أخبار

مكتسية بعدًا سياسيًا ومعنويًا

"تعويضات الحرب" تتجدد بين ألمانيا واليونان

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طالب رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بمعالجة الخلاف حول مسألة التعويضات الألمانية لليونان، مذكرًا بأن برلين لم تسدد أي تعويضات لليونان التي اجتاحها النازيون وألحقوا دمارًا كبيرًا بها، والمهددة اليوم بالأزمة المالية.

برلين: في برلين كان الرد قاطعًا وجافًا. فألمانيا القوة الاقتصادية العظمى في أوروبا أكدت أنها لا تدين بشيء لليونان الغارقة في ديون تفوق 300 مليار يورو. أكد ذلك المتحدث باسم وزارة المالية الألمانية ذلك في كانون الثاني/يناير. وقال "بعد حوالى سبعين عامًا على نهاية الحرب العالمية الثانية، فقدت مسألة التعويضات شرعيتها".

نصف دين أثينا
لكن في أثينا، تقدرت قيمة الفاتورة الموروثة عن الحرب العالمية الثانية بـ162 مليار يورو، أي نصف الدين اليوناني الهائل. ويسعى حزب اليسار المتشدد سيريزا وحليفه الحكومي القومي "اليونانيون المستقلون" برئاسة بانوس كامينوس إلى إعادة فتح هذا الملف. وتبدو تبعات هذه المسألة شديدة الرمزية، لأنها تعيد ألمانيا، التي تشذب صورتها كأنجح بلد أوروبي، إلى أحلك مرحلة في تاريخها.

وفور تعيينه رئيسًا للوزراء، توجه تسيبراس لوضع باقة من الورود الحمراء على نصب شهداء كيسارياني قرب أثينا الرئيس بالنسبة إلى اليسار اليوناني، حيث أعدمت القوات النازية مئتي شيوعي في 1944.

وفي زيارته الأولى إلى ألمانيا أقسم وزير المالية يانيس فاروفاكيس بأن ذلك لم يكن إشارة موجهة إلى ألمانيا، بل "ضد نازيي" حزب الفجر الذهبي القوة السياسية الثالثة في انتخابات 25 كانون الثاني/يناير. لكن تسيبراس أكد في حملته الانتخابية أنه سيعمل على استعادة "هذا الحق" الذي يتمثل في التعويضات من أجل "شعب نزف ودفع ثمنًا غاليًا أمام وحشية النازية".

نازية دموية
واعتبارًا من 1941 كان احتلال النازيين لليونان الأكثر دموية في أوروبا، إذ تصدت قوات هتلر بشراسة لمقاومة الشعب اليوناني، ولجأت إلى الإحراق والنهب والتصفيات الفورية. واستنزف النازيون اليونان حتى آخر نقطة. فقد أجبر الرايخ الثالث البنك المركزي اليوناني على منحه قرضًا بقيمة 476 مليون مارك ألماني، لم يتم تسديده أبدًا.

في تقرير صدر في 2012 قدر مجلس النواب الالماني قيمة هذا القرض بـ8.25 مليار دولار، فيما قدرته اليونان بـ11 مليار يورو، بحسب تقرير سري رفع الى وزارة المالية وكشفته صحيفة تو فيما في كانون الثاني/يناير.

وغداة استسلام المانيا، كانت اولوية الاميركيين صد تقدم الشيوعية. لذلك طلب من اليونانيين الغارقين في حرب اهلية، واستفادوا من خطة مارشال ان ينسوا مطالبهم حتى ابرام معاهدة سلام.

وجرت اعادة اعمار المانيا، التي لم تدفع اي مبلغ يذكر الى اعدائها السابقين. وقالت مذكرة تحليلية لرابوبنك ان "هذا الامر ساهم الى حد كبير بالتأكيد في المعجزة الاقتصادية الالمانية" بعد الحرب. واكد استاذ تاريخ الاقتصاد البريشت ريتشل في مقابلة مع المجلة الاسبوعية دير شبيغل في 2011 ان "المانيا كانت اسوأ بلد مسدد للديون في القرن العشرين".

سلام ناسف
في 1990 وقبيل اعادة التوحيد ابرمت الالمانيتان معاهدة 2+4 مع الحلفاء، التي لم تستخدم فيها في اي مكان عبارة "معاهدة سلام". واقرت اليونان هذه المعاهدة ما اعتبرته برلين انهاء فعليا لفصل التعويضات.

منذ عقود يسعى رمز مقاومة النازيين مانوليس غليزوس الى محاسبة برلين. وهو يؤكد ان مسالة التعويضات "ترتدي بعدًا سياسيًا ومعنويا" بحسب الرجل الثمانيني، الذي اقدم عندما كان في الثامنة عشرة على انتزاع العلم النازي، الذي رفع على تل اكروبوليس في العاصمة اليونانية.

وفي الربيع الفائت، استغل الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس، وهو كذلك مقاوم سابق، زيارة نظيره الالماني يواكيم غاوك لطلب فتح مفاوضات سريعا حول هذا الخلاف الشائك. ورد عليه غاوك بلباقة "تعلمون انه لا يسعني الا ان اجيبكم ان الطريق القانونية مغلقة" قبل طلب الصفح من اليونانيين باسم المانيا على الفظاعات التي ارتكبتها قوات هتلر. وهذه كانت سابقة بعد 70 عاما على انقضاء الحقبة النازية الوحشية.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف