على خلفية زيارته الأخيرة للأراضي المقدسة
بين الراعي وحزب الله.. بداية قطيعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هل يترجم الخلاف في وجهات النظر بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وبين حزب الله إلى قطيعة في المستقبل، على خلفية زيارة البطريرك الأخيرة إلى الأراضي المقدسة؟.
بيروت: بقي حزب الله صامتًا إزاء زيارة البطريرك إلى القدس، وفي أول هجوم علني لحزب الله على زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للقدس، ومن دون تسميته،&صرّح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد قائلاً: "ثمة موضوع أثار غضبي، بأن البعض ذهب إلى فلسطين المحتلة لكي يقنع بعض العملاء الذين انسحبوا مع جيش العدو في أيار/مايو عام ألفين بالعودة إلى لبنان، فكان ردهم بأنهم أصبحوا إسرائيليين ولا يريدون استرجاع الهوية اللبنانية والعربية".
وتابع نائب حزب الله هجومه على البطريرك فقال: "نقول لمن يحضّر مشروع قانون أو اقتراح قانون من أجل عودة هؤلاء الذين خانوا الوطن فرفضهم، وها هم اليوم يعلنون رفضهم له. لقد تصرفت المقاومة بمناقبية عالية بعد التحرير، فلم تنتقم ولم تحاسب العملاء بل تركت الأمر للقضاء، ولم تقتص من عائلاتهم، بل على العكس من ذلك، عاملتهم المقاومة بما يوجبه علينا ديننا وثقافة المقاومة برحابة صدر وعدم انتقام".
وأضاف :"إننا لا نريد أن يكون بيننا عملاء إسرائيليون في لبنان، كفانا ما عانيناه منهم إبان الاحتلال، وكما أنهم لا يفخرون بالهوية اللبنانية، فنحن أيضًا لا نفخر بأن يقال بأنهم من اللبنانيين".
بداية الخلاف بين حزب الله والبطريرك الماروني هل تترجم إلى قطيعة خصوصًا بعدما آثر البطريرك عدم الرد؟
يؤكد النائب جوزف المعلوف ( القوات اللبنانية ) لـ"إيلاف" أن حزب الله يتصرف بالكثير من الاستحقاقات والأحداث كأنه الآمر الناهي، الذي يعطينا توجيهات وإملاءات كيف نتصرف، وللأسف حزب الله عليه أن يتخّلى عن فوقيته والاستهتار بالتعاطي مع الجميع، وإذا كان يؤمن بالشراكة بالوطن عليه أن يتصرف على هذا النحو لا كمتصرف بالوطن، فلم نستبدل الوصاية السورية ولا حتى السلطنة العثمانية بحزب الله اليوم، ولا نقبل بذلك أبدًا، هو يتدخل بكل الأمور ولا نعرف بأي سلطة يتصرف على هذا النحو.
لأي مدى يؤثر توتر العلاقات بين البطريرك وحزب الله على الوضع عمومًا في لبنان؟ يقول المعلوف :" أساسًا وبالواقع شاهدنا مسايرات في الماضي بين البطريرك وحزب الله، ففي الفترة الأخيرة، كان الفريقان يسايران ، إن كان برئاسة الجمهورية أو غيرها، ولن نشهد أي قطيعة بين البطريرك الماروني وحزب الله أو أي شريحة، لأن هناك وسطاء في ما بينهما، والموضوع أصبح مبدئيًا ولا يجوز الاستخفاف بمكونات البلد، وبالفعل محاولة قضم ما تبقى من الدولة على حساب الدويلة تزيد من وجهة نظرهم طبعًا من خلال التفاخر بقوتهم العسكرية، وهم لا يعلمون أن البلد ليس بحالة حرب مع الجميع، حتى أننا وقفنا جميعًا ضد اسرائيل، ولكن لا يمكن أخذ لبنان نحو منعطفات خطيرة بسبب أن إيران ربما ارتأت القيام بذلك.
البطريرك آثر عدم الرد في هذا الخصوص، يقول المعلوف إن وجهة نظر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه تحدث قبل السفر وعمل ما يريد، ومن يكون حزب الله حتى يملي عليه ماذا وكيف يتصرف، من&عيّن حزب الله مرجعية لكي يقول للبطريرك كيف يتصرف، يعتبرون تصرفاتهم منزلة ومقدسة، مع العلم أن الكثير من تصرفاتهم لا تمت إلى الإيمان بصلة.
ويلفت المعلوف في النهاية إلى ما قام به حزب الله حتى الآن وصل إلى الذروة، وإذا أراد أن يحتل البلد فليتفضل إذا ما كان هذا مبتغاه.
الفريق الآخر
بدوره، يعتبر النائب قاسم هاشم ( التنمية والتحرير) في حديثه لـ"إيلاف" أن الموضوع ليس توترًا بين حزب الله والبطريرك الماروني بقدر ما هو تباين بوجهات النظر في قضية معينة& في ما خص موضوع زيارة البطريرك إلى الأراضي المقدسة، والتباين واضح بالنسبة للرؤيا في هذه الزيارة، هل سيصل إلى حد الانقطاع؟ يقول هاشم لن تصل الأمور إلى حد القطيعة، ولكن ستترك أثرًا سلبيًا بحدود معينة، ويلفت إلى أن لا مصلحة لأحد في انقطاع العلاقات بين حزب الله والبطريرك، وإذا كان هناك خلاف أو تباين بوجهات النظر لا بد من العمل على تداركه، والتفتيش عن مساحة للتفاهم حول الكثير من القضايا وترك موضوع الإختلاف بوجهات النظر إزاء مسألة ما خصوصًا مسألة الزيارة أو غيرها، والإبقاء على مساحة العلاقة الإيجابية لمصلحة الجميع.