بريطانيا: عبوة ناسفة قد تكون خلف سقوط الطائرة الروسية

&لا تزال تداعيات سقوط الطائرة الروسية تُلقي بظلالها على المشهد الإقليمي والدولي، لا سيّما مع تسارع المعطيات المتعلقة في غير مكان، وآخرها ما أعلنته بريطانيا عن إمكانية وجود عبوة ناسفة خلف هذه الكارثة.

إيلاف &- متابعة: بعد ثلاثة ايام من تحطم طائرة روسية ومقتل جميع ركابها في كارثة لم تعرف بعد اسبابها، اعلنت بريطانيا عن توافر "معلومات جديدة" لديها تثير مخاوف من ان تكون الطائرة تحطمت بقنبلة.&&وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية: "ليس بإمكاننا بعد ان نقول بشكل حاسم لماذا تحطمت الطائرة الروسية، ولكن على ضوء المعلومات الجديدة، لدينا مخاوف من ان يكون سقوط الطائرة سببه عبوة ناسفة، وبالتالي فقد قررنا، في اجراء احترازي، تعليق الرحلات بين شرم الشيخ وبريطانيا".&واعلن وزير الطيران المدني المصري، حسام كمال، ان المحقيين استخرجوا بيانات احد الصندوقين الاسودين، فيما اعلن تنظيم داعش، الذي سبق ان تبنى اسقاط الطائرة، انه سيثبت مسؤوليته عن اسقاطها "في الوقت الذي يريده".&الصندوق الأسود&وقال "كمال" في بيان: "إن فريق التحقيق في حادث الطائرة الروسية، الذي تقوده مصر بمشاركة ممثلين من روسيا(الدولة المشغلة للطائرة)، ايرلندا (مكان تسجيل الطائرة) وفرنسا وألمانيا (الشركة المصنعة للطائرة)، قام باستخراج البيانات الخاصة بالصندوق الاسود"، واضاف: "البيانات بحالة جيدة، وسيعكف فريق التحقيق على دراستها وتحليلها خلال الفترة المقبلة".&وأشار الوزير إلى ان الصندوق الاسود الثاني الذي يحوي "مسجل الصوت داخل غرفة القيادة، وجدت به بعض التلفيات التي تحتاج الى الكثير من الإجراءات الفنية والجهد لاستخلاص البيانات"، مؤكدًا ان "اي تكهنات حول محتوى التسجيل الصوتي لغرفة قيادة الطائرة، في هذه المرحلة، عارٍ تمامًا عن الصحة".&داعش&في هذه الاثناء، قال تنظيم داعش، عبر رسالة صوتية بثتها حسابات جهاديين على تويتر: "موتوا بغيظكم، نحن بفضل الله من اسقطها ولسنا مُجبرين على الافصاح عن آلية سقوطها"، واضاف: "سنفصح ان شاء الله عن آلية اسقاطها في الوقت الذي نريده، وبالشكل الذي نراه".&وكان الفرع المصري لتنظيم داعش، الذي يطلق على نفسه اسم "ولاية سيناء"، قد تبنى، السبت الماضي، اسقاط الطائرة التي قتل 224 شخصًا كانوا على متنها، من دون ان يوضح كيفية حصول ذلك.&وتبنى النظيم نفسه، الاربعاء، أول هجوم منذ الحادث، وذلك عبر سيارة مفخخة قادها انتحاري وانفجرت امام نادٍ للشرطة في العريش، كبرى مدن شمال سيناء، حيث يقاتل الجيش المصري التنظيم المتطرف، وقد اكدت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية، ان الحادث اسفر عن مقتل اربعة شرطيين، فيما أكد التنظيم، الذي ينفذ هجمات شبه يومية تستهدف الشرطة والجيش في سيناء، ان هجوم الاربعاء يأتي ردًا على قيام الشرطة باحتجاز بدويّات من المنطقة.&تكهنات&في هذا السياق، غادر الرئيس المصري، صباح الاربعاء، القاهرة متوجهًا الى لندن، في زيارة تستمر ثلاثة ايام، سيبحث خلالها مسالة التعاون الامني مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي يلتقيه الخميس بمقر الحكومة في داوننغ ستريت.&وخلال محادثة هاتفية عشية الزيارة، اتفق رئيس الوزراء البريطاني والرئيس المصري على اهمية اتخاذ "اشد التدابير الامنية" في مطار شرم الشيخ الذي اقلعت منه الطائرة الروسية، بسبب "الشكوك" حول اعتداء محتمل قد يكون تسبب بسقوطها، وفق بيان صادر عن مكتب كاميرون.&وقال السيسي، الثلاثاء، في مقابلة مع قناة "بي بي سي" البريطانية، ان تحديد اسباب تحطم الطائرة "يحتاج بعض الوقت"، رغم انه وصف، في تصريح نشرته صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية، فرضية هجوم نفذه تنظيم داعش بأنها "تكهنات لا اساس لها".&عملية معقّدة&وافاد مسؤولون مشاركون في التحقيق حول كارثة الطائرة الروسية، ان تحليل الصندوقين الاسودين، الجاري في مقر وزارة الطيران المدني في القاهرة، يعتبر عملية معقدة، نظرًا لحالة أجهزة التسجيل.&هذا وتحطمت الطائرة في سيناء بعد 23 دقيقة من اقلاعها من شرم الشيخ، وقتل جميع ركابها، وعددهم 217، وافراد الطاقم السبعة، في أسوأ كارثة جوية تشهدها روسيا، فيما يتواصل البحث عن جثث وأشلاء الضحايا، وعن ادلة جديدة في المنطقة الصحراوية الشاسعة.&وقد تم، حتى الان، تحديد هوية 33 من الضحايا، وفق ايغور البين، نائب حاكم سان بطرسبورغ، التي تضم القسم الاكبر من الضحايا.&وميض حراري&&إلى ذلك، نقلت محطة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية عن مسؤول اميركي، طلب عدم ذكر اسمه، ان قمرًا اصطناعيًا عسكريًا اميركيًا رصد "وميضًا حراريًا" صادرًا عن الطائرة عندما وقعت الكارثة، وقال المصدر ان هذا "يوحي بان حدثًا كارثيًا، قد يكون انفجار قنبلة، حصل في الجو".&فرضيّات&وذكرت شركة متروجت الروسية، المالكة للطائرة، ان الطائرة كانت "في حالة تقنية ممتازة"، وقالت ان "عملًا خارجيًا" فقط يمكن ان يفسر الحادث، رافضة فرضية "العطل الفني او الخطأ الملاحي".&ومع استبعاد فرضية اصابة الطائرة على ارتفاع 10 الآف متر تقريبًا بصاروخ يطلق من الكتف، وهي نوعية الصواريح الموجودة لدى فرع تنظيم داعش في سيناء، تبقى فرضيتان: الأولى تتعلق بمشكلة فنية سببت انفجار وانشطار الطائرة المفاجىء، الذي لم يترك للطيار الوقت للاتصال وهو حدث نادر جدًا، وفق الخبراء، والثانية تنحصر بانفجار قنبلة داخل الطائرة، فقد أشار الخبراء إلى ان عبوة متفجرة صغيرة تكفي لفتح ثغرة في هيكل الطائرة والتسبب بانشطارها، بسبب ارتفاع الضغط بداخلها اثناء وجودها في الجو.&