أخبار

باتت تشكل تهديدًا لدول المنطقة والعالم

اليمن: أزمة شائكة واصطفافات متشابكة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ينظر محللون إلى النزاع في اليمن على أنه أزمة أخرى تتطلب من إدارة اوباما دورًا أكبر لمنع تنامي خطر القاعدة وداعش واستخدام الأراضي اليمنية منطلقا لهجماتهما في الغرب.&

لندن: في آب/أغسطس 2014 أمرت وزارة الخارجية الأميركية جميع موظفيها غير الضروريين بمغادرة صنعاء خشية تعرضهم الى هجمات ارهابية. &وبعد شهر اعلن الرئيس باراك اوباما في 10 ايلول/سبتمبر 2014 أن اليمن يمثل قصة نجاح في الحرب على الارهاب. &وذهب إلى حد القول إن الولايات المتحدة تحقق نجاحا في تنفيذ استراتيجيتها لاستهداف الارهابيين التي تتبعها في اليمن والصومال منذ سنوات.&&ولكن مثل هذا التفاؤل كان غائبا في اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير في 22 كانون الأول/ديسمبر حين اصدر قرارا آخر في سلسلة من القرارات المماثلة داعيا فيها إلى إنهاء أعمال العنف فورا ودون شروط مع الإشارة المعهودة إلى تعاظم خطر داعش في اليمن. &&ويرى مراقبون أن من الصعب إعادة وحدة اليمن وسيادته وسلامة اراضيه الاقليمية في المستقبل القريب نظرًا لما يتسم به الوضع اليمني من تعقيد وتشابك بوجود عاصمة في الشمال وأخرى في الجنوب وتعدد القوى المنخرطة في النزاع واختلاف انتماءاتها. &فالمتمردون الحوثيون متحالفون مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح ويسيطرون على العاصمة صنعاء. &وبدعم كبير من إيران واصل الحوثيون تصعيدهم العسكري ضد الحكومة الشرعية.&&تنافس القاعدة وداعش&من جهة أخرى، تسيطر قوات الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي والمقاومة الشعبية مدعومة بالتحالف العربي على العاصمة الجنوبية عدن. &&وعلى صعيد آخر يتنافس تنظيم القاعدة وداعش من اجل توطيد مواقعهما كل على حساب الآخر. &&&ويحدث هذا كله في بلد فقير لا يزيد دخل الفرد الواحد فيه على 1500 دولار في السنة ويستورد غالبية ما يستهلكه من المواد الغذائية ويعاني من نضوب موارده النفطية والمائية. وبالكاد تبلغ نسبة من يعرفون القراءة والكتابة 50 في المئة، ولكن تقارير تفيد بأن غالبية السكان يتعاطون القات. &&يضاف إلى ذلك التركة التاريخية الثقيلة بسيطرة بريطانيا المديدة على الشطر الجنوبي من اليمن. وبعد الاستبشار بوحدة شطري اليمن في 1990 اندلعت حرب اهلية في عام 1994 تركت جروحا غائرة. &&ويشكل السنة غالبية سكان اليمن وهم يتركزون في الجنوب والجنوب الشرقي في حين ينتمي شيعة اليمن إلى الزيدية ويتركزون في الشمال والشمال الغربي. &وهناك نسبة ضئلية من الهندوس ونحو 3000 مسيحي و100 يهودي، بحسب تقدير المحلل الاميركي مايكل كيرتس.&وفجر الحوثيون بسيطرتهم على العاصمة صنعاء ومحاولتهم السيطرة على عاصمة الجنوب عدن نزاعا مريرا مع حكومة هادي المدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية وتعاون الولايات المتحدة مع التحالف في المجالين الاستخباراتي والتسلحي. &&وكان من اولى الخطوات التي اتخذها الحوثيون حل البرلمان المنتخب وفرض الاقامة الجبرية على الرئيس هادي واعضاء حكومته. واعلنوا تشكيل ما يُسمى "مجلس ثوري انتقالي". &وانتقل الرئيس هادي الى عدن حيث تمكنت قوات الشرعية من دفع الحوثيين الى الوراء. &&5700 قتيل ودمار كبير&ويقدر محللون أن النزاع أسفر حتى الآن عن مقتل 5700 شخص وتدمير مدارس ومراكز