أخبار

الكاتبة ايدنا اوبراين تبحث في سر الجاذبية عند الأشرار

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قالت الكاتبة الايرلندية ايدنا اوبراين ان "من المذهل كيف يولد الكتاب لمؤلفه" مشيرة الى ان السينمائي تشارلي مكارثي سألها اثناء اخراج فيلم وثائقي عن حياتها عما تكتبه الآن. &وحين اجابته انها تمر بمرحلة جدب أدبي قال لها ان تولستوي اعلن ان هناك قصتين عظيمتين في العالم هما انسان في رحلة أو غريب يأتي الى المدينة. &وفي تلك اللحظة قررت ان تكتب عن غريب له ماض ، ليس غريبا رومانسيا بل غريب ذو ماض سياسي يأتي الى قرية ايرلندية صغيرة. &وهكذا ولدت فكرة كتابها الحادي والعشرين وروايتها الأولى منذ عشر سنوات "الكراسي الحمراء الصغيرة". &ولكنها لم تكن عاطلة في هذه الاثناء. &فان مجموعتها "قديسون وآثمون" فازت بجائزة فرانك اوكونر الدولية للقصة القصيرة ومذكراتها التي نُشرت عام 2012 نالت اعجاب النقاد.

وتروي اوبراين في مذكراتها حفلات لندن الصاخبة إبان الستينات مع بول مكارتني عضو فرقة البيتزلز وهو يعزف على الغيتار بجانب سرير طفلها ، ومأدبة العشاء التي دُعيت اليها في البيت الأبيض مع الممثل جاك نيكلسون وهيلاري كلنتون ومساء يوم حين وصل ابنها من الجامعة الى البيت ليجد شرطيا على الباب وأمه في الغرفة الأمامية ترقص مع رئيس الوزراء البريطاني هارولد ولسن.

سألها مارلون براندو ذات صباح بعد حفلة ليلية وهو يهزها على الأرجوحة "هل أنتِ كاتبة عظيمة؟" فأجابت اوبراين "اعتزم ان أكون". واليوم في سن الرابعة والثمانين أكدت ايدنا اوبراين مكانتها بوصفها عميدة الأدب الايرلندي التي وصفها فيليب روث بأنها أعظم امرأة حية تكتب بالانكليزية وقال ان رواية "الكراسي الحمراء الصغيرة" هي اروع ما كتبته.

تبدأ الرواية بمشهد فلاديمير دراغان وهو يدخل حانة في قرية كلونوليا الصغيرة حيث "يتلهف السكان على الفضيحة وكأنها رحيق". &ودراغان خبير مختص بعلاج المشاكل الجنسية أو هكذا يدعي ، وشاعر من الجبل الأسود ، شخصية ساحرة تعتمد طب العصر الجديد لتهدئة الرغبات المكبوتة. &ويشعر القساوسة بالصدمة والنساء بالفضول. &وسرعان ما تحمل واحدة منهم اسمها فيدلما ماكبرايد.

فان فيدلما اغواها رجل أجرم بحق آلاف الأشخاص لأن فلاد ليس ما يبدو عليه. فهو مجرم حرب من البلقان متخف ، شديد الشبه بمجرم الحرب رادوفان كارادجيتش الذي يُسمى في بعض وسائل الاعلام الغربية "جزار البوسنة". &وما زال كارادجيتش محبوسا بتهمة ارتكاب جرائم خلال حصار سراييفو في منتصف التسعينات.

ويُفتضح امر فلاد بوصفه مشعوذا ويُسلَّم الى القضاء في لاهاي لمحاكمته.

وتنتقل فيدلما الحزينة الى لندن حيث تعمل منظفة ليلية تعيسة وتعمل مع لاجئين من سائر انحاء العالم. ولكنها ما زالت مغرمة بفلاد ذي الشخصية الساحرة الذي اتضح فجأة انه قاتل بالجملة. &

ولكن لماذا الكتابة عن شخصية بمثل هذه الازدواجية المتناقضة في جوهرها؟

تقول اوبراين "على امتداد التاريخ نقرأ عن تولع هتلر الشديد بكلابه وافتتان زوجات اعوانه به. &وستالين ايضا كان يستطيع ان يكون جذابا عندما يشاء ويطلب فجأة من امرأة &ان ترقص ثم يجعلها تشعر بأهميتها وفي الليلة نفسها يأمر ببعض الاعدامات. &ولكني اُريد أن اعرف ، وجعلت المرأة فيدلما تسأل فلاد "هل شعَرَ ذات يوم؟ هل كان بريئا ذات يوم؟ وحين كانا يمارسان الجنس هل كان القتل ماثلا في ذهنه؟

وتتابع اوبراين ان "ماكبث يعرف ما فعله ولهذا السبب يهذي ويرى خناجر. وهذه هي عظمة شكسبير: وضع في عقل القاتل ذلك العنصر من الوعي والخوف وعذاب الضمير. وشخصية فلاد هي القوة المخيفة لشخص الحق أذى لا حدود له بآلاف الأشخاص ولكنه مع ذلك ينهض في الصباح ويتناول الفطور".

السرد في رواية اوبراين مروُّع ولكنه مترع باللغة الغنائية واللمسات المؤثرة لما هو يومي.

تبتسم اوبراين قائلة "الوقوع في الحب والخروج من الحب ، الأحقاد الصغيرة &في القرية ، حفلات عيد الميلاد المتواضعة في مركز اللاجئين ، انها في الحقيقة ، مشهد من العالم كما أراه".&

وقالت اوبراين ان اسلوبها نابع من حياتها مضيفة "أنا مهتمة بالاستبداد ولدي خوف شديد منه ، لا سيما استبداد الرجل. &ولا أحب العقائد اياً يكن صاحبها فأنا اريد بشرا بكل ما فيهم من قدرة على التغير".

استغرقت كتابة "الكراسي الحمراء الصغيرة" (سُميت بهذا الاسم تقديرا لعمل فني يحيي ذكرى ضحايا حصار سراييفو) ، وتقول اوبراين انها أصعب ما كتبته حتى الآن موضحة ان ذلك لا يحدث عن وعي ولكن التحدي يكبر مع كل كتاب تنجزه "لأن خبرة انجاز الكتب السابقة والقراءة طول الوقت اثناء الكتابة جعلت المرء أقسى على نفسه ، وأكثر وعيا ، واشد تصميما".

اعادت اوبراين قراءة رواية جي. أم. كويتزي "العار" اربع مرات قبل ان تبدأ الكتابة. &كما قادها بحثها الى لاهاي حيث شهدت محاكمات والى مركز للاجئين في لندن حيث سمعت قصصا مريعة عن الهروب من الحرب والتعذيب والاغتصاب واصفة ذلك بأنه "حقيقة شعرية خالصة". &&

تكتب اوبراين يوميا بخط يدها، كما فعلت دائما ، بحبر بنفسجي "مثل فرجينيا وولف" وتعيد كتابة عملها بلا كلل. &وتقول ان احد المشاهد في وسط الرواية استغرقها "اربعة أو خمسة اشهر" قبل ان تقبل به. &وتعيد اوبراين التذكير: "قلتُ من قبل اني سأذهب الى قبري باحثة عن الكلمة".&

تأمل اوبراين بكتابة رواية أخرى ولكنها تضحك قائلة ان فكرتها ليست ناضجة في ذهنها. &وهناك خطط لإخراج رواية "الكراسي الحمراء الصغيرة" سينمائيا وأمضت اوبراين شهر آب/اغسطس في ماسيشوسيتس لتبحث اخراج مذكراتها مسرحيا ، بما في ذلك استخدام الأغاني.&

تقول ايدنا اوبراين "ان ما تكتبه حين تكون في الخامسة والعشرين يختلف عما تكتبه حين تكون في الرابعة والثمانين تقريبا. واعتقد بل آمل بأني حافظت على ذلك العنفوان، ذلك الجموح، ذلك الفضول ، ذلك التعطش ـ ولكن ربما مع ثقل مضاف هنا وهناك. شيء من الحصيلة المضافة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف