"عاصفة الحزم" في صور

&

آخر الدواء... الكيّ. فالسعوديون، ومن ورائهم الخليج ومصر، نادوا الحوثيين مرارًا، أن "تعالوا واجلسوا إلى طاولة المفاوضات مع إخوانكم اليمنيين، تفاوضوا في ما بينكم في الرياض، أو في الدوحة إن أردتم، وتراجعوا عن غيكم، وعن إنقلابكم، وعن إعلانكم الدستوري، وليكن سلام تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، ولتكن مخرجاته معيارًا لمشاركة عادلة تبني الدولة اليمنية، من دون إقصاء، ومن دون تدخلات".

إلا أنهم أبوا، بل فضّلوا ابتدال الخليج كله ببعض الاتفاقيات المشبوهة مع إيران، وآثروا المكابرة، ورفض الرئيس اليمني الشرعي، والاستمرار في غيّهم بإعلان الهجوم على عدن، والتقدم نحو مضيق باب المندب، مهدّدين الملاحة التجارية والنفطية في البحر الأحمر. فكان آخر الدواءالكي، وكانت "عاصفة الحزم" التي انصبت لهبًا على مواقع الحوثيين وأنصارهم من وحدات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أعلنت ولاءها للحوثيين.

السعودية العمود الفقري للعملية، التي لن تتوقف حتى تحقق أهدافها، والتي أحيت الأمل بتعاون عربي عسكري يقف حازمًا أمام الأطماع العجمية في بلاد العرب، "فهذا هو الحزم الذي ينقذ المنطقة، اليوم اليمن وغدًا سوريا، ومن بعدها سلم ورخاء في مشرق عربي جديد"، كما غرّد الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

يقف الخليج والعرب والعالم وراء السعودية في حربها هذه، التي وضعت نصب عينيها إستعادة الشرعية اليمنية سيطرتها على البلاد، بعد "نزهة" حوثية قد انتهت، كما قال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة. فاليمنيون يريدون الخلاص، والطائرات انطلقت من قواعدها تدكّ الانقلاب، والسلاح الشرعي العربي صاحٍ... صاحٍ.