قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
يشدّد الكثيرون على ضرورة إعادة الدور الفعلي لقوى الإعتدال في المنطقة لمواجهة قوى التطرّف الناشئة، وسط دعوات للمعتدلين إلى رفع الصوت عاليًا لمجابهة كل أشكال التطرّف الموجود. &
بيروت: يزداد الحديث عن التطرف المتنامي في المنطقة العربية، وسط تساؤلات عن دور المعتدلين في ظل الظروف الراهنة، واختفاء صوتهم &بينما تشهد المنطقة العربية الكثير من التطورات واتساع نفوذ الجماعات المتطرفة.&
التطرّف بمواجهة الاعتداليقول النائب باسم الشاب من تيار المستقبل&لـ"إيلاف" إن التطرّف الديني لا يعادله سوى الإعتدال، ويخفف منه، وهذه هي مكونات الشرق، ونتمنى أن يكون الإعتدال هو الأقوى، والمعتدلون من كل الطوائف يجب أن يتعاونوا من أجل أرضية مشتركة، فالاعتدال الثقافي والحضاري والديني يجب أن يكون مساحة تلتقي فيها جميع الطوائف".&ويلفت الشاب إلى أن تصويب الأمور يحتاج إلى وقت لأن ما نشهده هو نتيجة قرون من التطرّف والجهل، داعيًا إلى وقف النزف بالنسبة للمسيحيين في الموصل، وقال: "الأهم يبقى التعاطي مع المجتمعات المسيحية حيث التطرّف الديني، ويؤكد الشاب أن صوت الاعتدال كان موجودًا عندما هدد المسيحيون في الموصل لكن الناس لم تكن تريد سماع هذا الصوت، ورأينا في لبنان كيف كان أكبر خطأ عندما إتهم حزب الله تيار المستقبل المعتدل بأنه بيئة حاضنة للإرهاب والتكفيريين".&
الاعتدال أمام امتحان صعببدوره، يعتبر النائب السابق بشارة مرهج (8 آذار/مارس) في حديثه لـ"إيلاف" أن الإعتدال اليوم يواجه امتحانًا كبيرًا وكل القوى اليوم في خطر، والاعتدال اليوم لا يقوم بالمبادرات، ويكتفي بأنه على حق، علمًا أن الوضع الحالي بحاجة إلى مبادرات من قبل قوى الإعتدال، لإستيعاب هذه الموجة المتصاعدة، والتي تتخذ أشكالاً مختلفة، وتدخل فيها عناصر مستحضرة من التاريخ بالإضافة الى أخرى من التكنولوجيا والإستخبارات العالمية، فالمسألة ليست بسيطة، والخطر موجود على الاعتدال وعلى التيارات السياسية، لأن الحالة الموجودة تُلغي الكثير من الوقائع والمعطيات".&ويلفت مرهج إلى أنه ليس هناك من سبيل لمكافحة الأمر إلا من خلال تجمع قوى الإعتدال وانتهاج سياسة جديدة على كل المستويات، قوى الإعتدال يجب أن تكون مع القضية الفلسطينية بكل طاقاتها، ويجب أن تنتهج سياسة متفاعلة ومتحركة على الأرض.&ويؤكد مرهج أن هناك منظومة جديدة يجب أن تنشأ من أجل استيعاب كل موجات التطرف التي نشهدها، لأن هناك عشرات الملايين من الأشخاص في البلدان العربية يشعرون بالكبت، ويتوهمون أنهم على الطريق الصحيح.&ويرى مرهج أن الكل يشعر بالخوف من قوى التطرف، وأمر مخجل ألا تتنادى كل القوى المعتدلة لعقد مؤتمر كبير لحفظ كيان الجميع في المنطقة.وعندما تبرز مشاكل من هذا النوع يتحول القادة إلى مراقبين وأصحاب آراء سياسية.&
اعادة الاعتدال إلى أصالتهودعا الأكاديمي الدكتور أنطوان مسرّة &إلى ضرورة إعادة الاعتدال إلى أصالته، مذكرًا بأن مفهوم العدل والاعتدال يعني العيش المشترك.&وقال مسرّة "حسين الحسيني ( رئيس مجلس النواب اللبناني سابقًا) ، قال إنّ لبنان ليس مجرد أرض بل علاقات في ما بيننا، لكن هذا الأمر الآن بات موضع اختبار، وما كان يتم الحديث سابقًا بأن "لبنان ذو وجه عربي" ولبنان "موحّد" أو "فدرالي" وما إلى ذلك، كل هذا تجرّب عمليًا ولم يعد هناك تنظير حول هذه المسائل، ويجب أن نعيد الاعتدال إلى أصالته".&&ويضيف مسرة أن الاعتدال يتطلب موقفًا حقوقيًا ويتطلب مجموعة مبادئ وهو خارج أي مساومة، لأنه يؤثر على العدالة بين الناس والتقيّد بحقوق الجميع وفي العلاقات البشرية.&ويتابع مسرّة:"يجب أن نعود إلى مفهوم العدل والاعتدال، وأن نشجّع على المواقف المبدئية في الشؤون اللبنانية الأساسية، وإذا أردنا نموذجًا عن هذا الموضوع يوجد لدينا نموذجان، نموذج الرئيس فؤاد شهاب صاحب شعار "ماذا يقول الكتاب" وهذا ذروة الاعتدال، وكتاب وزير الخارجية السابق فؤاد بطرس (مذكراتي) الذي يجسّد أيضًا ذروة الاعتدال.&
موقف الإسلام من التطرّفويقول الشيخ محمد الحلبي لـ"إيلاف" إنه رغم ازدهار ربط التطرّف بالإسلام لدى الغربيين، إلا أن الإسلام قد حذّر أكثر من غيره من أخطار هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية على أصحابها وعلى مجتمعاتهم، فالقراءة الدقيقة للنصوص الشرعية الإسلامية في القرآن الكريم توضح مدى عمق الإسلام في معرفة خطورة الظاهرة، بل إن الإسلام أنكر على أتباع بعض الديانات مظاهر التطرّف والتشدد في السلوك والعبادة.&ويشير الحلبي إلى أن التطرّف الديني الموجود اليوم لدى البعض إنما يشوّه صورة الإسلام، فليس هكذا يريد الدين أن نتعامل مع من كان يخالفنا في التقوى، ولا بد بحسب الحلبي أن يعود صوت الإعتدال الديني إلى ما كان عليه في السابق من خلال أن يتغلب على التطرّف الموجود اليوم.&