تشكل نقطة خلاف بين الغرب وموسكو
القرم متمسكة بهويتها الروسية بعد عام على ضمها
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سيمفيروبول: قالت غالينا تولماتشيفا وهي تعمل ممرضة "انا سعيدة جدًا لانضمامنا الى روسيا. كان هذا حلمنا منذ زمن طويل". واضافت: "هناك اشخاص غير مسرورين"، بسبب التضخم "لكن الاهم هو عدم وقوع حرب".&وكانت قوات موالية لروسيا استولت في 27 شباط/فبراير 2014 على برلمان القرم، ودعت النواب الى التصويت لصالح حكومة مؤيدة لموسكو وتنظيم استفتاء حول انضمام شبه الجزيرة الى روسيا. وادى التصويت في اذار/مارس 2014 الى توتر شديد مع كييف وايضًا مع الدول الغربية التي فرضت عقوبات لا سابق لها على روسيا.&واسفرت العقوبات التي تشمل القرم ايضًا بما انها تابعة لموسكو، عن عزلة اقتصادية لشبه الجزيرة، كما ادت الى رحيل غالبية الشركات الغربية التي كانت تتخذها مقرًا لها.&وللتعويض عن ذلك، تعهدت موسكو باستثمار مليارات الروبلات في المنطقة وبناء جسر يربطها بوطنها الام الجديد في محاولة لاخراجها من عزلتها.&الا ان السكان الذين يقول الكرملين انهم شاركوا بكثافة في الاستفتاء من اجل الانضمام الى موسكو لا يزالون معزولين بعد مرور عام: الحدود تفصلهم عن اوكرانيا ولا يمكنهم التوجه الى روسيا سوى من خلال العبارات اذا كانت الاحوال الجوية مؤاتية.&ويعاني السكان ايضا من انقطاع الكهرباء والماء، وهي خدمات كانوا يحصلون عليها في السابق من كييف.&وفي مقابلة مع التلفزيون الروسي، اقر حاكم شبه الجزيرة سيرغي اكسيونوف انه ومع النقص في المواد الاساسية والادوية مثل الانسولين دون نسيان التضخم الذي ادى الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية بمقدار الضعف تقريباً، فإن الحياة في القرم "مختلفة عن الحياة العادية للاشخاص الطبيعيين".&كارثة تامة&ونادرًا ما يتجاوز راتب احد سكان القرم الـ10 الاف روبل (اي 142 يورو)، كما هو الحال بالنسبة الى اعضاء فرقة اوركسترا القرم بحسب قائدها السابق ايغور كازدان.&وتابع كازدان "مع اسعار اليوم والتضخم لست ادري كيف يمكننا الصمود بهذا القدر المحدود". واضاف "لقد تم تخصيص مبالغ طائلة للقرم لكنّ المسؤولين لهم افكارهم الخاصة حول كيفية انفاقها".&ومضى كازدان يقول "انها كارثة تامة. كأن روسيا لم تتولَ بعد السيطرة على القرم"، داعيًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى وضع حد لحكم النخبة الفاسدة.&وترى السلطات المحلية أن الصعوبات الاقتصادية في شبه الجزيرة موقتة. وتؤكد اللافتات الكبيرة على جوانب الطرقات أن القرم يمكنها الصمود "امام الحجارة المتساقطة عليها" طالما انها "مع الوطن الام" روسيا.&ويبدو أن السكان يشعرون بالتفاؤل نفسه اذ لا يزال 82% منهم يدعمون ضم القرم الى موسكو بحسب استطلاع نشره معهد جي اف كيه اوكرانيا في شباط/فبراير الماضي.&لكنّ اخرين فضلوا الرحيل مثل الكسندر تيتوف (22 عامًا) المقيم في الدنمارك منذ تشرين الاول/اكتوبر، حيث يعمل مبرمجاً معلوماتيًا.&وقال تيتوف: "لم ارغب في البقاء في القرم بعد أن اصبحت روسية"، وكان صوت ضد ضمها الى روسيا "الدولة البوليسية".&وتابع: "السكان باتوا عدائيين جدًا، وأي شخص ينتقد روسيا يتعرض لهجوم"، مضيفاً انه يعتبر نفسه اوكرانيًا مع أن والديه روسيان.&وتيتوف من السكان القلائل الذين صوتوا ضد انضمام القرم الى روسيا، بينما صوت 97% من السكان بنعم بحسب الكرملين. واعتبرت كييف والغربيون أن الاستفتاء باطل.&وفي 18 اذار/مارس 2014 وقع بوتين معاهدة ضم القرم، وهو ما نددت به كييف واعلنت انها لن تعترف به ابداً.&وقال اندري كريسكو الناشط للدفاع عن حقوق الانسان إن "اجواء من الخوف تسود في القرم" منذ ذلك التاريخ.&واضاف انه يتلقى "كل يوم تقريبًا" اتصالات حول عمليات توقيف أو مداهمات للشرطة او طرد من شبه الجزيرة. واضاف ان بعض السكان يتم توقيفهم بتهمة "التطرف" لمجرد تعبيرهم عن التأييد لاوكرانيا.&نقطة خلاف بين الغرب وموسكو&وتشكل القرم شبه الجزيرة الاوكرانية التي باتت روسية في اذار/مارس 2014 بعد ضمها وسط تنديد الغرب، سبيلاً لوصول اسطول موسكو المتمركز هناك منذ القرن الثامن عشر الى المياه الدافئة.&وهذه المنطقة المعروفة بشواطئها وتاريخها الحافل بالاغريق والرومان والبيزنطيين والتتار والاتراك، وبمنتجع يالطا حيث تقرر مصير اوروبا في 1945، كان الزعيم السوفياتي نيكيتا كروتشيف وهو اوكراني الاصل "منحها" في 1945 الى اوكرانيا.&وادى ذلك الى تدهور العلاقات بين كييف وموسكو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991 قبل أن يؤثر سلبًا على العلاقات بين موسكو والغرب عندما سيطرت قوات موالية لروسيا في 27 شباط/فبراير 2014 على البرلمان المحلي، حيث دعي النواب على عجل الى انتخاب حكومة مؤيدة لموسكو.&وفي 18 اذار/مارس، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة تاريخية حول ضم القرم الى روسيا.&وادى هذا الزلزال الجيوسياسي، الذي اعتبره الغربيون "الحاقا" الى أسوا توتر بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة كما انه دمر وحدة اراضي اوكرانيا التي سرعان ما واجهت بعد ذلك حركات انفصالية في الشرق.&وبررت موسكو ضم القرم باسباب تاريخية وايضًا برغبة السكان الذين صوتوا "بالايجاب" بنسبة 97% في 16 اذار/مارس 2014 في استفتاء اعتبره الغرب وكييف غير شرعي ولا قيمة له.&عندما كانت القرم لا تزال تابعة لاوكرانيا كان لها دستورها الخاص وحكومة وبرلمان بفضل وضعها كجمهورية تتمتع بحكم ذاتي منحتها اياه كييف في 1992 للالتفاف حول الميول الانفصالية لهذه المنطقة ذات الغالبية من الناطقين بالروسية.&وباستعادتها للقرم، تكون روسيا استعادت ايضًا مرفأ سيباستوبول الكبير حيث يتمركز اسطولها العسكري منذ القرن الثامن عشر مما يؤمن لها منفذًا على البحر الاسود ومنه الى المتوسط والشرق الاوسط.&وشكل وجود الاسطول الروسي في سيباستوبول مشكلة طيلة سنوات بين كييف وموسكو. وفي 2010 وقع البرلمان الروسي ونظيره الاوكراني في ظل رئاسة فيكتور يانوكوفيتش اتفاقًا يمدد حتى 2042 هذا الانتشار لقاء خفض ب30% على سعر النفط الروسي.&ويبلغ عدد سكان القرم مليوني نسمة بينهم 59% روس و24% اوكرانيون و12% من التتار المسلمين المقيمين في شبه الجزيرة منذ القرن الثالث عشر.&ولا تتجاوز مساحة القرم 27 الف كم مربع.&وقاطعت غالبية التتار الاستفتاء حول ضم شبه الجزيرة الى روسيا ويقولون اليوم انهم يتعرضون للاضطهاد من قبل السلطات الجديدة. وقد تم ترحيل التتار الى سيبيريا والى اسيا الوسطى خلال حكم ستالين لكنهم عادوا الى القرم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.&ومنذ اذار/مارس تعاني شبه الجزيرة من العقوبات نفسها المفروضة على روسيا كما ان غالبية الشركات الغربية رحلت عنها.
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف