دي ميستورا يشرخ المعارضة السورية سياسيًا وعسكريًا

يشهد "جيش الفتح" انقسامًا واسعًا على خلفية توقيع بعض أطرافه على بيان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الأمر الذي دفع بعض أطراف المعارضة إلى الحديث عن نجاح الأخير في شرخ المعارضة على المستويين السياسي والعسكري.

بهية مارديني: قال القاضي العام لغرفة عمليات جيش الفتح، الشيخ عبد الله المحيسني: "ان خروج جند الأقصى من غرفة عمليات جيش الفتح إثم عظيم"، وذكّر جند الاقصى أنهم من المؤسسين لجيش الفتح، وتمنى أن تكون "سحابة صيف".&وحذّر "جند الاقصى" من توقف زحف جيش الفتح أو تمزّق صفوفه، مشيرًا إلى أن "السبب الرئيس لخروج جند الأقصى من جيش الفتح، هو توقيع بعض الفصائل لبيان دي ميستورا"، معتبرًا بأن هناك التباساً في فهم موقف حركة أحرار الشام، وقال إن الحركة قد سعت مع الفصائل العسكرية الأخرى لإفشال مبادرة الموفد الأممي الى سوريا.&وتطرّق الى ان حركة احرار الشام أوضحت ذلك في بيان قالت فيه: "تشكّلت لجنة مؤلفة من كبرى الفصائل الثورية، وقامت بترتيب لقاء موسع للفصائل، أفضى إلى تحقيق إجماع على رفض المبادرة"، وقال ربما لم يقرأ "جند الاقصى" بيان "جند الشام", وعسى أن يساهم هذا البيان في تغيير قرارهم بالخروج من "جيش الفتح".&وحول ما جاء في بيان "جند الأقصى" لجهة الضغط عليهم، من قبل بعض فصائل جيش الفتح، لقتال تنظيم داعش، في حال اعترض طريقنا، قال المحيسني: "هذا الأمر حُسم ببيان الجند، فلا يُطلب من إخواننا فوق ما ذكروه، إن اعترضنا داعش وقطع طريقنا".&&وتتألف غرفة عمليات جيش الفتح من "حركة أحرار الشام" الإسلامية و "جبهة النصرة" و "جند الأقصى" و "جيش السنة" و "فيلق الشام" و "لواء الحق" و "أجناد الشام"، وكان اعلانها خطوة من الفصائل بهدف توحيد الجهود إعلامياً وعسكرياً في معركة تحرير مدينة إدلب.&شرخ المعارضة&معارض سوري، رفض الكشف عن اسمه، أكد لــ "ايلاف" بأن دي ميستورا، المدعوم روسيًا، "شرخ الفصائل السياسية كما شرخ الفصائل العسكرية"، مطالبًا بالبحث في السير الذاتية لرؤساء اللجان الاربع التي أعلنها مؤخرًا.&وقال إن رئيس اللجنة المعنية بالهيئة الانتقالية، وهي من اللجان الاربع، كان قد ترأس اجتماعًا لمعارضين سوريين قبل حوالي العامين في برلين، معتبرًا بأن كل ما يجري اليوم معدٌ له سلفًا، ومحّضر بدعم روسي أميركي، مشيرًا إلى أن مبادرة دي ميستورا تهدف إلى نسف "بيان جنيف"، وهذا ما عرفته المعارضة العسكرية، لذلك رفضت الفصائل الرئيسية مبادرته.&وتساءل: "عن أي حل سياسي يتحدث ميستورا، وعن اي مسار ومبادرات فيما الضربات الروسية على الارض، وها هو يشرخ المعارضة عسكريًا وسياسيًا"، مستغربًا ان يبقى المبعوث الدولي على رأس مهمته رغم الخريطة العسكرية الجديدة على الارض، ورغم فشله وفشل المجتمع الدولي في ايجاد حل حتى الان.&وأشار الى ان روسيا، في اخمادها للثورات، تستعمل الاسلوب الذي يعتمد على انتاج معارضات جديدة، داعيًا الى "قراءة تاريخ الثورات التي عملت روسيا للقضاء عليها، منذ الثلاثينيات، لنفهم ماذا تفعل في سوريا"، متوقعًا "ان تحتدم الامور بشكل أكبر، وان تشكّل روسيا قاعدة عسكرية في دمشق، وأن تتدخل بريًا وبكثافة".&جيش الجنوب&الى ذلك، أُعلن عن تشكيل "جيش الجنوب"، العامل في كل من دمشق وريف ودرعا والقنيطرة والسويداء، وقال بيان التشكيل: "ان جيش الجنوب يهدف لقتال قوات النظام والتطرف بكل أشكاله، وهو يدعم الحل السياسي الذي يضمن رحيل رأس النظام الحالي بشار الأسد"، مؤكدًا بأن "وحدة سوريا، بمختلف اطيافها، هي من أهداف هذا الجيش الجديد".&ويضم تشكيل جيش الجنوب الفصائل الأتية: لواء الحبيب محمد، لواء احرار حوران، لواء سند حوران، الفرقة الرابعة مدفعية، فرقة شهداء الامة، لواء الشهيد عمار الحريري، لواء جند الجنوب، لواء المعتصم، لواء المستضعفين، لواء96 مشاة، لواء اسود حوران، لواء الفاروق، لواء ابابيل القنيطرة، لواء نصرة دمشق، لواء الصوارم، لواء 51، لواء 52، لواء53، لواء خالد بن الوليد، لواء عقاب الجنوب، لواء فرسان الجنوب، لواء بني هاشم، لواء شهداء طفس، ولواء احرار قرفا.&ومن المعروف أن كل هذه الفصائل، التي تشكّل منها جيش الجنوب، تتبع للجيش الحر، فيما تفيد بعض المعلومات المتطابقة بأن جهات إقليمية ودولية تقف خلف تشكيل جيش الجنوب، وذلك بهدف تعزيز دور "الفصائل المعتدلة الداعمة للحل السياسي والمستعدة لقتال التنظيمات المتطرفة".