أخبار

السيسي يسعى لتكوين تحالف دولي أممي ضد الإرهاب

خبراء: دعم وتسليح الجيش الليبي أفضل من التدخل البري

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في الوقت الذي أشاد فيه المصريون بالضربات الجوية التي وجهها الجيش إلى الميلشيات المسلحة في ليبيا، ثأرًا لذبح تنظيم داعش 21 مصريًا، حذر خبراء عسكريون من التمادي في ليبيا أو الخوض في "المستنقع" برياً.

القاهرة: بينما أشاد خبراء عسكريون بالضربات الجوية المصرية لمواقع التنظيمات الإرهابية في ليبيا، حذروا من الخوض برياً في "المستنقع الليبي"، ودعوا إلى ضرورة تسليح الجيش الليبي ليخوض المعركة، ويقضي على الإرهاب.

وقال اللواء محمود خليل، الخبير العسكري، لـ"إيلاف"، إن الضربات الجوية رفعت الروح المعنوية للشعب، فى ظل الظروف التي تمر بها مصر، فضلاً عن أنها زادت الثقة بين الشعب والقوات المسلحة.

وأضاف أن الضربات الجوية على بؤر" داعش" تعتبر "رسالة إلى الارهابيين وإلى الدول الراعية لهم مثل أميركا، مفادها أن الجيش المصري، ليس بعيدًا عن هذه الجماعات، التي وجه لها الجيش درسًا، فمصر دائما لا تترك ثأرها، ولا تضحي بأبنائها"، على حد قوله.

ولفت إلى أنه يتوقع تنفيذ الجيش المصري ضربات أخرى ضد الإرهابيين، خاصة فى حالتي الإجلاء الكامل للمصريين من ليبيا، واتخاذ قرار القضاء على الميليشيات المسلحة هناك.

وحذر من أية خطوات للتدخل البري في ليبيا، وقال إن الحرب على الإرهاب يمكن أن تنجح في القضاء على الجماعات المسلحة، من دون تدخل بري، وأوضح أن الجيش الليبي موجود في كافة المناطق الليبية، ولا يحتاج إلا لتعاون بسيط من قبل القوات المسلحة المصرية.

ودعا المجتمع الدولي، من خلال الأمم المتحدة، أن ينهي الحظر عن تسليح الجيش الليبي، خاصة أن مصر لا تستطيع أن تعطي قوات الجيش الليبي السلاح في العلن، ولفت إلى أن التسليح الجيد لهم كفيل بالقضاء على الارهاب، ولكن التدخل البري تحدده الظروف، وتحكمه حسابات مجلس الدفاع الوطني المصري.

وقلل خليل من قوة إخوان ليبيا، وقال إنهم هم أنفسهم مكون تنظيم "داعش" الليبي، مشيراً إلى أنهم غير قادرين على تنفيذ أية ضربات عسكرية ضد مصر، متوقعاً أن يكون رد التنظيم من خلال تنفيذ عمليات إختطاف، ودعا المصريين بالعودة إلى بلدهم لحمايتهم، وحتى تكون القوات المسلحة على كافة الاستعداد للمواجهة.

تدخل عسكري دولي

ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تدخل عسكري دولي في ليبيا بقرار من مجلس الأمن الدولي. وقال في مقابلة مع قناة "أوروبا 1" الفرنسية: "ليس هناك من خيار آخر، يجب أن نأخذ&في الاعتبار أهمية أن يكون الشعب الليبي موافقاً، وأن تدعونا الحكومة الليبية للعمل على إعادة الاستقرار والأمن إلى ليبيا بالتعاون مع الليبيين". وقال: "لقد تركنا الشعب الليبي أسيرًا لمليشيات متطرفة".

ووجه السيسي رسالة إلى الأوروبيين قال فيها: "أن ما يحدث في ليبيا سيجعلها بؤرة إرهاب لن تهدد مصر فحسب، بل أيضًا حوض المتوسط وأوروبا".

ووفقاً للواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، فإن الضربات الجوية ضد مواقع تنظيم داعش في ليبيا، حققت أهدافها، وقال لـ"إيلاف" إن هذه الضربات مهمة جداً للثأر من قتلة المصريين، مشيراً إلى أن الضربات الجوية أفضل تعامل عسكري مع الوضع في ليبيا في ظل الظروف الراهنة. وأضاف أن التدخل العسكري البري سيكون مكلفاً جداً، معتبراً أن ليبيا في الوقت الرهن بمثابة مستنقع.

ولفت إلى أن مصر لن تتدخل عسكرياً برياً هناك وحدها، منوهاً إلى ضرورة أن تتولى الأمم المتحدة تكوين تحالف دولي للعمل العسكري في ليبيا، وعندها سوف تشارك مصر فيه بقواتها المسلحة. وشدد على أن الحل الأفضل هو دعم وتسليح الجيش الليبي، ودعم إقامة مؤسسات الدولة.

وتقوم مصر بتحركات سياسية وتنسيقات عسكرية في هذا الشأن، لاسيما مع فرنسا التي أمدت مصر بطائرات رافال ومعدات عسكرية متطورة لدعم الجيش في الحرب على الإرهاب. وعقد الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري لقاء بالفريق أول بيير دي فيلي رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً.

وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، إن اللقاء تناول مناقشة عدد من المواضيع ذات الإهتمام المشترك في ضوء التقارب والعلاقات المتميزة التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين، وتبادل الرؤية تجاه ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات تلقي بظلالها على الأمن والإستقرار بالشرق الأوسط.

وأضاف أن الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إستقبل رئيس هيئة أركان الجيش الفرنسي، حيث أجريت له مراسم إستقبال رسمية بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، مشيرًا إلى أن حجازي ودي فيلي عقدا جلسة مباحثات ثنائية تناولت زيادة أوجه التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات والمعلومات بين القوات المسلحة لكلا البلدين في العديد من المجالات.

اجتماع أممي

إلى ذلك، يشارك وزير الخارجية سامح شكري، في الإجتماع الطارىء للأمم المتحدة بشأن الإرهاب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي، إن الوزير شكري أجرى مجموعة من اللقاءات مع الدبلوماسيين الدوليين، مشيراً إلى أنه بدأ مقابلاته بلقاء مع مندوب الصين الدائم في مجلس الأمن والرئيس الحالي لمجلس الأمن، ثم مع مندوب فرنسا الدائم ومندوب ماليزيا في مجلس الأمن.

وأضاف عبد العاطي في تصريح له، إن شكري أطلعهم على تطورات الموقف في ليبيا، وأكد على الخطورة البالغة لاستشراء الإرهاب في العالم، خاصة في ليبيا، وضرورة تحمل المجتمع الدولي، ولاسيما مجلس الأمن مسؤولياته تجاه الوضع المتردي في ليبيا باعتباره يمثل تهديداً واضحاً للأمن والسلم الدوليين، مما يتطلب اتخاذ التدابير اللازمة، وفقاً لنصوص ميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح عبد العاطي أن وزير الخارجية المصري شدد على ضرورة التعامل الحازم والفعال ضد جميع التنظيمات الإرهابية التي تشترك في ما بينها في تبني ذات الإيديولوجية المتطرفة وتحقيق نفس الأهداف الخبيثة.

وأضاف المتحدث أن رئيس مجلس الأمن أكد خلال اللقاء دعم جهود وتحركات مصر في هذه الظروف في ضوء العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين الصين ومصر، كما أكد المندوب الفرنسي دعم بلاده الكامل للتحرك المصري في مجلس الأمن، كما أعرب المندوب الماليزي عن تعاطف بلاده مع مصر في هذا الظرف الدقيق.

مغامرة محفوفة بالمخاطر

وقال السفير مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف"، إن مصر لن تتحرك وحدها في ليبيا، الأمر يعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر. وأضاف أن مصر تعرف جيدًا أن هناك مخططات لنصب فخ لها في ليبيا، جرها إلى حرب لا نهاية لها مع الميلشيات المسلحة من أجل إنهاك جيشها وإسقاط الدولة.

ولفت إلى أن القيادة المصرية وقيادة الجيش تعلم ذلك جيداً، ولن تتورط في المستنقع الليبي، من دون أن يشارك المجتمع الدولي كله في الحرب من أجل القضاء على الإرهاب.

ولفت إلى أن رؤية الرئيس السيسي في هذا الشأن واضحة، منوهاً بأن السيسي دعا أوروبا وأميركا والأمم المتحدة إلى تطهير ليبيا من الميلشيات المسلحة، لاسيما أن تدخل الناتو ضد القذافي ساهم في خروج هذه الميلشيات.

ونبه إلى أن مصر تقود تحركات دبلوماسية مكثفة في هذا الشأن، من أجل تكوين التحالف الدولي الجديد، بدعم ومباركة من الأمم المتحدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف