أخبار

كان أهم مستشار خلال الحرب الباردة

ألمانيا تبكي مستشارها السابق هيلموت شميت

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إعداد ميسون أبو الحب: ترك هلموت شميت مستشار المانيا الغربية في فترة الحرب الباردة تركة مهمة في مجال تطوير التعاون الدولي وتحقيق الازدهار الاقتصادي وتنفيذ إصلاحات داخلية في المانيا.&

غير أن جدل اثير لاحقا بعد اقراره بأنه كان على علاقة مع امرأة غير زوجته وبسبب اتهامه بالتعاطف مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. شميت كان أيضًا رجلا ترك اثرًا مهما في نفوس الناس لرفضه الامتناع عن التدخين داخل المباني الحكومية، وهو ما جعل منه بطلا الى حد ما.&&وفي جميع الاحوال، المانيا تبكي اليوم واحدا من أهم زعمائها ومستشاريها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.&&ظهوره&كانت حكومة المانيا الغربية في حالة من الغليان في عام 1974 عندما تم اكتشاف أن غونتر غيوم، المساعد الشخصي للمستشار ويلي برانت من الحزب الاجتماعي الديمقراطي، كان جاسوسًا لألمانيا الشرقية.&&والانكى من ذلك هو أن الحكومة وبراندت نفسه كانا على علم بذلك لبعض الوقت. وكان براندت قد تلقى تعليمات بمواصلة عمله بشكل طبيعي، ووافق هو على ذلك، بل وذهب في اجازة بصحبة غيوم وهو يعرف تماما بانه جاسوس. &&وبعد انتشار الخبر، استقال براندت في عام 1974.&ومن شأن المستشار الجديد هلموت شميت الذي خلف براندت، ان يقود المانيا على مدى ثماني سنوات وأن يطور علاقاتها بدول اخرى تجاوزت التوقعات.&&حياته الأولى واليهود&ولد شميت في هامبورغ في عا م 1918 ابنا لمعلمين. ودرس في مدرسة هامبورغ لختوارك وكان قائد مجموعة في شباب هتلر حتى عام 1936 غير ان آراءه المناوئة للنازية أدت الى استبعاده.&&وفي عام 1937 سجل شمدت في العسكرية وحصل على تكريم الصليب الحديدي خلال خدمته في الحرب العالمية الثانية.&&ومع ذلك، كان لاسرة شميت سر مهم: كان والده غوستاف لودفيغ ابن غير شرعي لرجل اعمال يهودي وهي حقيقة كان على شمدت إخفاءها خلال فترة خدمته العسكرية وبدء مسيرته السياسية.&&وفي عام 1984 اكد شميت هذه الحقيقة ولكن فقط بعد ان اعلنها الرئيس الفرنسي فاليري جسكار ديستان لصحفيين.&&مصلح كبير&كان شميت وراء العديد من الاصلاحات خلال حكمه بما في ذلك تحسين تقاعد المعوقين والمسنين وتخفيض الضرائب وتقليص ساعات العمل الى اربعين ساعة اسبوعيا ورفع الحد الادنى لسن العمل من 14 الى 15 عاما ومنع تشغيل الفتيان في اعمال خطرة وغير صحية.&&في هذه الاثناء شرع قانون في عام 1977 سمح للمرأة المتزوجة بالعمل دون موافقة زوجها وفي العام نفسه تم تمرير تشريع يتعلق بالتمييز الجنسي.&&الارهاب والخريف الالماني&كسب شميت خلال فترة حكمه احترام الجميع لموقفه الصارم من الارهاب وشهدت سنوات حكمه ما يسمى بالخريف الالماني.&&وكانت جماعة الجيش الاحمر وهي مجموعة يسارية متطرفة تزداد قوة بين 1970 و 1977 حتى اصبح الوضع حساسا جدا.&وفي الخامس من ايلول/سبتمر من 1977 اختطف رئيس جمعية ارباب العمل الالمان هانز مارتن شليير وتلقت الحكومة رسالة تطالب باطلاق سراح قادة من اعضاء الجيش الاحمر كانوا في السجن. &&شكلت حكومة المانيا الغربية لجنة ازمة تحت رئاسة شمدت وقرر عدم الخضوع لمطالب الخاطفين بل استخدم تكتيكات لتضييع الوقت على أمل معرفة مكان وجود شليير غير ان النتيجة كانت سيئة إذ فقد شليير حياته.&&وتطورت الامور بسرعة لاحقا ففي 13 تشرين اول/اوكتوبر من عام 1977 اختطفت جماعة الجيش الاحمر بالتعاون مع فلسطينيين طائرة لوفتهانزا كانت قد اقلعت من مالوركا في طريقها الى فرانكفورت وطالبوا مرة اخرى باطلاق سراح السجناء.&&ومرة اخرى ايضا رفضت لجنة الازمة التي انشأها شميت الخضوع لهذه المطالب وبدلا من ذلك اعطى موافقته لفريق من القوات الخاصة لتنفيذ عملية انقاذ حملت اسم "سحر النار".&&دامت العملية سبع دقائق حيث اقتحمت قوات النخبة الطائرة المختطفة التي كانت قد حطت في مطار مقاديشو وتمكنت من انقاذ جميع الركاب الستة والثمانين.&&شمدت النازي؟&&خلال فترة حياته المتأخرة ظل شميت الناشر المسؤول عن مجلة داي زايت الليبرالية الاسبوعية وواصل الظهور في برامج تلفزيونية وكان الجميع تقريبا يعتبرونه بوصلة معنوية لالمانيا وكانوا يحترمونه ايضا لوفائه لزوجته لوكي. ولكن ما لبث الشك ان بدأ يحوم حول شمدت. &&ظل المستشار السابق يؤكد طوال حياته انه لم يكن يؤيد النظام النازي على الاطلاق ولكن في كانون الاول/ديسمبر 2014 كشفت سيرة حياته التي كتبتها "سابين بامبيرين" معلومات تشير الى انه كان عنصرا مثاليا في فترة النازية. ويعود تاريخ احدى هذه المعلومات الى عام 1942 حيث ذكرت السيرة ان رؤساءه كانوا يقولون عنه إنه مؤمن بالايدلوجية الوطنية الاشتراكية.&&لكن شميت دافع عن نفسه بقوة وقال إن مثل هذه الامور كانت اعتيادية بهدف التخلص من اهتمام الغستابو.&&وكانت الفضيحة الثانية تتعلق بعلاقته الزوجية إذ اعلن في وقت سابق من هذا العام إنه كان قد خان زوجته لوكي التي كان يحبها منذ الطفولة وإن ذلك حدث قبل عقود غير انه لم يشرح التفاصيل بل قال إن لوكي عرضت عليه الانسحاب لترك المكان لعشيقته. وصدمت هذه الفكرة شميت الذي قال لها "لا يمكنني ان اتخلى عنك على الاطلاق".&استمر زواجهما 68 عاما ثم توفيت لوكي في تشرين اول/اوكتوبر من عام 2010 بعمر 91 عاما. &&وفي آب/اغسطس من عام 2012 كشف شميت للتلفزيون الالماني وكان في الثالثة والتسعين من العمر انه احب أيضا سكرتيرته روث لواه لفترة طويلة .&&مرضه ووفاته&خلال فترة حياته ومسيرته السياسية عرف شمدت بتدخينه المفرط وسرت اشاعات عنه بانه كان قد خزن 38 الف سيجارة تحسبا لاحتمال ان يقرر الاتحاد الاوربي منع السجائر.&&وفي الاول من أيلول/سبتمبر 2015 نقل الى مستشفى اسكليبيوس في هامبورغ إثر اصابته بجلطة في ساقه اليمنى وعاد الى بيته بعد اسبوعين ولكنه لم يتعاف على الاطلاق ثم ما لبث ان عاد الى المستشفى في اوائل تشرين الثاني/نوفمبر.&&وتوفي شميت يوم الثلاثاء، العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر في الساعة الثالثة وخمس واربعين دقيقة بعد الظهر، وكان في فراشه يحيط به أفراد اسرته.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف