قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
لندن: كشفت وثائق خاصة أن السكرتير الصحفي لرئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر، حثها على تغيير صورتها أمام الجمهور بوصفها "المرأة الحديدية" ذات الشخصية المتسلطة والمزاج الحاد وان تفعل ذلك بإبداء بعض العطف على المسحوقين في المجتمع. &وتبين الوثائق ان سكرتير ثاتشر الصحفي برنارد انغهام، حاول جاهدا اقناع رئيسة الوزراء وقتذاك باعتماد أسلوب شخصي أكثر انسانية في التعامل مع الآخرين خلال الفترة التي سبقت مؤتمر حزب المحافظين، في العام 1985 حين كانت ثاتشر في ذروة قوتها. &&
أعلى مستوى بطالةوبحسب الوثائق المحفوظة في أرشيف تشرتشل بجامعة كامبردج فإن محاولة انغهام تحسين صورة ثاتشر أمام الجمهور وردت في مذكرة كتبها بلغة دبلوماسية في 24 ايلول (سبتمبر) 1985. ويقيم انغهام موازنة بين مواطن قوة ثاتشر، بما في ذلك كونها اقوى شخصية في السياسة البريطانية، وشخصية صلبة تتسم بالحسم من جهة ومواطن ضعفها من جهة أخرى، وأبرزها ما ترتب على سياساتها من بطالة واسعة بلغت 3 ملايين عاطل، وهو أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية، إلى جانب أسلوبها الفظ في التعامل مع وزرائها ومعارضيها على السواء. واقترح انغهام أن تتخذ حكومتها إجراءات لخفض مستوى البطالة ولو بنسبة ضئيلة.&&
شخصية دكتاتوريةولكنه حدد مثالب أخرى في شخصية ثاتشر داعيًا اياها في المذكرة إلى "قدر أكبر من الحساسية والايمان بأنكِ حقا تهتمين بشؤون المواطنين، وارتباط هذا كله بما يُسمى "الاستقطاعات"، ويشخصية دكتاتورية متسلطة حادة ومتغطرسة".&ورأى انغهام أنه من الضروري ان تبدي ثاتشر "تفهما للمشاكل التي تواجه البؤساء في مجتمعنا... كما ينبغي أن تكون ماثلة في ركن من ذهنك عقدة الذنب لدى الميسورين تجاه المحرومين، ومن الضروري أن تُبدي شفقة وألا تزدري هذه المفردة لأن هذا ما يعتقد كثير من مؤيديك انكِ تفتقرين اليه".&
تأثير بسيطوفي حين أن سكرتير ثاتشر الصحفي أقر بأنه من المستبعد ان تأخذ رئيسة الوزراء بنصيحته، كانت هناك مؤشرات إلى أن مذكرته لم تكن من دون تأثير، ففي الكلمة التي ألقتها ثاتشر امام مؤتمر حزب المحافظين عام 1985 اكدت انها تتفهم ما يعنيه ان يكون المرء عاطلا، ولكنها أصرت على أن لمكافحة التضخم اولوية على خفض البطالة. &وبدلا من تغيير صورتها أمام الجمهور بوصفها المرأة الحديدية اجرت ثاتشر تعديلا وزاريا، عينت فيها وزراء "يمتلكون مهارات في تزيين صورة الحكومة" امام الرأي العام.&&