قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&في غمرة الاعتداءات التي ضربت أوروبا في غير مكان، ونتيجة القلق المتنامي وغير المسبوق من تدفق اللاجئين السوريين، تعيش ألمانيا صعودًا متعاظمًا لشعبية اليمين المتطرف، الذي بات يجتاح القارة العجوز بخطاب راديكالي متطرّف على وقع غضب شعبي عارم، وتراجع ملحوظ في حضور الوسط.&
إعداد عبد الإله مجيد: كان اليمين الألماني في السابق يتسم بوجود عتاة في صفوفه، وهم من حليقي الرؤوس الذين يرتدون سترات جلدية وجزمًا طويلة، اشخاصٌ لا يعرفون وشم كلمتين على أذرعهم دون اخطاء املائية، لكن، وبعد عقد التسعينات، حل محل هذا الرهط "قوميون مستقلون" من المتطرفين اليمينيين، الذين تنكروا بملابس يرتديها عادة اليساريون.&وما يزال متطرفو الشوارع هؤلاء موجودين وقد تلقوا تعزيزات، فاليمين الجديد خرج من معطف الوسط البورجوازي في المجتمع ويضم مثقفين ذوي قيم محافظة ومسيحيين متدينين واشخاصًا غاضبين على الطبقة السياسية، كما تستدرج الحركة الجديدة اشخاصا كان من الجائز ان يُحسبوا على اليسار، بينهم معجبون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومناهضون للعولمة ومسالمون راديكاليون، فيما تتعايش حركات لم تكن تنتمي قط الى معسكر واحد في السابق وانبثقت منها حركة احتجاج شحنت الأجواء في المانيا بتظاهرات جماهيرية وهجمة رقمية على الانترنت. &&وأصبحت الدولة واجهزتها مثل الحكومة والبرلمان، موضع ازدراء لم يُعرف له مثيل منذ تأسيس المانيا بعد الحرب، ومرة أخرى يتعرض السياسيون الى الادانة بوصفهم "خونة شعبهم"، والبرلمان بوصفه "غرفة دردشة"، والصحف الرئيسة بوصفها "ممتثلة عن سابق اصرار"، وهي كلها إهانات تعود في اصولها الى ماضي ألمانيا الأسود. &&وليست سياسة الحكومة تجاه اللاجئين وحدها التي توحد اليمين الجديد، بل ان الجذور تمتد أعمق، بحيث تعود في اصلها الى الاحتجاج على اصلاح نظام الرعاية الاجتماعية في اوائل القرن الحادي والعشرين، والغضب على تحمل المانيا تكاليف انقاذ اليورو، والتظاهرات ضد مشاريع في قطاع البنية التحتية، وكانت كلها احتجاجات مواطنين غاضبين شعروا بأن سياسييهم خذلوهم، وأصبح كثير منهم حتى أشد غضبًا وتحولوا الى متطرفين. &&وبوصول نحو مليون لاجئ الى المانيا في 2015، قام الوافدون بدور العامل المساعد لهذه الحركة اليمينية الجديدة، فالخوف من "الغرباء" ومن "تكاثرهم" يوّحد اليمين الجديد ويستدرج مزيدًا من "المواطنين القلقين" الى صفوفه كل يوم.&&
قلقٌ متعاظم&إلى ذلك، يبدو المجتمع الالماني قلقًا على نحو لم يعرفه من زمن طويل، فقد اظهر استطلاع اجرته مجلة شبيغل ان 84% قالوا ان عدد اللاجئين الوافدين الى المانيا اليوم سيؤدي الى "تغييرات دائمة" في بلدهم، وقال 54% إنهم قلقون من تزايد خطر الارهاب بسبب تدفق اللاجئين، فيما يعتقد 51% ان معدلات الجريمة سترتفع، كما واعرب 43% عن القلق من زيادة البطالة.&&وتعكس هذه الاجابات هواجس عميقة في المجتمع الالماني، ويبدو ان كثيرين يتابعون الوضع بكثير من الحيرة، ولا سيما أنهم يشعرون بأن الحكومة لا تأخذ توجساتهم على محمل الجد بدرجة كافية، في وقت لا توحي الحكومة بأنها تسيطر على ازمة اللاجئين، ولا يعني هذا ان هؤلاء الالمان انساقوا وراء اليمين المتطرف، ولكنه يعني انهم اصبحوا اكثر انكشافًا لتأثيره.&&ولكن ظاهرة اليمين الشعبوي ليست ظاهرة المانية محضة، فإن مثل هذه الأحزاب تزداد قوة في كل بلدان اوروبا تقريبًا، ويبدو ان الراديكالية تجتاح القارة عمومًا، فيما يفقد الوسط شعبيته وقواعده، وقاومت السياسة الالمانية والشعب الالماني حتى الآن اغراء اليمين، مثل حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، الذي حقق مكاسب كبيرة في الجولة الأولى من الانتخابات الاقليمية مؤخرًا.&&ولكن حدوث أمر مماثل في المانيا قضية اصبحت ملحة اليوم، فاليمين الالماني يتبع استراتيجية مماثلة لاستراتيجية زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان بتقديم التطرف في صورة محترمة، وان اتباع لوبان لا يبدون خطرين اليوم، بل ودودين ولا يختلفون عن أي محافظ تقليدي لطيف. &&
المتفرج العاجز&ثمة الكثير في هذا مما يذكّر بحزب الشاي في الولايات المتحدة الذي ظهر نتيجة النقمة على السياسة التقليدية، فقد أحدثت راديكالية حزب الشاي تغييرًا جذريًا في المجتمع الاميركي والحزب الجمهوري، وهناك مؤشرات الى ان حركة على غرار حزب الشاي الاميركي يمكن ان تغير المشهد السياسي في المانيا ايضًا، فان حزب "البديل لالمانيا" الشعبوي يتمتع الآن بتأييد 10% من الالمان، بحسب احدث الاستطلاعات.&وتقف الأحزاب التقليدية عاجزة وهي تتابع هذا التطور على يمين الطيف السياسي، فقد شعر زيغمار غابريل، نائب المستشارة انجيلا ميركل وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي الى يسار الوسط، ان من المهم ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع حركة الوطنيين الاوروبيين ضد أسلمة الغرب "بيغيدا" المعادية للمهاجرين والمسلمين، وبعد حين صرف النظر عن الفكرة، مُفضلًا الاشارة الى المشاركين في تظاهرات بيغيدا على انهم "قطيع".&&ولكن الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ بزعامة ميركل، وحليفه الحزب المسيحي الاجتماعي، أشد قلقا من الديمقراطيين الاجتماعيين بشأن صعود اليمين، فان اعضاء الحزبين وكوادرهما يعيشون نزاعا داخليا بين وفائهم للمستشارة التي فتحت الباب للاجئين ورغبتهم في توفير منبر سياسي للمتوجسين خيفة من تدفق المهاجرين، بل ان مصير ميركل السياسي سيتقرر في جانب منه بطريقة تعاملها مع اليمين الجديد. &&
سقوط التقسيمات&&اجرت مؤسسة اوتو برينر شتفتونغ، القريبة من الحركة النقابية الالمانية، دراسة لشعوبية اليمين في المانيا، وجدت فيها ان انصار "اليمين الجديد" لا يعتبرون انفسهم يمينيين، وجاء في الدراسة "ان الانقسام بين المواقف اليسارية التقليدية والمواقف اليمينية التقليدية أخذ يختفي، وان الفاعلين يضعون انفسهم بصورة متزايدة خارج التقسيم الكلاسيكي بين اليمين واليسار".&&ونقلت مجلة شبيغل عن ماركوس ليندن، استاذ العلوم السياسية في جامعة ترير، ان ما يوحد اليمين الجديد بالدرجة الرئيسة هو انعدام ثقته بالنخب المجتمعية من سياسيين وقادة اعمال ومهنيين اعلاميين، فهم كلهم موضع شبهة بنظر اليمين الجديد الذي يتهمهم بالتآمر ضد المواطنين الاعتياديين.&&
اساليب مبتكرة&يمتنع غالبية قادة "اليمين الجديد" عن التورط في اعمال عنف مباشرة، ويمارسون تأثيرهم على المجتمع من خلال المؤتمرات وفي الأسواق والساحات العامة، وقبل كل شيء عن طريق الانترنت، وهم بذلك يشيعون اجواء تشجع المتطرفين اليمنيين ذوي النوازع العنيفة للتحرك بدفع من خطابيتهم التحريضية. &&وشهدت اعمال العنف التي ارتكبها عناصر من اليمين الجديد زيادة حادة خلال الأشهر الأخيرة، وتزداد هذه الاعتداءات وحشية ضد اللاجئين ومراكز ايوائهم التي أُضرمت النار في بعضها، واظهرت تحقيقات الشرطة ان مرتكبي هذه الاعتداءات ليسوا دائما يمينيين متطرفين، وان اقل من ثلثهم هم من اصحاب السوابق، في حين ان الغالبية لهم سجلات ناصعة كمواطنين صالحين قبل ان يستدرجهم اليمين الى التطرف، ويمكن العثور على هذا الشكل الجديد من اشكال الاحتجاج في سائر انحاء المانيا باعتداءات على اللاجئين واشعال حرائق في مراكز ايوائهم.&&
موجة الكراهية&هناك الآن فروع لحركة بيغيدا في عدة ولايات المانية أُخضع بعضها لمراقبة الأجهزة الاستخباراتية، وطلبت الحكومة الاتحادية من مسؤولي هذه الاجهزة اعداد استراتيجية مضادة بحلول الربيع، الذي من المتوقع ان تنطلق فيه الموجة الكبيرة المقبلة من اللاجئين ومعها موجة من الكراهية. &&ولكن الأهم من مكافحة خطاب الكراهية، يتمثل بمعالجة اسباب هذا الانعطاف نحو اليمين، فمن اين تأتي مثل هذه النقمة على الغرباء ؟ وما هي الأسباب وراء تصدر اعمال مسمومة قوائم الكتب الأكثر مبيعًا؟&قد يُعزى بعض الأسباب الى نمط من العولمة يخدم مصالح الشركات الكبرى والنخب السياسية، فيما يترك لدى كثير من المواطنين شعورا بأنهم لا يتلقون من هذه العولمة إلا سلبياتها، وكل ما يرونه هو نقل فرص عمل الى الخارج وتشغيل مهاجرين ولاجئين بأجور ادنى، ومن هنا احساس هؤلاء المواطنين بأن الوافدين الجدد يشكلون تهديدا لهم، ويتوهم آخرون بأن "اسلمة" الغرب محدقة، أو ان تطبيق الشريعة في المانيا بات وشيكا بوصول مئات الآلاف من اللاجئين الذين ينتمون بغالبيتهم إلى المسلمين، ويخشى ذوو الدخول المتدنية ان ينافسهم الوافدون على وظائفهم أو على المساعدات الاجتماعية التي تقدم لهم، وهناك من يرون ان السياسيين تنقصهم الكفاءة وان الديمقراطية شكل ضعيف من اشكال الحكم، وان التخبط في ادارة ازمة اللاجئين دليل على صواب رأيهم.&&ويحذر علماء اجتماع، منذ فترة، من ان قطاعا واسعا من السكان فك ارتباطه بالتوافق الديمقراطي ولم يعد يشارك في الانتخابات ويتجاهل الأحزاب السياسية التقليدية وبالكاد يتابع الأخبار، ونقلت مجلة شبيغل عن العالم السياسي فولفانغ ميركل قوله: "ان ديمقراطيتنا ليست مثلى، وان استبعاد الطبقة الدنيا من الناحية العملية امر مثير للقلق".&&ولكن ذوي الدخل المحدود ليسوا وحدهم المتأثرين باليمين الجديد، فهناك كثيرون من المواطنين المحافظين ازدادوا انعطافا نحو اليمين، وكثيرون من ناخبي الحزبين المحافظين، المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي، يشعرون ان الحزبين لم يعودا يمثلانهم. &&
برلمان بلا صوت&يشكل اعضاء البرلمان من الائتلاف الحاكم الذي يضم المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين نحو 80% من نواب البرلمان، واحزاب المعارضة الوحيدة هي حزب اليسار وحزب الخضر، وكلاهما محسوبان على اليسار، فيما اخفق حزب "البديل لالمانيا" في الحصول على اصوات كافية في الانتخابات الماضية لدخول البرلمان، وكذلك حزب الديمقراطيين الأحرار، وبذلك يكون ملايين الالمان الذين ينتمون الى يمين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بلا صوت في البرلمان ، بحسب مجلة شبيغل، ويتحدث العالم السياسي هيرفريد مونكلر عن "انسداد الأفق السياسي" امام هؤلاء، ويقول العالم السوسيولوجي هارموت روزا: "ان محور التناغم بين المؤسسة السياسية وقطاعات واسعة من السكان انكسر"، وهذا هو السبب الرئيس لصعود اليمين الجديد.&&
البرابرة!&تبين مؤسسات استطلاع معروفة ان حزب "البديل لالمانيا" اليميني المعادي للمهاجرين يتمتع بتأييد 8 الى 10% من الناخبين، ولكن الحزب يقول إن مؤسسة الاستطلاع التابعة له تتوقع ان يحصل على 22% من الأصوات إذا جرت الانتخابات اليوم.&&ونقلت مجلة شبيغل عن نائب زعيم الحزب الكسندر غاولاند، الذي كان سياسيا مخضرما في حزب ميركل قوله: "نحن بالطبع نشكر اولا، وقبل كل شيء، ازمة اللاجئين على صعودنا"، واضاف: "بالامكان ان تسموا هذه الأزمة هدية قُدمت الينا"، لكن هذه الهدية لم تمنع غاولاند من وصف اللاجئين بأنهم "برابرة". &&ويحلم كثيرون في حزب "البديل لالمانيا" بأن يصبح حزبهم النسخة الالمانية من حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، حزب يميني متطرف ذو شعبية واسعة، ولا سيما ان اهدافه السياسية تكاد تكون متطابقة مع اهداف الجبهة الوطنية، سواء ما يتعلق بقضية اللجوء أو الهجرة أو الاندماج أو الاتحاد الاوروبي أو العقوبات ضد روسيا.&&
حراس البوابة&&ترتبط الكثير من اوهام اليمينيين المتطرفين عن العالم بحقيقة انهم يتعمدون مقاطعة الاعلام التقليدي ويفضلون الاعتماد على مصادرهم الخاصة في الحصول على المعلومات، وبلغة علم الاتصالات فان الصحافيين يُعرفون بأنهم "حراس البوابة"، لأنهم يقومون بدور مماثل لدور حراس بوابات المدن في العصور الوسطى، وهؤلاء الحراس هم الذين يحددون الاخبار المهمة بما فيه الكفاية لنقلها الى المتلقي. &&وبدأ كثير من الالمان يعتقدون ان القائمين على الاعلام التقليدي يحجبون عنهم اخبارًا مهمة، مثل ان التغير المناخي ليس سيئًا، وان اليورو محكوم عليه بالفشل، وان الطاقة النووية طاقة أمينة، وان الاميركيين يدمرون المانيا، وان بوتين يناضل من اجل سلام دائم، لذا يُفضل اليمين الجديد وضع حراسه هو على بوابات المدينة الاعلامية، ويمنح ثقته لأشخاص يتلاعبون بالمواد الخبرية، ومن بين هؤلاء اعضاء في حزب "البديل لالمانيا" يديرون مواقع اخبارية على الانترنت، واصوليون كاثوليك، ومدونون معادون للاسلام ومريدون لنظرية المؤامرة.&وكان المواطنون الساخطون في السابق يكتبون رسائل الى محرري الصحف المحلية تُنشر بعد ايام، لكنها مُختصرة في احيان كثيرة، اما اليوم فانهم يستطيعون ان يدردشوا مع اشخاص يشاركونهم افكارهم لمدة ساعات، ويسمحون لأنفسهم بالانجرار الى لغة غوغائية على كثير من منصات الانترنت.&&
شائعات جامحة&حين يتعلق الأمر بالأخبار السلبية، يضع المحرض ثقته بـالصحافة "الكذابة" دون تحفظ، ثم يملأ برنامجه بالاخبار التي تنسجم مع نظرته الى العالم، سواء أكانت تقارير موثوقة أو شائعات جامحة. &&&ويتبدى عمق التطرف الذي اصاب قطاعات من المجتمع الالماني في العدد المتزايد من الأشخاص المستعدين لاستخدام اسمائهم الحقيقية، كما يقول الباحث المختص بالنزاعات اندريس تسيك، مشيرًا الى "ان التطرف يتطلب الابتعاد عن الأغلبية، وهذا يجعل الارتباط داخل الجماعة أقوى، وان قادة اليمين ادركوا هذا التأثير، وبدأوا يدعون الأشخاص بصراحة الى استخدام اسمائهم الحقيقية".&&واغفلت قوى الوسط الالمانية لفترة طويلة ان تولي ظاهرة التطرف في معسكر اليمين اهتمامًا كافيًا، فهي كانت تدير وجهها وتتجاهل الظاهرة، ولكنها لا يمكن الاستمرار في تجاهلها بعد الآن، فإن اليمين الجديد اصبح يتحدث بصوت عال، وتأثيره في اجواء البلد اصبح كبيرًا. &&ولكن الأحزاب السياسية الرئيسة في المانيا تتحمل قسطا من المسؤولية، فهي إذ تتحالف في ائتلاف كبير تواجه خطر الوقوع مجددا في اخطاء الستينات عندما اكتسب اليمين المتطرف زخما متزايدا لأن الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الاجتماعي تجاهلا ضرورة التحديث والاصلاح المجتمعي.&&
المانيا باقية&&يتغذى اليمين الجديد اليوم على ازمة اللاجئين وتخبط ادارة ميركل في التعاطي معها وفشلها في تبديد مخاوف الكثير من الالمان بالارتباط معها، وقد نقلت مجلة شبيغل عن المستشار السابق غيرهارد شرودر قوله: "ان ميركل ليس لديها خطة".&&ولكن الأحزاب الرئيسية في المانيا لن تتمكن من استعادة مصداقيتها المفقودة إلا إذا نأت بنفسها عن العداء للمهاجرين والنزعة القومية المتطرفة من جهة وطمأنة المخاوف المجتمعية من جهة الأخرى، وبخلافه فان نتائج الجولة الأولى للانتخابات الاقليمية الفرنسية لن تكون استثناء، كما حذر وزير المالية الالماني فولغانغ شويبله.&&ويجب ألا تكون لدى السياسيين والسكان الالمان اوهام عن الهدف الرئيسي لمفكري اليمين الجديد واتباعه الذين تتزايد اعدادهم، وهو الهدف نفسه الذي سعى الى تحقيقه اشخاص مثل المفكر الفاشي في جمهورية فايمار كارل شميت، الذي كان يريد تدمير النظام الديمقراطي واقامة نظام آخر على انقاضه ايًا يكن النظام البديل.&&من اكثر الصور شعبية في حركة اليمين الجديد صورة امرأة شقراء وفي حضنها طفل أشقر، وجرى تبادل هذه الصورة آلاف المرات على "فايسبوك"، وكُتبت تحت الصورة عبارة تقول: "ان المانيا ستبقى بعد زوال الجمهورية الاتحادية".&&