أخبار

مؤشر إلى احتدام الصراعات الداخلية داخل الحركة

قادة طالبان أفغانيون يوجّهون رسالة استنكار إلى زعيمهم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وجّه لفيف من قادة طالبان الدينيين رسالة استنكار إلى زعيم الحركة الجديد ملا أختر منصور من مقر طالبان في باكستان احتجاجًا على حملته الدموية ضد معارضيه في الحركة. ورأى مراقبون أن الرسالة مؤشر إلى اندلاع صراع داخل طالبان، التي حافظت على وحدتها طيلة السنوات السابقة.&

&

إعداد عبدالاله مجيد: أكد قادة عسكريون توجيه الرسالة، التي إطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز في مقابلات مع الصحيفة. وقال قادة ميدانيون معارضون إلى ملا أختر منصور إنه استخدم أساليب دموية في إحكام قبضته على الحركة منذ تسلمه القيادة في تموز/يوليو، وإنه يمارس سيطرة شديدة على أكبر مصادر دخل الحركة، بما في ذلك تجارة الأفيون.&

انقسامات تتفاقمواتفق قادة طالبان العسكريون المعارضون وأعضاء في مجلس الشورى المركزي في مقر الحركة في كويتا في باكستان على أن رسالة القادة الدينيين تعكس القلق من تصاعد الصراع الداخلي والحملات الدموية، التي أمر ملا أختر منصور بها ضد خصومه، بما في ذلك تعبئة مئات المقاتلين لتصفية قائد عسكري كبير منافس في وقت سابق من كانون الأول/ديسمبر.&&تأتي الرسالة استمرارًا للحديث بشكل علني نادر عن صراعات طالبان الداخلية، بعد الكشف في الصيف الماضي عن وفاة مؤسس الحركة ملا محمد عمر منذ عامين على أقل تقدير. &&ورغم محاولة المسؤولين الأفغان والغربيين تصوير الصراعات الداخلية على أنها مؤشر إلى ضعف طالبان، فإن مثل هذا الضعف المفترض لم يكن ظاهرًا في ميادين القتال، حيث حقق مقاتلو طالبان مكاسب كبيرة على الأرض.&&صراع منصور - ذاكرالأدق أن الرسالة تعبّر عن استمرار النزاع المرير بين ملا منصور وغريمه اللدود داخل طالبان ملا عبد القيوم ذاكر، القائد العسكري، الذي كان سجينًا في معتقل غوانتانامو.&وكان ملا ذاكر أعرب عن استيائه من صعود ملا منصور في الصيف، وأشار إلى رسالة مجلس شورى كويتا في مراسلات أخيرة مع قادته العسكريين، يدعوهم فيها إلى رفض أي أوامر بشن حملات داخلية، كما قال هؤلاء القادة.&ورفضت مجموعة تضم نحو 36 عضوًا من أعضاء مجلس شورى كويتا في الرسالة، التي تقع في 15 صفحة بتاريخ 7 كانون الأول/ديسمبر أن تضفي شرعية دينية على قيادة ملا منصور. واستنكرت المجموعة حملاته الأخيرة، قائلة إنه لا يمتلك المكانة الدينية لإعلان معارضيه متمردين.&&جاء في الرسالة أن طالبان ليس لديها "أمير المؤمنين، الذي تكون طاعته واجبة، بموجب الشريعة، ومعارضته جريمة يُعاقب عليها بالإعدام". وحاول قاري يوسف المتحدث باسم طالبان التقليل من شأن رسالة القادة الدينيين، قائلًا إن غالبية الموقعين ليست من العلماء الكبار.&&اجتماع كويتالكن قياديين آخرين في طالبان قالوا إن الرسالة أصبحت موضع حديث واسع في صفوف طالبان، وإن اختلفوا على حجم الثقل الذي تحمله.&وتبيّن إشارة ملا ذاكر في توجيهاته للقادة العسكريين أنه يحاول الطعن في قيادة ملا منصور، بعد التزامه الصمت طيلة أشهر منذ استقالته من قيادة المجلس العسكري للحركة احتجاجًا على صعود ملا منصور.&&وقال القادة العسكريون إن ملا ذاكر دعاهم إلى اجتماع واسع في كويتا أخيرًا، وبعث إليهم برسالة من صفحتين، يستند فيها إلى رسالة أعضاء مجلس الشورى في دعوته القادة الميدانيين إلى الابتعاد عن الاقتتال الداخلي وعدم طاعة الأوامر بمقاتلة رفاقهم في طالبان. كما أرسل ملا ذاكر مبعوثين إلى مقاتليه في أقاليم مختلفة.&وكان ملا أختر منصور عمل بهدوء منذ وفاة ملا عمر وإبقائها طيّ الكتمان عمل على تعزيز موقعه وبسط سيطرته على موارد طالبان ومصادر دخلها، بحسب قادة عسكريين في طالبان ومحللين أمنيين. &&المخدرات مصدر تمويلوالمعروف عن ملا منصور قيامه بدور كبير في تجارة المخدرات، التي تشكل مصدر دخل كبيرًا لطالبان بصفة عامة. وأدرجته الأمم المتحدة على قائمتها بوصفه من أوائل قادة طالبان الضالعين في تجارة المخدرات. وقال برهان عثمان الباحث في شبكة المحللين الأفغان إن ملا منصور بسط سيطرته بصورة متزايدة على موارد الحركة منذ عام 2010.&&وزرع ملا منصور أعوانه خلال السنوات الثلاث الماضية في مواقع حساسة، مثل رئاسة لجنة طالبان المالية. وقال عثمان إن ملا منصور قدم أعوانه، الذين يثق بهم، إلى ممولين للحركة في منطقة الخليج على أنهم القناة الوحيدة لجمع الأموال، طالبًا منهم عدم التعامل مع أي أحد آخر.&كما تمكن ملا منصور من كسب أفراد عائلة ملا عمر، الذين اعترضوا في البداية على اختياره قيادة طالبان. وعُيّن ملا منان شقيق ملا عمر عضوًا في اللجنة المالية، ونجله ملا يعقوب بمنصب عسكري. ويجري إعداده لتولي منصب مماثل لمنصب ملا ذاكر، كما قال قيادي في طالبان قريب من ملا منصور.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف