أخبار

أطباء يهاجرون منها وإليها

ألمانيا: حاجة ماسة للاجئين ذوي المهن الطبية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد إعلان"معهد الدراسات الاقتصادية" و"غرفة التجارة والصناعة الألمانية" عن حاجة ألمانيا إلى اللاجئين كقوى عاملة، أعلنت وزارة الصحة الألمانية أن البلد بحاجة ماسة إلى اللاجئين من ذوي المهن الطبية.

ماجد الخطيب: منذ نهاية الحرب الكونية الثانية، ووفود العمال المهاجرين للمساعدة في بناء"المعجزة& الاقتصادية" الألمانية، والبلد بحاجة متزايدة إلى المهاجرين من ذوي الاختصاصات المهنية. ولاترتبط هذه الحاجة بموسم الهجرة من الجنوب إلى الشمال(المهاجرين)، وإنما بسبب الهجرة من الشمال إلى الشمال(هجرة الأطباء من ألمانيا إلى الولايات المتحدة وكندا).

إلى هذه النتائج توصلت دراسة جديدة أعدها معهد"بروغنوز" للدراسات الاقتصادية بتكليف من وزارة الصحة الألمانية. وقال وزير الصحة الألماني هيرمان غروهه، في عرضه للدراسة ببرلين، إن ألمانيا بحاجة متزايدة للعاملين المتخصصين في المجال المهني الطبي، وإن فتح باب الهجرة يوفر فرصة لسد هذه الثغرة.

وأشار الوزير، من الحزب الديمقراطي المسيحي، إلى أن نسبة الأطباء المهاجرين بين الأطباء الألمان بلغت 8% فقط في العام 2014، بينما نرى هذه النسبة ترتفع إلى 15% في المجالات الأخرى.

وتضاعف عدد الأطباء من أصول أجنبية في ألمانية 4 مرات خلال الـ23 سنة الماضية، لكن ألمانيا ستحتاج إلى المزيد في العشرين سنة القادمة. وسجلت الدراسة 10653 طبيباً من اصول أجنبية في العام1991 مقابل 39661 طبيباً في العام الماضي، ويعمل 81% منهم في ردهات المستشفيات مقابل 11% من أصحاب العيادات، وبقية ممن يعملون في المختبرات الطبية وغيرها.

ويشكل الأطباء من بقية البلدان الأوروبية، وخصوصاً البلدان الشرقية، ثلاثة أرباع الأطباء من أصول أجنبية، العاملين في ألمانيا. وكانت رومانيا أهم مصدر للأطباء المتخصصين تليها روسيا واوكرايينا وتركيا. وجاءت سوريا، بحكم 1656 طبيباً عاملاً في البلد، بالمرتبة السادسة من قائمة تكشف أصول الأطباء من 20 بلداً.

اللغة هي العائق الرئيسي

طالب الوزير بتعديل شروط امتحانات الكفاءة للأطباء المهاجرين مع ضرورة عدم التفريط بشروط الكفاءة الاساسية، علماً أن اللغة، وليست الكفاءة المهنية، هي العائق الأساسي أمام الأطباء، وذوي المهن الصحية الذين درسوا في بلدانهم، وخصوصاً إذا كانوا قد درسوا باللغة الانجليزية. علمأ أنه من الممكن للطبيب أن يتجاوز حاجز اللغة بسرعة اثناء عمله في المستشفيات وعيادات الأطباء.

وكمثل، فإن نقابة الأطباء في ولاية راينلاد بفالز درست شهادات 360 طبيباً من ذوي الأصول الأجنبية في مايو/آيار من العام 2014، وكانت نسبة النجاح ترتفع إلى 60%.

وإلى جانب الأطباء يعمل في ألمانيا 539 ألفاً من ذوي المهن الصحية من المهاجرين في المستشفيات والعيادات، يشكل الأوروبيون من جنوب وشرق القارة نسبة الثلثين منهم. ومن المهم الاشارة، في هذا المجال، إلى نسبة عالية من المهاجرين الذين يعملون في دور رعاية المسنين والعجزة. إذ ترتفع نسبتهم في هذا المجال، الذي يتوقع له أن ينمو بشكل سريع وكبير، إلى 23% من مجموع العاملين. وبالأرقام يعمل 140 ألف مهاجر في دور رعاية العجزة، و127 ألفاً منهم في المستشفيات بمثابة ممرضين ومساعدين.

هجرة الأطباء الألمان

حتى مطلع الألفية الثالثة، أو لنقل مع الانتقال من المارك إلى اليورو، كانت مهنة الطب في ألمانيا أفضل المهن سمعة، ومن أكثرها مورداً. لكن التراجع الاقتصادي المستمر، والمبالغة في شروط شركات التأمين الصحي، وتفاقم شروط العمل، وفر قناعة الآن لدى الأطباء، بإمكانية البحث عن عمل في الخارج.

