أخبار

رهاب السوريين تعبير جديد في الخطاب الإعلامي

اتهامات بالتعامل مع اللاجئين السوريين بعنصرية في لبنان

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تواجه لبنان اتهامات بالتعامل بعنصرية مع اللاجئين السوريين، الذين يشكّلون عبئًا اقتصاديًا وسياسيًا على هذا البلد الصغير، وبات من الصعب عليه أن يقبل الآخر المختلف سياسيًا وعقائديًا واجتماعيًا. &بيروت: أقر مسؤولون لبنانيون بالتعامل بعنصرية مع اللاجئين السوريين الفارين من الحرب والمعارك في بلادهم.واعترف النائب معين المرعبي لـ"إيلاف" بوجود عنصرية لبنانية في التعامل مع اللاجئين السوريين، ولكن أكد في الوقت نفسه على وجود احتضان للاجئين.&وأشار المرعبي إلى وجود حالات يتم فيها استغلال اللاجئين السوريين ومعاملتهم بعنصرية، ويلعب الدور الاقتصادي السيئ دوره في هذا المجال، خصوصًا على مستوى العمالة العادية، فهناك بعض الأشخاص اللبنانيين يشعرون أن العامل السوري ينافسهم في عقر دارهم، وهذا يؤدي للتصرف بعنصرية، حسب قول المرعبي.&العنصرية الإعلامية"رهاب السوريين"، مصطلح يتم استخدامه في الإعلام اللبناني، وترى الأكاديمية الدكتورة نهوند القادري أن صورة الآخر هي تعبير أو تعابير ذات دلالات معيّنة ومقصودة، نرسم بوساطتها صفات فرد أو شعب أو مجموعة شعوب، بحيث تترك انطباعًا سلبيًا أو إيجابيًا لدى القارئ أو متلقي هذه التعابير.&ويعرّف الدكتور أديب خضّور هذه الصورة بأنها مجموعة من الأحكام والتصوّرات والانطباعات القديمة المتوارثة والجديدة والمستحدثة الإيجابيّة منها، والسلبيّة، التي يأخذها شخص (أو جماعة أو مجتمع) عن آخر، ‏ويستخدمها منطلقًا وأساسًا لتقويمه لهذا الشخص، ولتحديد موقفه وسلوكه إزاءه، ‏والصورة الذهنيّة شديدة الصلة بالموقف، ويؤثران معًا على التفاعل.&&ويرى خضّور&أن للإنسان انطباعاته وصوره التي يكوّنها عن الأشياء، وكذلك فإن للمجتمعات والشعوب إنطباعاتها وخلفياتها وذاكرتها التي تكوّن من خلالها صورًا عن شعوب أخرى، والفارق هو في المدى الزمني الذي تستغرقه الشعوب في تكوين صورها، وفي تعديلها وتغييرها، والصورة الذهنيّة التي يكوّنها مجتمع عن مجتمع آخر هي نتاج أحداث وخلفيات وتراكمات عبر السنين.&&الجهد مطلوبويؤكد خضّورعلى أن تعزيز قبول الآخر وعدم العنصرية يتطلبان جهدًا على مستويات عدة، من خلال جهد ثقافي وتربوي وأيضًا من خلال المناهج السياسيّة التي تعتمدها التيارات السياسية، والجهد يجب أن يكون على أكثر من مستوى، وهذا عادة يجب أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني والجامعيون والتربويون، والمسؤولية الأساس تقع على الدولة، ورؤيتها، لأن المعايير والمقاييس لأي دولة نريدها هي تنعكس وتتسرب إلى المؤسسات وإلى الإعلام بطبيعة الحال.&&وأوضح أن هناك موجة مسيطرة في الإعلام اللبناني تعمد إلى إلغاء الآخر، وهي الأقوى في الدولة والسلطة وعلى مختلف الأصعدة، وأضاف:" بالتالي لا نرى في لبنان قوى بارزة ومؤثرة في المجتمع إلا من خلال الشخصيات المنحازة، والتي لديها إيديولوجية معينة، ولديها موقف، وهي بصراع حاد مع الآخر، وهذا يغذي الإنقسام في المجتمع".&ويرى خضّور &أن احترام الآخر وعدم العنصرية، ليس فقط أمرًا أخلاقيًا وتربويًا أو ترفًا، إنما هو حاجة ماسة، وإذا لم يكن محميًا، ولم يكن يستند إلى إجراءات قانونية، فهو لن يعمل به، ونزوع جزء من المجتمع إلى تجاوز التعدي على الآخر والسرقة، هو تمامًا نابع من عدم قبول هذا الآخر، وكلها عوامل تزيد من مشهد انتشار هذه النزعة أي عدم قبول الآخر إعلاميًا.&مشكلة لبنان عنصريتهويؤكد الإعلامي فداء عيتاني لـ"إيلاف" أن "مشكلة لبنان عنصريته القاتلة، عنصرية طائفية وثقافية وحتى جندرية، وهذه العنصرية في ظل الانقسام الطائفي سمحت في تجاوز كل القوانين والأخلاق الإعلامية، واستخدام الشتائم، والتحريض المباشر وحتى التهديد بالقتل على صفحات الجرائد".وأضاف عيتاني "في حالات النزاع تشتد هذه الظواهر بكثرة، وهي حالات كانت موجودة سابقًا، لكنها كانت محتكمة إلى صراع سياسي حقيقي، بين مشروعين".&ويختم "أما اليوم فبات الصراع طائفيًا ومذهبيًا وعنصريًا، ولا طائفة تستطيع القول إن لديها مشروعها الخاص للبنان، وانحدار المستوى الأخلاقي في الخطاب الإعلامي قد يهدد بانفجار البلد".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف