لا يحقُّ إلاّ للأطباء المؤهلين ممارسته
في كوريا الجنوبية... الوشم فن قد يقود إلى السجن
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعدُّ الوشم في نظر القوانين الكورية الجنوبية بمثابة إجراء طبي يحقّ للإطباء المؤهلين فقط ممارسته في العيادات والمستشفيات، لكن ذلك لا يوقف الظاهرة بين غير المتخصصين، وانما يجعلها أكثر سرية.
سيدني: على الرغم من&إنتشار الوشم "التاتو" بشكلٍ مضطرد، سنة بعد أخرى في كوريا الجنوبية، إلا أن الحملات الأمنية وفرض الغرامات الباهظة، وحتى دخول السجن تواجه المحترفين والمتخصصين في رسم الوشم على الجسد، في هذا البلد الذي يرى في فن وخز الأبر في الجلد أنه مخالفة للقانون.&في هذا الصدد، يبرر واحد من أبرز المحترفين في فن الوشم في سيؤول، إخفاء مدخل الإستوديو الخاص بعمله، والواقع في الطابق الرابع في مبنى قديم في وسط حي هونجداي، مهد الفن والإتجاهات الحديثة في البلد، &ويدعى كيم كي- بوك، "بما أن الوشم غير قانوني، لا يمكننا وضع لافتة بارزة على الباب، وعلينا أن نعمل بصورة سرية بعيداً عن أنظار الشرطة".&وفي الوقت الذي يقدمون أنفسهم على أنهم من العاطلين عن العمل، إلاّ أن أربعة من الأشخاص الذين يعملون لساعاتٍ طويلة في هذا الموقع، ومنذ نحو عشرة أشهر، ترى عيونهم في تنقل دائم ما بين جلد الزبون ومدخل الموقع، خشية أن يفاجئهم رجال الشرطة في أية لحظة. &&&كيم كي- بوك، يمارس فن الوشم بصورة سرية&&ومنذ أن برز إسمه قبل سنتين، من بين الذين يمارسون هذا الفن، والبالغ عددهم 20.000 ألف تقريباً، وفقاً لتقديرات الحكومة، يوخز كيم أبرته في جلد حوالي ثلاثة أشخاص كل يوم.&يقول كيم لوكالة أنباء "إيفي" الإسبانية ": "لقد كنت محظوظاً طوال الفترة الماضية، إذ لم يصدف أن ألقت الشرطة القبض عليّ. لقد فرضوا غراماتٍ باهظة على الكثير من زملائي، وبعضهم زُجّ في السجن أيضاً".&وترى القوانين في كوريا الجنوبية أن الوشم يعتبر من الإجراءات الطبية، لذا يحق للأطباء المؤهلين فقط ممارسة هذه المهنة وفي العيادات والمستشفيات، الأمر الذي يدفع بأغلب الفنانين المحترفين في رسم الوشم للعمل بصورة سرية وبعيداً عن أعين المسؤولين.&وفي كل مرة، يزداد وبشكلٍ مضطرد عدد الأشخاص الذين يرغبون في رسم الوشم على أجسادهم، و99% من عمليات وخز الأبر في الأجساد يتم تنفيذها في استوديوهات غير رسمية، مما نشأ بسببها العديد من المشاكل، وتمّ تقديم العديد من الشكاوى لسوء ممارسة هذه المهنة، كونها غير خاضعة لمراقبة الدولة بشكلٍ تام، حيث عرض عضو البرلمان كيم تشون &- جين، في نهاية العام الماضي، إقتراحاً لإضفاء الشرعية على فن الوشم. ومع ذلك، لا تعتبر الجمعية الوطنية إصدار قرار إضفاء الشرعية على ممارسته من أولوياتها، حيث لا يزال مجمداً في الوقت الراهن.&ويبدي كيم كي &- بوك الذي يمتهن هذا الفن ويعشقه كثيراً، تفاؤله ويتوقع أن تتم المصادقة على القرار في غضون السنوات الثلاث أو الأربع القادمة، ومن ثم سوف يستطيع العمل من دون الخوف من أن تلقي الشرطة القبض عليه ضمن الحملات التي تشنها في جميع أحاء البلاد. ويستند كيم، عضو جمعية "تاتويست"، التي يُنظر إليها كنقابة تعنى بشؤون المحترفين في فن الوشم، في توقعاته لإضفاء الشرعية قريباً على هذا التخصص، على زيادة الترحيب الإجتماعي بالوشم، في كل يوم، داخل المجتمع الكوري الجنوبي المحافظ.&والغريب في الأمر، أن الشخص الأكثر مساهمة في إنتشار الوشم في كوريا الجنوبية هو الشاب الإسترالي دانييل سنوكس البالغ من العمر 20 عاماً، والذي نال شهرة واسعة في هذا البلد من خلال مشاركته ضمن البرنامج التلفزيوني "نن &- سوميت"، الأكثر إنتشاراً في الأعوام الأخيرة، حيث يلتقي فيه شباب من مختلف البلدان لمناقشة موضوعات متباينة.&ويريد دانييل، الذي تغطي الأوشام ذراعه وجزءاً كبيراً من جسده، وإكتسب شخصية الشاب المحترم والمثالي من خلال البرنامج المذكور، أن يستخدم شهرته من أجل إضفاء الشرعية على الوشم، في هذا البلد الآسيوي، ويؤكد قائلاً "لقد تغيّرت النظرة الإجتماعية إلى الوشم منذ أن إنطلقت شهرتي هنا. إذ أنها المرة الأولى التي يشاهد&فيها&الشعب الكوري الجنوبي في التلفزيون من يغطي الوشم رقبته وذراعيه".&ويتذكر دانييل يوم وصل سيؤول، قبل عام ونصف، كيف أن الناس كانوا يبتعدون عنه وينظرون إليه بعين العيب، ويقولون إن أوشامه "مثيرة للإشمئزاز"،أو "كانت مخيفة"، ولكن بعد أن قفز إسمه بصورة سريعة في سماء الشهرة "الآن الجميع يريد أن يلتقط صورة معه" عندما يستخدم وسائل النقل العام.&ويضيف دانييل: "الواقع أن الأوشام في كوريا الجنوبية كانت ترتبط بصورة عصابات المافيا والأشرار. غير أن الأمر يختلف اليوم، وخاصة في أوساط الشباب، الذين يرون في الوشم شيئاً جذاباً وعصرياً". &التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف