يبحث مع خادم الحرمين سبعة ملفات مهمة
السيسي في السعودية: الإمتنان أولاً والإقتصاد ثانيًا والإرهاب ثالثًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة للمملكة العربية السعودية اليوم الأحد 10 أغسطس/ آب، ويعقد إجتماعاً مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، للتباحث حول مختلف قضايا المنطقة، لاسيما العلاقات بين البلدين، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والملفات السورية والعراقية والليبية، فضلاً عن ملف مكافحة الإرهاب.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في تأكيد جديد على عمق العلاقات بين مصر والسعودية، يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي الرياض، ويجتمع مع الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه "سيتم خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
ووفقاً لمصادر دبلوماسية مصرية، فإن الزيارة تستغرق يومين، وسيعقد العاهل السعودي والرئيس المصري جلسة مباحثات فور وصول السيسي للعاصمة الرياض.
وقالت مصادر ديبلوماسية تحفظت عن ذكر إسمها لـ"إيلاف" إن زيارة السيسي تأتي تنفيذًا للوعد الذي قطعه على نفسه بأن تكون أول زيارة خارجية له للسعودية، وفاء لملكها وشعبها على الدعم غير المحدود الذي قدمته لمصر في أعقاب ثورة 30 يونيو.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الوفد المصري وكبار رجال الدولة السعودية سوف يتناولون العشاء معاً، وتبدأ جلسات مباحثات مع الوفد المصري الذي يضم وزراء ورجال أعمال، وستتم مناقشة فرص الإستثمار في مصر، ودعم مشروع محور تنمية قناة السويس.
وأوضحت المصادر أن المباحثات ستتناول أيضاً مؤتمر المانحين الذي دعا إليه خادم الحرمين، وترتيبات عقده. وتوقعت المصادر أن يؤدي السيسي شعائر العمرة، قبل مغادرة الأراضي الحجازية.
ووفقاً للوزير الخارجية المصري سامح شكري، فإن هناك رغبة متبادلة بين الشعبين المصري والسعودي على تعميق العلاقات، مشيراً إلى أن الزيارة تصب في هذا الإتجاه. وقال في تصريحات له، إن الزيارة لها أهداف إقتصادية بالأساس، لافتاً إلى أنها ستناقش العلاقات الإقتصادية بين البلدين، وسبل تفعيل مبادرة العاهل السعودي لعقد مؤتمر شركاء مصر.
وأفاد بأن الزيارة سوف تتناول بالمناقشات مختلف القضايا ذات الإهتمام المشترك، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأمن الخليج العربي، وتطورات الأوضاع في العراق وليبيا.
وحسب السفير المصري في السعودية عفيفي عبد الوهاب، فإن "هذه الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية نظراً لما تشهده الساحة الإقليمية من تحديات كبيرة تستدعي من الجانبين المزيد من التعاون والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات".
وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء المصرية الرسمية، أن "المحادثات بين الزعيمين ستتناول تطورات وتحديات تمس الأمن القومي العربي إجمالاً وضرورة أن يكون هناك نوع من التشاور والتعاون والتنسيق المستمر بين البلدين".
ولفت إلى أن السيسي سيقدم الشكر للملك بسبب "مواقفه المشرفة والشجاعة والموقف التاريخي للمملكة بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو".
وتمر العلاقات المصرية السعودية بأفضل حالاتها منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011. وشهدت حالة من الفتور في أعقاب وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم، وبلغت ذروة التوتر عندما قرر الملك عبد الله سحب أعضاء السفارة السعودية من القاهرة، في نهاية شهر أبريل/ نسيان 2012، بسبب مظاهرات عنيفة اندلعت أمامها، وردد المتظاهرون هتافات بذيئة طالت خادم الحرمين شخصياً، إلا العلاقات بين البلدين شهدت حالة من الحيوية في أعقاب عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي من الحكم في 3 يوليو/ تموز 2013.
وقدمت السعودية نحو 10 مليارات دولار دعماً لمصر، منذ ذلك التاريخ، في صورة نقدية أو منتجات بترولية.
سبعة ملفات أساسية
وأوضح السفير محمد جمال الدين، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف" أن لقاء السيسي مع المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين سوف يتضمن مناقشات ومشاورات جادة حول ملفات: الإرهاب، وبحث مبادرة العاهل السعودي بإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، الأزمة العراقية وتطوراتها في ضوء تهديدات تنظيم داعش وفشل الحكومة العراقية في التصدي لها، الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان، الأزمة الليبية، وتطوراتها على الأرض في ضوء الحرب الأهلية التي اندلعت بين المليشيات المسلحة، الحرب على قطاع غزة وسبل وقف إطلاق النار وحقن دماء الفلسطينيين في إطار المبادرة المصرية، أمن دول الخليج بإعتبار أنه جزء من الأمن القومي المصري،& سبل دعم التعاون الإقتصادي المشترك، وبحث فرص الإستثمار السعودي في مشروع محور تنمية قناة السويس، ومؤتمر أصدقاء مصر الذي دعا إليه الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ولفت إلى أن الزيارة تأتي تتويجاً للعلاقات بين البلدين، وتأكيداً على أن التحالف المصري السعودي، هو ضمانة للإستقرار في المنطقة، التي تهددها العواصف من كل الجهات.
وقال المحلل السياسي سامح عباس لـ"إيلاف" إن الزيارة تأتي في إطار التأكيد على عمق العلاقات، مشيراً إلى أن هناك العديد من الأهداف الأخرى وراء الزيارة، منها الإعراب عن الإمتنان للسعودية ملكاً وشعباً، إضافة إلى العلاقات الإقتصادية بين البلدين، ومكافحة الإرهاب في المنطقة.
ولفت إلى أن الزيارة تبعث برسائل مهمة إلى الغرب، ولاسيما أميركا، تفيد بأن محور مصر والسعودية هو عماد إستقرار المنطقة، وأن الدولتين لن تسمحا بمرور أية مخططات تهدف إلى تدمير دول المنطقة وإعادة تقسيمها على أسس طائفية وعرقية.
وتوقع عباس أن يتم الإعلان عن دعم الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي، والتأكيد على أن المبادرة المصرية هي أساس أي حل لوقف إطلاق النار.
وأثنى الرئيس عبد الفتاح السيسي على الدور والدعم السعودي لمصر في أكثر من مناسبة، ووصف العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بـ"حكيم العرب"، ووعد بأن تكون أول زيارة له إلى السعودية، إلا أن خادم الحرمين فاجأ المصريين والسيسي شخصياً بزيارته للقاهرة، في 20 يونيو/ حزيران الماضي، بعد أيام قليلة من تولي السيسي مهامه الرئاسية بشكل رسمي.
وتقديراً منه للدور السعودي وللملك، كسر السيسي& قواعد البروتوكولات الرئاسية، وصعد إلى طائرة العاهل السعودي التي حطت بمطار القاهرة، وقبّل رأس الملك، عرفاناً وإحتراماً له.
وعقد إجتماعاً معه على متن الطائرة. وانفردت "إيلاف" في حينها بأن الرئيس والملك سوف يعقدان إجتماعاً في الطائرة، وليس في قاعة كبار الزوار بمطار القاهرة.
وقدمت دول الخليج إلى مصر نحو 12 مليار دولار، في أعقاب اسقاط نظام حكم جماعة الإخوان في 3 يوليو/ تموز 2013، إلا أن السيسي قال إن الرقم يصل إلى عشرين مليار دولار.
وساهمت السعودية وحدها بنحو نصف هذا المبلغ، وأظهرت دعماً سياسياً قوياً لمصر، في مواجهة الغرب، بقيادة أميركا، الذي اعتبر التغيير السياسي الذي حصل في مصر، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي إنقلاباً عسكرياً.
ولعبت الدبلوماسية السعودية دوراً واضحاً في تغيير وجهة النظر الغربية، والإعتراف بالإنتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز كاسح للسيسي في مواجهة منافسه اليساري حمدين صباحي.
&