أخبار

الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها لكن الحذر الأمني يتعاظم

باريس تحاول لملمة جراحها بعد هجمات الجمعة الدامية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قبل أربعة أسابيع، فقد 130 شخصًا حياتهم جراء سلسلة هجمات "إرهابية" في باريس. ورغم أن الحياة تبدو وكأنها قد عادت كما كانت، لكن الواقع يقول إن الهجمات غيّرت باريس من الداخل.

إعداد ميسون أبوالحب: في كل مكان في باريس ترى رجال أمن يفتشون الحقائب، ويجوبون الشوارع، وعادة ما يطلبون من الأشخاص، الذين يدخلون إلى قاعات السينما، فتح أزرار معاطفهم.

في هذه الأثناء، تكررت حالات استدعاء فرق إبطال مفعول القنابل، لتفحص رزم مشبوهة ومشكوك فيها، ويبدو أن عددها كبير جدًا في المدينة، حتى إن عمال القطارات أعلنوا إضرابًا عن العمل يوم الخميس لأسباب أمنية. كما فرضت حول كل المباني الرسمية في باريس إجراءات أمنية مشددة، ويبدو أن رسائل التضامن المنتشرة في كل مكان من المدينة ستبقى لفترة طويلة.

تفجير اصطناعي
مساء الخميس، في أحد مسارح الدائرة العاشرة في باريس، تم تنبيه المتفرجين إلى أن المشهد الأول من المسرحية يتضمن إطلاقات نارية، وطُلب منهم ألا يهلعوا. نعم، فرنسا في حالة حرب مع تنظيم داعش، وهو ما قاله الرئيس فرانسوا هولاند، وهو يرتعش، بعد هجمات الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

تظهر صور الضحايا المعلقة، التي انحسر لونها، وإلى جانبها عشرات الشموع، أن معظم القتلى كانوا من الشباب، الذين فقدوا حياتهم خلال استمتاعهم بأمسيتهم. وأمام مسرح باتاكلان شوهدت أكوام من الورود، التي جمعها العمال لنقلها إلى مكان آخر، ذلك أن فترة الحداد لا بد وأن تنتهي.

مراقبة الآخرين
بدأت السياحة تستعيد عافيتها أيضًا في باريس، المدينة التي تستقبل أكبر عدد من السيّاح في العالم، غير أن الهجمات تركت أثرها على سكان المدينة بأشكال مختلفة. بيير بريار، 24 عامًا، الذي يحاول أن يبدأ حياته في باريس، قال "أصبحت انتبه الآن إلى الناس الذين يصعدون إلى القطارات، وبيدهم حقائب".

وقالت أوريللي مارتان، 24 عامًا، وهي معلمة في مدرسة ابتدائية "أصبحت أتفحص أجسام الناس حولي، وأحاول أن أعرف إن كانوا يرتدون أحزمة ناسفة أم لا". وكانت أوريللي في ملعب كرة القدم عند وقوع الهجمات، واضطرت إلى الخروج، وذراعاها مرفوعتان إلى الأعلى، فيما كانت الشرطة تبحث عن مفجّرين انتحاريين آخرين، بعدما فجّر ثلاثة أنفسهم خارج الملعب، الذي كانت تجري فيه مباراة بين فرنسا وألمانيا.

في هذه الأثناء يمكن مشاهدة بوسترات ألصقت على نوافذ المطاعم والبارات التي تعرّضت إلى هجوم في الدائرة العاشرة، والتي ترشد سكان المنطقة إلى مكاتب استشارية لطلب المساعدة.

9/11 فرنسا
أحد البارات التي تعرّضت إلى هجوم في ذلك اليوم أعاد فتح أبوابه من جديد، بعدما استبدل النوافذ المحطمة، وأعاد طلاء المكان. لكن بقية المطاعم والمقاهي لا تزال مغلقة حتى اليوم. وقال أودري بيلي مدير بار "لابون بيير": "أردنا أن نظهر لهم (المسلحين) أننا أقوى منهم".&

وبينما لا تزال أسر الضحايا تتساءل كيف حدث كل هذا، تردد أسر المهاجمين السؤال نفسه أحيانًا. وعندما كشفت الشرطة عن هوية المهاجم الثالث في مسرح باتاكلان، وعمره 23 عامًا، قال والده فؤاد محمد من ستراسبورغ في الحال: "كنت سأقتله بنفسي قبل ذلك". تبقى نقطة أخرى، وهي أن السلطات في مدينة باريس لا تزال حائرة بشأن ما تفعله بجثث المهاجمين.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف