في ظهرها ويدها قبل ست سنوات واضطرت حينها للعلاج في مستشفى خاص بضواحي لندن".

لكن فستق وبعد أن قرأ ما نشر في "الصن" كان له موقف آخر: اعتبر المسألة برمّتها مؤامرة عليه وعلى الأمة، وقال لصحيفة "الرأي" إن "هذه الرواية جزء من الحملة على الإسلام والمسلمين" وأن أسرته "تعمل في حقل الدعوة".

الا انه، ومع نفيه أن "من تحدثوا على أنها ابنتي ليست ابنتي بالتأكيد" عاد وقال: "إذا كان هذا الكلام عن أي امرأة مسلمة، ولو كانت آثمة وعاصية فإن قدمها أشرف من غير المسلمين على وجه الأرض".

مثل هذا التصريح كان كفيلاً بإشعال القضية (الفضيحة) مجدداً، إذ قام فستق أولاً بعملية إحصاء لأولاده وبناته شارحاً أن أسرته "مؤلفة من ثلاثة صبيان وثلاث بنات أصغرهن في الرابعة عشرة من عمرها وتدعى راية فيما تبلغ يسرا المعروفة بأم ريان السابعة والعشرين، وهي متزوجة من شاب بريطاني الجنسية من أصل تركي وهو زواجها الثاني، وهناك ركان المعروفة بأم هريرة وهي حامل ومتزوجة من شاب بريطاني من أصل آسيوي".

مؤامرة كونية!

بيد أن الزوجة السابقة لبكري المقيمة في لندن، وأم أولاده المذكورين هؤلاء، خرجت عن صمتها لتؤكد أن "ابنتها عانت في الفترة الماضية من مضايقات الصحافيين البريطانيين، وأن أحدهم استغل زوجها السابق حقان فولكان وشقيقه طرخان للحصول على صور شخصية وعائلية للإنتقام من يسرا بعد زواجها من شاب تركي الأصل بريطاني الجنسية يدعى مصطفى وانجابها طفلاً منه"، وهو ما نقلته آنذاك، صحيفة (الرأي) الكويتية.

وهنا عاد بكري ليؤكد أن "هذا الكلام محض كذب وافتراء، وهو كلام مختلق لا أساس له من الصحة"، مؤكداً أنه "لن يتحاكم الى الطاغوت، أو إلى أي محكمة وضعية بريطانية أو غيرها مهما كان السبب".

وليست فقط فضيحة ابنته أو فراره من لندن، تجعل عمر بكري فستق حسب ما يعتقد أنه يواجه "مؤامرة كونية"، بل أنه طلق زوجته أم أولاده حنان بعد قليل من مجيئه إلى لبنان، وتزوج من حسناء لبنانية شابة تدعى ربى (26 عاماً) وهي تصغر ابنته ياسمين بعام واحد ويناديها بإسم "روبي" واقام معها في احدى الشقق الفخمة في ضواحي بيروت.

وروت مطلقته حنان لصحيفة "الصن" العام 2008 أنها لم تستطع التأقلم مع نمط الحياة الذي فرض عليها في لبنان، "ففي بريطانيا كان يمكنني التبرّج والتبضّع مع الأصدقاء أما في بيروت فانتهج عمر مسلكاً اكثر تشدداً".

ويشار في الختام، إلى أن حنان، أم أولاد فستق وطليقته، تزوجت أخيراً من صاحب متجر باكستاني في بريطانيا، يصغرها بـ 13 سنة، وهي تؤكد أن "ثروة زوجها السابق لا تحصى نظراً الى المبالغ المالية الضخمة التي يرسلها أتباعه له".
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف