قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يشير الجميع الى العاصمة البلجيكية بروكسل باعتبارها المكان الذي انتج منفذي هجمات الجمعة الدامية في باريس وهجمات اخرى، وبروكسل مدينة فيها بيروقراطية كبيرة وفيها 19 بلدية وستة اجهزة شرطة وفيها ايضا عدم تنسيق.&&
إعداد ميسون أبوالحب: قال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل إن هجمات الجمعة الدامية في باريس هي نتيجة إلغاء الحدود في اوروبا ونبه الى ان أجهزة الامن الاوروبية الوطنية لا تتبادل الكثير من المعلومات والبيانات ثم شكك باتفاق شنغن الذي ينظم حرية التنقل عبر الحدود داخل اوربا وقال "نواجه الان مستوى جديدا من المخاطر داخل اوروبا".&&لم تأت تصريحات ميشيل بعد هجمات باريس في 13 تشرين ثاني/نوفمبر بل بعد الهجوم على مجلة شارلي ايبدو في باريس ايضا في كانون الثاني/يناير الماضي.&&وبعد ذلك الهجوم داهمت الشرطة البلجيكية مناطق سكنية واعتقلت 13 جهاديا ومات في حينها اثنان في تبادل لاطلاق النار.&&
موقف صعب&تجد بلجيكا نفسها الان في مركز تحقيق ضخم بشأن الارهاب لان من المعتقد أن أصل مخططي هجمات باريس من ضاحية مولنبيك في بروكسل.&وقد اعتقلت سلطات الامن العديد من المشتبه بهم خلال مداهمات في الحي خلال عطلة نهاية الاسبوع.&&وتعتبر ضواحي بروكسل واحياؤها المضطربة مثل مولنبيك وآندرليخت مرتعا خصبا للاسلاميين الراديكاليين.&ويقيم في هذه المناطق مهاجرون يشعرون بانهم مهشمون ولكن يمكن للمتزمتين منهم الاختباء داخل هذا المجتمع بعيدا عن الأعين تماما.&&فهل تحولت بلجيكا الى مركز للارهاب في العالم وهل تشكل خطرا امنيا على القارة كلها؟&
ستة اجهزة شرطة و 19 رئيس بلدية&قال النائب البلجيكي هانز بونت إنه غير متفاجئ على الاطلاق لاعتقال العديد من المشتبه بكونهم ارهابيين في مولنبيك. وعزا ذلك لسببين اولهما تعدد اجهزة الشرطة وثانيهما غياب الرقابة والمتابعة الاجتماعية للمسلمين الراديكاليين.&&ويقيم في بروكسل 1.2 مليون شخص لكن فيها ستة اجهزة شرطة مختلفة تابعة لـ19 رئيس بلدية يخاصم احدهم الآخر. وقال بونت "لا يمكن ان نصدق ان مثل هذا الامر موجود في عاصمة اوروبية".&اضافة الى ذلك هناك النزاع المستمر القائم بين مكونين اساسيين في المجتمع البلجيكي وهما الفلامند الذين يتحدثون بالهولندية ثم الوالون المتحدثون بالفرنسية وهو نزاع يترك اثره على الوضع ايضا.&&وركزت مساعي الحكومة البلجيكية على مدى السنوات الاربعين الماضية على حل واحد لهذه الخصومة عبر لا مركزية الدولة. &&ودعا يان فلامبون وزير داخلية فلامند بعد هجمات باريس الى دمج أجهزة الشرطة الستة في منطقة بروكسل الكبرى ولكن الامل ضعيف في نجاح هذا المشروع. &&ويقول احمد الخنوس، نائب رئيسة بلدية مولنبيك إن المناطق التي تتحدث الفرنسية تصر على شرطة تتحدث الفرنسية وفقا للقوانين السائدة في البلاد. &&وتعاني أجهزة الامن في بلجيكا من ضعف تجهيزاتها لاسيما في مناطق شعبية وفقيرة مثل مولنبيك.&وقال مسؤول الماني في الامن "انطباعي هو ان عددهم اكبر من عددنا وهم يستخدمون تكنولوجيا قديمة ويتجولون في سيارات شرطة غير فعالة. اضف الى ذلك ان الميزانية المخصصة لهم محدودة على الدوام". وقال المسؤول ايضا إن عمليات المراقبة والتنصت واستخدام مخبرين امور مكلفة على الصعيدين البشري والمالي.&&
معلومات استخبارية&ويعتقد الخنوس ان تطوير اجهزة الشرطة لا يمثل حلا للمشكلة وقال "نحتاج الى عملاء مخابرات وليس الى رجال شرطة" كي نعرف من يتحول الى التزمت وكي نتمكن من التدخل في وقت مبكر.&&اما البرلماني بونت وهو رئيس بلدية بلدة صغيرة اسمها فيلفورد تقع خارج بروكسل فاكد على اهمية عمل المنظمات الاجتماعية.&&ولاحظت صحيفة دير شبيغل الالمانية أن نتيجة كل هذا الواقع المعاش في بلجيكا هي ان مسلمين بعدد اكبر يتحولون الى التزمت ثم يتلقون تدريبا عسكريا ويعود بعضهم مصدوما من زيارته لسوريا ثم لا يتابعهم احد.&&وتبرز هذه المشكلة بشكل اكبر في بلجيكا مما في الدول الاوربية الاخرى والسبب هو ان عدد البلجيكيين الذين يغادرون الى سوريا هو الاضخم مقارنة بعدد السكان الاصلي.&&وتعتقد السلطات البلجيكية ان 500 شخص سافروا الى سوريا للجهاد من مجموع 11 مليون نسمة فيما يعتقد ان 800 الماني سافر الى سوريا من مجموع 81 مليون هم سكان المانيا. &&
مشكلة اوروبية&مشكلة بلجيكا هي مشكلة اوروبية بشكل او بآخر علما ان تبادل المعلومات بين دول الاتحاد الاوروبي موجود ولكنه بطئ وغير منظم. حسب قول مسؤول الماني اضاف انه في حالة وقوع ازمات حادة تصبح قنوات الاتصال معقدة للغاية.&&فمثلا &لا تستخدم سلطات الشرطة الاوروبية قاعدة بيانات مشتركة بل يجب ارسال المعلومات من بلد الى بلد بالفاكس او بالايميل ثم يتم تغذية الانظمة الوطنية بها.&&
ثقافة 50 عاما&ورغم ذلك ما يزال سياسيون في دول الاتحاد الاوروبي يركزون على حفظ الامن للوصول الى حل حقيقي.&ويدعو البعض الى تنفيذ مشاريع بعيدة المدى تقوم على اقناع الشباب المسلمين بأن هناك بديلا للتزمت.&وكتب فيليس داسيتو وهو خبير اجتماع بلجيكي معروف بعد هجمات باريس "لم يأت &هؤلاء الاشخاص الذين يطلقون اسلحتهم ويفجرون انفسهم من العدم. وهم لم يولدوا امس ولا في الاشهر الاخيرة ولم يظهروا حتى مع ظهور تنظيم داعش. فهؤلاء هم اولاد واحفاد خمسين عاما من الايديولوجية الراديكالية والجهادية".&واضاف الخبير "احتاج الامر خمسين عاما لخلق ثقافة جهادية وسنحتاج الى 50 سنة اخرى لنقنع المسلمين بان ثقافة الجهاد هي التي دفعت بالاسلام الى كارثته المعنوية والفكرية الحالية .. ولكن لم يفت الاوان بعد".