سلام كرّمه وأكد أن السعودية تدعم استقرار لبنان
عسيري: مكافحة التطرّف بالقوة... وبالخطاب المعتدل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دعا السفير السعودي في لبنان علي عوّاض عسيري اللبنانيين إلى الوحدة بمواجهة التطرف، التي تكون بالقوة وبالخطاب المعتدل، الذي يمثله المفتي الجديد عبد اللطيف دريان.
متابعة إيلاف - بيروت: تقترب لحظة مغادرة سفير السعودية في لبنان علي عوّاض عسيري بيروت، وهو يجول اليوم على القيادات اللبنانية في زيارات وداعية، يكللها بتأكيد المملكة على وقوفها بجوار لبنان في كل محنة تحل به، وبدعوته الدائمة الى حملة ضد التطرّف الديني الموجود لدى جميع الفئات، عبر مؤازرة مفتي الجمهورية الجديد الشيخ عبد اللطيف دريان في البرنامج الذي أعلنه فور انتخابه.
&
لا للغلو
&
ونقلت جريدة السفير اللبنانية عن عسيري توسّمه خيرًا بالمفتي دريان، "في ضوء خطابه الذي يدل على وعيه بالتحديات، ويشكّل خارطة طريق لإنقاذ الوضع اللبناني، والمطلوب من كافّة القوى السياسيّة في أجهزة إعلامها كافّة مواكبة هذه الخارطة وبرنامج المفتي الجديد". واعتبر عسيري أن شخصية المفتي وحدها لا تكفي إذا لم يلتفّ حوله علماء الدين السنّة النيّرون، "بغية تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب المغرّر به".
وأضاف عسيري: "مكافحة التطرّف بالقوة ليست هي الحلّ الناجع لصد الغلو الديني، بل تكون باعتماد الخطاب المعتدل المتنور من على المنابر كلّها، سواء الدينية أي المساجد أو الإعلامية، التي يجب أن تبذل جهدًا متواصلًا لتظهير الأصوات الدينية المتنوّرة والمنفتحة على الآخر لدى جميع الأطراف المسلمة، لأن التطرّف والغلو لا ينفعان من أي جهة أتيا، ولا علاقة لهما بالإسلام وهو منهما براء".
وتمنّى عسيري أن تركّز الدّولة اللبنانية على استنباط خطّة تنموية تشمل التعليم الصحيح وإيجاد فرص للعمل وإعداد مدارس ومعاهد مهنية، "فعلى أجهزة الإعلام مواكبة التغيير الإيجابي الحاصل في دار الفتوى، ومساعدة المفتي الجديد في تنفيذ البرنامج الذي أعلنه، ليعود لبنان صفًا واحدًا بطوائفه كلّها فيبعد شبح الفتنة".
مع الجيش اللبناني
&
وتطرق عسيري إلى موضوع هبة 3 مليارات دولار&للجيش اللبناني، فقال: "معلوماتي تفيد بأنّ المبلغ اعتمد فور الإعلان عن الهبة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، ولم تتبقَّ إلا الآلية التي يصرف بها، وهي تعتمد على إتمام الاتفاق النّهائي بين اللبنانيين والفرنسيين، أي بين البائع والمشتري، وبعد ذلك يأتي دور المموّل للدّفع من خلال الحكومة الفرنسيّة، وفقًا لروزنامة الاتفاق اللبناني ـ الفرنسي". ونفى عسيري أية مسؤولية سعودية عن التأخير الحاصل حتى الآن في تسليح الجيش اللبناني.
ودعا الجميع الى الالتفاف حول الجيش اللبناني في معركة مكافحة الإرهاب والغلوّ والتطرّف، لافتًا الانتباه الى أنّ لبنان سينجح في محاربة هذه الآفّة، "التي لا تليق به ولا بعيشه المشترك، إذا وحّد اللبنانيون صفوفهم".
وعن عودة رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق سعد الحريري إلى بيروت، حاملًا مليار دولار جديدة من الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، قال عسيري: "عودة الحريري تبشر بالخير، وهي رسالة إيجابية لجميع القوى السياسية".
تكريم عسيري
إلى ذلك، كرّم رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام السفير السعودي في حفل أقيم في السراي الكبير. وقال سلام في كلمته "نجتمع اليوم في لقاء حول أخ عربي كريم، يفارقنا خلال أيام، بعدما عاش بيننا خمس سنوات ونيف، وذاق معنا خلالها الحلو والمر.. والمر في بلادنا ليس بقليل للأسف".
وأضاف: "حل بيننا في منتصف العام ألفين وتسعة، حاملا تجربة غنية في العمل الدبلوماسي، ليكمل في بيروت مسيرة من سبقوه في خدمة مصالح المملكة العربية السعودية، ورعاية العلاقات الأخوية بين البلدين. بسرعة فائقة، تربع السفير عسيري في المكانة العالية التي يستحق، صنعها بحنكة كبيرة، وذكاء وقاد، ولباقة دبلوماسية رفيعة، وهمة عالية، وفوقها جميعا معرفة وثقافة وقدرة واسعة على التواصل".
وتابع: "وإذا أضيف الى كل ذلك حسن المقصد، أي النية الطيبة الأخوية السعودية تجاه لبنان، اكتملت الصورة المضيئة لسفير ناجح، محب، كان خير أمين على العلاقات اللبنانية-السعودية، وجهد بصمت لتقديم كل ما من شأنه إبقاء بلدنا عزيزا معافى".
كبير العرب والمسلمين
وقال: "لن تمر مناسبة كهذه، من دون توجيه تحية صادقة إلى كبير العرب والمسلمين، خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي ما فتيء يؤكد يوما بعد يوم، المكانة الغالية التي يتمتع بها لبنان في قلبه ووجدانه".
وأعلن سلام "أن الهبة الأخيرة التي قدمها الملك الى لبنان بقيمة مليار دولار، لتأمين الحاجات الملحة للجيش والقوى الأمنية، هي رسالة تؤكد المؤكد، وهو أن المملكة العربية السعودية في سياستها إزاء لبنان معنية فقط، بتعزيز الدولة ومؤسساتها الدستورية، وقواها المسلحة الشرعية، وتدعيم أمنها واستقرارها، في مواجهة كل أنواع المخاطر وأولها التطرف والإرهاب".
وختم: "يغادر معالي السفير علي عواض عسيري لبنان، وقد ترك بصمة عميقة طيبة في ذاكرتنا وفي وجدان محبيه وما أكثرهم. أبا فيصل ستربحك بلاد السند ولن تخسرك بلاد الأرز. باسمي، وباسم اللبنانيين، شكرا لك وفقك الله في الحل والترحال".