صحية ومستشفيات. واستخدم الحوثيون في النزاع صواريخ بالستية اعترضتها صواريخ باتريوت السعودية حين أُطلقت على شمال المملكة. &&ويشكل النزاع مصدر قلق للمجتمع الدولي، أولا بسبب موقع اليمن الاستراتيجي وثانيا بسبب استخدام جماعات ارهابية مثل القاعدة وداعش الأراضي اليمنية منطلقا لتهديد دول المنطقة والعالم. والمعروف ان يمنيين توجهوا للقتال في افغانستان والعراق وسوريا. &&ويتسم اليمن بأهمية خاصة في الحرب على الإرهاب نظرًا لوجود داعش والقاعدة في أراضيه. وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو الأقوى حاليا وخاصة بعد المكاسب التي حققها في محافظة حضرموت شرق البلاد وعاصمتها المكلا. &وكان التنظيم بقيادة ناصر الوحيشي الذي عمل سكرتير أسامة بن لادن عددًا من السنين قبل أن ينتقل إلى اليمن لتأسيس القاعدة في جزيرة العرب عام 2009. &وقُتل الوحيشي في غارة نفذتها طائرة بدون طيار في حزيران/يونيو 2015. وكان التنظيم ضالعا في العديد من الهجمات والمخططات لتنفيذ هجمات سواء في اليمن أو الخارج. &&وينشط داعش في عدد من المحافظات اليمنية الوسطى والجنوبية ويتنافس مع تنظيم القاعدة على النفوذ. &وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015 اعلن داعش مسؤوليته عن هجمات استهدفت مواقع الجيش اليمني الموالي للرئيس هادي في جنوب شرق اليمن رغم أن الجيش اتهم تنظيم القاعدة بالهجوم قرب شبام في حضرموت. &ومن دواعي قلق اليونسكو ان تسيطر جماعة ارهابية على هذه المنطقة التي تضم مواقع مدرجة ضمن التراث العالمي بسبب عمارتها المتميزة من الأبنية العالية حتى ان المنطقة تُسمى شعبيا "مانهاتن في الصحراء".&&تحدٍّ كبير للمحللين&وتشكل خريطة النزاع في اليمن واصطفاف القوى المتحاربة تحديا كبيرا للمحللين. &فان تنظيم القاعدة السني أعلن الجهاد ضد السنة والشيعة، والحوثيين يرتبطون بحزب الله اللبناني، ولكن داعش نفذ عددا من الهجمات ضدهم بما في ذلك تفجير مسجد في صنعاء. &&في هذه الاثناء يعمل حزب الاصلاح الإسلامي الذي أُنشئ عام 1990 من تحالف بعض القبائل ورجال الدين على تطبيق برنامجه الذي يقول مراقبون انه متأثر بأفكار الجبهة الإسلامية، فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن. &واللافت أن حزب الاصلاح يقف موقف المتفرج على النزاع بين الحوثيين والحكومة الشرعية. &&واستدعى استمرار النزاع وتنامي خطر الحوثيين تدخل التحالف العربي بقوات على الأرض الى جانب الغطاء الجوي الذي يوفره لقوات الحكومة الشرعية. وفي هذا الشأن ينوه المراقبون بدور قوات الحرس الرئاسي الاماراتي في استعادة قوات الشرعية والمقاومة الشعبية السيطرة على عدن في تموز/يوليو 2015 ودورها في محاربة داعش ايضا.&&وينظر محللون إلى النزاع في اليمن على انه ازمة أخرى تتطلب من ادارة اوباما دورا أكبر لمنع تنامي خطر القاعدة وداعش واستخدام الأراضي اليمنية منطلقا لهجماتهما في الغرب.&&ويُلاحظ أن دول الخليج دعمت عودة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي في وقت تتحمل اعباء كبيرة بسبب هبوط أسعار النفط الذي كلفها أكثر من 360 مليار دولار من العائدات. &ولكن رغم الاجراءات التي تتخذها هذه الدول لخفض الانفاق فان مجلس التعاون الخليجي يدرك ضرورة انهاء الحرب اليمنية والتصدي لتهديد القاعدة وداعش في اليمن. ومن واجب ادارة اوباما دعمه وإسناده في هذا المجهود.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف