أخبار

غير آمنة لكنها تقدم المحبة

الكنيسة آخر ملاذ لأهالي غزة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

للمرة الأولى منذ سنوات، تغص الكنيسة الارثوذكسية في غزة بالناس، بعد أن وفرت ملاذًا آمنًا لمئات الفلسطينيين الذين اضطروا للنزوح من منازلهم بسبب القصف الاسرائيلي المتواصل على حي الشجاعية.

إيلاف من بيروت: لجأ نحو 600 شخص، أغلبهم من النساء والاطفال، إلى كنيسة القديس برفيريوس التي فتحت أبوابها لاستقبالهم، وتقديم المأوى والاكل والشراب لهم، بغض النظر عن ديانتهم.

بلا مأوى

قال كبير الاساقفة الكسيوس لوكالة الصحافة الفرنسية: "أتانا عدد كبير من النساء والاطفال والرضع الذين أصبحوا بلا مأوى، دمرت بيوت العديد منهم وقتل الكثير من أفراد عائلاتهم أو اصيبوا، ونحن نحاول مساعدتهم".

تروي صباح المبيط: "الكنيسة هي رابع مكان نلجأ اليه"، وهي لجأت إلى الكنيسة بعد هروبها من حي الشجاعية، حيث قتل اكثر من 75 شخصًا الاحد، وما زال العديد من السكان تحت ركام منازلهم. وتوجهت في البداية إلى منزل احد اقاربها ثم إلى منزل احد جيرانها وبعدها إلى مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

تضاؤل عدد المسيحيين

تستقبل اونروا اكثر من مئة الف شخص في 69 مدرسة، لكنها تعاني من شح الموارد. وتقول المبيط: "في مدرسة الوكالة كان هنالك الكثير من الناس، كنا مكدسين فوق بعضنا، وسمعت أن الكنيسة بدأت بايواء النازحين، قاموا بحمايتنا في الكنيسة ورحبوا بنا، نشعر بقليل من الامان هنا".

وتضاءل عدد المسيحيين في قطاع غزة خاصة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في العام 2007.& وبحسب ارقام صادرة عن البطريركية اللاتينية في القدس، يعيش في قطاع غزة 1550 مسيحيًا من اصل اكثر من مليون وسبعمئة الف شخص، ولديهم 3 كنائس. وغالبية مسيحيي غزة من الأرثوذكس الشرقيين، بينهم 15 بالمئة من اللاتين.

وتقول أنوار جمال، التي وصلت إلى الكنيسة بعد أن هربت من الشجاعية: "كانت الطائرات فوقنا، وكل شيء كان يشتعل، كنا مرعوبين، وبالكاد تمكنا من المشي".

غير آمنة

لكن الكنيسة ليست آمنة تمامًا من القصف الاسرائيلي، الذي اودى بحياة أكثر من 650 فلسطينيًا منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة. ويؤكد كبير الاساقفة اليوناني الكسيوس أن خمس أو ست قذائف ضربت المنطقة التي توجد بها الكنيسة والمسجد المجاور، الذي فتح ايضًا لايواء النازحين مساء الاثنين، بينما كان الناس يتحضرون للافطار في شهر رمضان.

وتابع: "كان الوضع سيئًا للغاية، وكان الناس يصرخون، السيدات والاطفال"، موضحًا أن مقبرة الكنيسة وحضانة الاطفال في المسجد تضررتا.

ويعاني الكثير من النازحين في الكنيسة من مشاكل صحية، بينما تتفاقم مشاكل النظافة، بحسب الطبيب حسن عز الدين الذي يتطوع لعلاج المرضى في غرفة في الكنيسة. ويوضح الطبيب: "الحالات التي نراها موجودة غالبًا لدى الاطفال، فهم يعانون من الاسهال ومشاكل تنفسية والبعض يعاني من الصدمة".

ويؤكد كبير الاساقفة أن الكنيسة مفتوحة، "فنحن عائلة واحدة، مسلمين ومسيحيين، ونحاول أن نساعد الناس ونوفر لهم مأوى، والاهم هو اعطاء المحبة لكل من يحتاجها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف