أخبار

تسلم جائزة نوبل للسلام

رباعي الحوار التونسي: مكافحة الإرهاب أولوية مطلقة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تسلم "رباعي الحوار التونسي" الخميس جائزة نوبل للسلام تكريمًا لجهوده في عملية الانتقال الديموقراطي في تونس عبر الحوار وهي الوسيلة التي يحبذ المنظمون ان تعتمد في سوريا وليبيا.

أوسلو: دعا "رباعي الحوار التونسي" الحائز على جائزة نوبل للسلام خلال حفل تسليم الجائزة الذي نظم في مقر بلدية اوسلو الى جعل مكافحة الارهاب "اولوية مطلقة".

ويضم الرباعي الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية القوية) والرابطة التونسية لحقوق الانسان والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (منظمة ارباب العمل) والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين (نقابة المحامين).

وقال حسين العباسي امين عام الاتحاد العام التونسي للشغل احدى المنظمات الاربع التي تشكل رباعي الحوار "نحن اليوم باشد الحاجة الى حوار بين الحضارات والى التعايش السلمي في اطار التنوع والاختلاف. نحن اليوم في اشد الحاجة الى ان نجعل من مكافحة الارهاب اولوية مطلقة".

وندد العباسي "بالاعمال الارهابية الهمجية والبشعة" التي وقعت في الاشهر الماضية في تونس وعبر انحاء العالم من باريس الى بيروت وصولا الى شرم الشيخ وباماكو.

من جهتها اعتبرت رئيسة لجنة نوبل كاسي كولمان فايف في معرض حديثها عن هذه الهجمات ان الامر يتطلب ردا موحدا من المجموعة الدولية.

وقالت خلال حفل تسليم الجائزة في بلدية اوسلو بحضور عدد كبير من الشخصيات بينها ملك النروج هارالد "لان التهديدات متشابهة في جوهرها بالنسبة لنا جميعا، يجب علينا ان نقف معا لمواجهتها".

دولة فلسطينية

ودعا ممثلو "رباعي الحوار التونسي" الى اقامة دولة فلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره.

وقال العباسي امين عام الاتحاد العام التونسي للشغل "نحن اليوم بحاجة الى التعجيل بالقضاء على بؤر التوتر في كل انحاء العالم وفي مقدمتها حل القضية الفلسطينية".

واضاف العباسي وسط تصفيق الحاضرين بعيد تسلمه جائزة نوبل خلال حفل نظم في مقر بلدية اوسلو ان ذلك يتم عبر "تمكين الشعب الفلسطيني من الحق في تقرير مصيره على ارضه وبناء دولته المستقلة".

إنقاذ الانتقال الديموقراطي

ومنح رباعي الحوار التونسي الجائزة تكريما لجهوده في انقاذ عملية الانتقال الديموقراطي في تونس عام 2013 .

وساهمت هذه المنظمات الاربع المعروفة في تونس باسم "الرباعي الراعي للحوار الوطني" في مفاوضات سياسية طويلة وشاقة بين حركة النهضة الاسلامية التي وصلت الى الحكم نهاية 2011، ومعارضيها. وحملتهم هذه المنظمات على "التوافق" لتجاوز ازمة سياسية حادة اندلعت في 2013 اثر اغتيال محمد البراهمي وهو نائب في البرلمان معارض للاسلاميين.

واعتبرت لجنة نوبل حين منحت هذه المنظمات الجائزة في 9 تشرين الاول (اكتوبر) أن تونس، وفي اوج الاضطرابات التي خلفها الربيع العربي، تشكل نموذجا ناجحا يجب ان يكون مصدر وحي للدول الاخرى.

وفيما غرقت ليبيا المجاورة واليمن وسوريا في الحرب والعنف او الفوضى الى جانب عودة مظاهر القمع في مصر، فان تونس تمكنت من وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة. وكان العباسي قال الاربعاء ان "تونس تشكل استثناء في الوقت الراهن بين دول الربيع العربي لكن هذا لا يعني انه لا يمكن تطبيقه في دول اخرى".

من جانب اخر اكد العباسي الخميس لوكالة فرانس برس قبل بدء الحفل ان الجائزة ستعرض في متحف باردو في العاصمة التونسية حيث قتل 21 اجنبيا في هجوم جهادي في اذار/مارس الماضي.

من جهته قال الفاضل محفوظ رئيس الهيئة الوطنية للمحامين ان "الخلافات ومهما كانت طبيعتها يمكن تجاوزها عبر الحوار".

مكافحة الفقر

لكن عملية ارساء الديموقراطية في تونس تبقى هشة مع التهديد الجهادي فيما اعلنت السلطات للمرة الثانية هذا العام حالة الطوارىء في البلاد بعد هجوم انتحاري استهدف حافلة لعناصر الامن الرئاسي واوقع 12 قتيلا في 24 تشرين الثاني/نوفمبر والذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية.

وابدت منظمة العفو الدولية قلقها ازاء عمليات الدهم والتفتيش والتوقيف التي تنفذها قوات الامن التونسية. وقالت في مطلع كانون الاول/ديسمبر انه يتعين "على الحكومة الحالية ان تحرص بعناية على عدم العودة الى التعذيب والقمع بعنوان مكافحة الارهاب".

واكد بن موسى ان "الارهاب ينبع من قمع حقوق الانسان". وقبل اعتداء 24& تشرين الثاني/نوفمبر، شهدت تونس اعتداءين كبيرين داميين في 2015، استهدف الاول متحف باردو في العاصمة في آذار/مارس وخلف 22 قتيلا، واستهدف الثاني فندقا بالقنطاوي قرب سوسة (وسط شرقي) في حزيران/يونيو وخلف مقتل 38 سائحا.

والاربعاء اصيب خمسة جنود بجروح طفيفة في تبادل لاطلاق النار مع جهاديين في الجبال. في المقابل، قدر فريق عمل تابع للامم المتحدة عدد التونسيين الذين توجهوا الى ليبيا والعراق وسوريا للانضمام الى تنظيمات جهادية بحوالي خمسة آلاف، ما يجعل من تونس احد اكبر مزودي التنظيمات الجهادية بالعناصر.

وقال بن موسى "يجب التصدي للارهاب من جذوره" مشيرا الى "الفقر والتهميش". ويواجه القطاع السياحي الذي كان يشكل حتى الان حوالى 7% من اجمالي الناتج الداخلي ويؤمن حوالى 400 الف وظيفة مباشرة او غير مباشرة، ازمة كبرى منذ اعتداء سوسة.

وقد تراجعت ايرادات السياحة في تونس على مدى عشرة اشهر من 2015 بأكثر من 33 بالمئة وعدد السياح بنحو 34 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من 2014 بحسب ما اعلن البنك المركزي التونسي في مطلع الشهر الحالي.

وقالت وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة و الحرف التقليدية حول مسالة زيادة الرواتب في القطاع الخاص "نجحنا في انتقالنا الديموقراطي، لكن علينا ان ننجح في الانتقال الاقتصادي" للبلاد.

وجائزة نوبل عبارة عن ميدالية ذهبية وشهادة وشيك بقيمة ثمانية ملايين كورون سويدي (863 الف يورو).

تسليم جوائز نوبل للعلوم والاقتصاد والادب

في سياق متصل، تسلم الفائزون بجوائز نوبل للعلوم والاقتصاد والادب الخميس جوائزهم في قاعة الاحتفالات في استوكهولم بعد تسليم جائزة نوبل للسلام في اوسلو الى رباعي الحوار التونسي.

وتسلم الفائزون الميداليات المذهبة وشهادة بالجائزة من الملك كارل السادس غوستاف في حضور 1600 مدعو.

وكان الياباني تاكاكي كاجيتا الفائز بجائزة نوبل للفيزياء مناصفة مع الكندي ارتور ماكدونالد اول من تسلم الجائزة التي اسسها السويدي الفرد نوبل مخترع الديناميت.

ثم تعاقب الفائزون بجائزة الكيمياء السويدي توماس لندال والتركي الاميركي عزيز سنكر والاميركي بول مودريتش، والفائزون بجائزة الطب الاميركي وليام كمبل والياباني ساتوشي اومورا والصينية تو يويو.

ولقيت سفتلانا الكسيفيتش من بيلاروسيا والفائزة بجائزة الادب تصفيقا حارا.

ثم تسلم الاميركي البريطاني انغوس ديتون جائزة الاقتصاد التي يقدمها بنك السويد منذ 1969 تكريما لذكرى نوبل الذي توفي في 10 كانون الاول/ديسمبر 1896.

اختتم الحفل بالنشيد الوطني السويدي.

جائزة نوبل للسلام هي الوحيدة التي يتم تسليمها في اوسلو نزولا عند رغبة الفرد نوبل وسلمت بعد ظهر الخميس.

يحصل الفائزون بالاضافة الى الميدالية والشهادة على شيك بقيمة ثمانية ملايين كورون سويدي اي اكثر بقليل من 860 الف يورو. وفي حال وجود اكثر من فائز يتقاسمها الفائزون قيمتها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف