منهم من أضاع بعض أفراد أسرته في طريق الهروب
مخيمات اللاجئين السوريين تحتضن أيزيديي العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لأن المصيبة تجمع، فتح مخيم نوروز للاجئين السوريين أبوابه أمام الأيزيديين الفارّين من بطش وخناجر "داعش"، إلا أن مأساة جديدة ضاعفت مصائب البعض بعدما فقد بعضهم أطفاله أثناء الهرب، ولا يزال يجهل مصيرهم حتى الساعة، ناهيك عن عجّز اضطر أيزيديون لتركهم والرحيل مرغمين.
رغم أن جونو خلف تمكن من إخراج معظم أفراد عائلته من العراق إلى منطقة تنعم بالسلام النسبي في مخيم للاجئين السوريين، إلا أن مشاعر الحزن والقلق تنتابه بسبب ابنه وابنته، اللذين انفصلا عن الأسرة أثناء هروبها، ولا يعرف مصيرهما.&
&
فقدت ولدين
وكان خلف، وهو أيزيدي، قد فرّ مع أبناء هذه الأقلية من وجه مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين اقتحموا بلدة سنجار قبل نحو أسبوعين. وفرّ خلف (45 عامًا) مع زوجته وأطفاله التسعة إلى الجبال في شمال المدينة خوفًا من المتطرفين الإسلاميين الذين يعتبرونهم كفارًا. ولم يتمكن المقاتلون الأكراد، الذين كانوا يسيطرون على المدينة، من صد مقاتلي "الدولة الإسلامية" المسلحين بشكل جيد، وانهارت مقاومتهم، ما دفع المدنيين إلى الفرار.
وقال خلف "لقد كانوا يطلقون علينا النار، بينما كنا نفرّ من منزلنا. وعمّت الفوضى التامة". وأضاف "لقد فقدنا صغيرتي أليفة وابني عماد أثناء فرارنا. ولا أعرف أين هما، ولا أعلم إن كنا سنعثر عليهما مرة أخرى".
واختبأ خلف وزوجته وأبناؤه السبعة أيامًا عدة في الجبال، فيما سيطر المقاتلون الإسلاميين على قرى الأيزيديين. ورغم نقص الغذاء والماء وحرارة الصيف الشديدة، إلا أن الأسرة تابعت هروبها باتجاه الحدود السورية إلى الغرب. وفتحت الغارات الجوية التي شنتها طائرات أميركية طريق الهرب لأسرة خلف وغيرها من الأسر للتوجه إلى الحدود، حيث كان المقاتلون الأكراد في استقبالهم. ولكن خلف لا يزال يعيش كابوس ذلك اليوم، الذي صادف الأحد الثالث من آب/أغسطس.
&
وقال "نحن لا نملك سيارة. وكان علينا أن نركض، ونصعد جبل سنجار، ولم نكن نملك سوى الملابس التي نرتديها. وكان حولنا الكثير من الناس الفارّين مثلنا". ومعظم الأيزيديين الذين فرّوا إلى سوريا عادوا عبر نهر دجلة إلى العراق شمالًا للانضمام إلى مئات آلاف النازحين المقيمين في مخيمات مؤقتة في مناطق لا تزال تحت سيطرة الأكراد. إلا أن خلف وأسرته قرروا البقاء في سوريا، حيث لجأوا إلى مخيم نوروز، الذي أقيم أساسًا للسوريين، الذين شرّدتهم الحرب الأهلية المستمرة في بلادهم منذ ثلاث سنوات.
عون الأكراد
وتقدم مجموعة من مجموعات الإغاثة المساعدة للاجئين بالتنسيق مع وحدات "حماية الشعب الكردي"، وهي مجموعة من المقاتلين الأكراد المتمردين، الذين يسيطرون على المنطقة، وأعلنوا الحكم الذاتي في ثلاث مناطق في شمال سوريا. ولا تشك هادية يوسف التي ترأس الإدارة الكردية في المنطقة، أن المقاتلين الأكراد السوريين هم الذين أنقذوا الأيزيديين.
وتوضح أن الحركة المتمردة "فتحت جبهة مع مقاتلي الدولة الإسلامية من الجانب السوري من الحدود، وخسرت ثمانية من مقاتليها قبل أن تؤمّن طريقًا لخروج الأيزيديين". وتضيف "حشد الجميع ومن كل القرى المحيطة هنا جهودهم لنقل الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول من أسفل الجبل إلى هنا، إلى منطقة آمنة". ويوفر المخيم الأمن لباقي أسرة خلف، إلا أن الحزن والقلق لا يزالان يخيّمان على ملامحه.
&
فهو لا يعلم مكان ابنه البالغ 18 عامًا أو ابنته البالغة 10 سنوات، وما إذا كانا حيين أم لا، ولا يعرف أين يبحث عنهما. أما زوجته خوناف فقد اضطرت إلى ترك أمها الكفيفة وراءها. وتقول "لم تكن لتستطيع الهروب وقطع هذه الرحلة". وأشارت إلى خد ابنتها رانية (4 سنوات) المصاب، وهي تحمل في يدها طفلها الرضيع الذي علا صراخه. وتقول "لقد ضربتها سيارة كانت تمر من جانبنا بسرعة أثناء هربنا. الحمد لله إنها بخير".
وقالت الفتاة الصغيرة الحافية التي ترتدي فستانًا أخضر إنها سارت سبع ساعات متواصلة من قريتها إلى الجبال العالية من دون مساعدة من أحد. وأضافت "أنا خائفة. لا أعرف أين أخي وأختي. أريد أن أذهب إلى البيت". وردًا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أنه سيعود إلى سنجار في يوم من الأيام، قال خلف "ربما أكون في مكان آمن الآن. ولكنني خسرت روحي في هذا الهروب. ساعدونا أرجوكم".&
&