هذا ينطبق أساساً على الأطباء العاملين في المستشفيات والمستوصفات أكثر مما ينطبق على أصحاب العيادات الخاصة، لكنّ الأخيرين لا يخفون أيضاً اهتمامهم بالبحث عن فرص العمل في الخارج. وهذا ما كشفه استطلاع للرأي بين الأطباء الألمان أجراه موقع" ابوقراط-نيت" الذي يشترك فيه ملايين الأطباء.

قالت نسبة 16% من الأطباء أنهم لا يفكرون بالهجرة للعمل خارج ألمانيا، وهذا يعني أن نسبة تتعدى الـ 51% يفكر أصحابها، أو ربما سيفكرون بالبحث عن فرصة عمل أفضل في الخارج. والأسباب هي شدة العمل اليومي، أيام العمل الطويلة بلا إجازات، وضعف المردود المادي، وخصوصاً لدى الأطباء العاملين في المستشفيات.

الاستطلاع الذي شمل 835 طبيباً، من مختلف المجالات والأعمار، كشف أيضاً أن نسبة تزيد عن9% من الأطباء ماضون في ترتيب فرص العمل في الخارج، ومن ثم مغادرة ألمانيا. ونسبة 3,1 % قالوا إنهم وصلوا الى الخارج فعلاً، وعثروا على عمل بشروط أفضل من الشروط الألمانية.

نقابة الأطباء ترحب

من ناحيتها، رحبت نقابة الأطباء في العاصمة برلين بقرار حكومة برلين المحلية شمول اللاجئين ببطاقة التأمين الصحي الإلكترونية الدائمية. وقال رئيس النقابة غونتر يونيتس إن منح اللاجئين البطاقة الإلكترونية بدلاً من الاستمارة الخضراء، التي تجدد كل ثلاثة أشهر، هو الطريق الصحيح لشمول اللاجئين بالتأمين الصحي.

وأضاف يونيتس أن شمول اللاجئين بالبطاقة الإلكترونية يسهل معاملات فحصهم وتأمين العلاج اللازم لهم. وبرأيه أن البطاقة الإلكترونية تعني"بيروقراطية" أقل في التعامل مع الناس المنهكين الذين يصلون ألمانيا، لأن"الروتين" السابق يطلب تحويلاً رسمياً من الطبيب العام إلى الطبيب المتخصص، في حين أن نظام البطاقة الإلكترونية يتجاوز ذلك.

يبدأ تطبيق نظام البطاقة الإلكترونية للاجئين الجدد مع دخول العام الجديد مع مواصلة منح اللاجئين الذين سبقوهم هذه البطاقة بالتدريج. وهكذا أصبحت برلين الولاية الرابعة التي تقر نظام البطاقة الإلكترونية للاجئين بعد نوردراين فيستفالن وهامبورغ وبريمن.

وكان نقيب الأطباء الاتحادي اولريش مونتغومري طالب بتطبيق نظام البطاقة الإلكترونية على اللاجئين، ودعا الحكومة الألمانية إلى الكف عن خفض المعونات المادية المقدمة للاجئين.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاطباء السوريون
سالم -

في زيارة لي الى مدينة صغيرة تقع جنوب غرب بريطانيا وتدعى تركيا وذلك لقضاء إجازة مع احد الأصدقاء اصبت بألم حاد في الكلية وذهبت الى احد المستشفيات وطلبت فحصي من قبل استشاري هناك . طبعا قوبلت بترحاب كوني اجنبي وسأدفع كاش وسترتفع الكلفة قليلا كوني اريد تجاوز الإجراءات الروتينية للفحص وتم اصطحابي لمقابلة رئيس القسم الذي لا يقابل الا الحالات المستعصية. قابلني الرجل بترحاب شديد وفوجئت به يتكلم العربية بطلاقة بالرغم من كونه يمتلك بشرة بيضاء وعيون خضر تماما كأصحاب البلد الأصليين. اصابني الفضول وسألته فيما اذ كان من أصول عربية فابتسم الرجل وقال نعم انا سوري من ريف دمشق وبالتحديد من مدينة صغيرة اسمها داريا. تتعرض هذه المدينة حاليا لحصار وقصف يومي من قبل عصابات بشار الأسد وحزب اللات اللبناني. وفي دردشة مع الطبيب السوري اخبرني بان هناك الاف من الأطباء السوريين يعملون في بريطانيا وهم مرحب بهم لانهم على كفاءة عالية وفعلا ينتشر الان الأطباء السوريون في مستشفيات ومصحات دول الخليج والدول العربية المجاورة ويتمتعون بسمعة طيبة على المستوى المهني والإنساني. لا عجب ان ترحب بهم المانيا بل وتقدم لهم التسهيلات للهجرة اليها. يكلف الطبيب الواحد بلده مبالغ ضخمه من المال حتى يصبح طبيبا محترفا والألمان كعادتهم وكونهم من اذكى شعوب الأرض يعرفون من اين تؤكل الكتف.