البوسنة التي كانت تجتذب المتطرفين اصبحت "تصدرهم"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ساراييفو: اصبحت البوسنة التي كانت قبلة مقاتلين اسلاميي متطرفين خلال حرب التسعينات، اليوم منطلقا لمقاتلين ينضمون لمجموعات اسلامية في سوريا او العراق، ما يشكل تحديا امنيا لدول البلقان.
ومعظم هؤلاء المقاتلين الاجانب الذين يساندون قوات مسلمي البوسنة، غادروا البوسنة بعد الحرب. لكن بذور التطرف قد زرعت. وبعد عشرين سنة، لم يعد دعاة السلفية في البوسنة اجانب، بل باتوا مواطنين بوسنيين.
ويعمدون الى تجنيد اتباعهم ومن بينهم يختارون& في اماكن الصلاة التي لا تخضع لاشراف سلطات الطائفة المسلمة الرسمية، المرشحين للجهاد.& واكد اسد هاشموفيتش الصحافي البوسني المتخصص في هذا المجال "لا شك في ان عملية التجنيد ممكنة بفضل وجود شبكة في اماكن الصلاة" السلفية.
وهو يعتقد ان اقامة "خلافة" وبالتالي "وطن اسلامي" هي الحافز الابرز لهؤلاء الشبان الجهاديين. واضاف ان "الخطر تحول بمرور السنوات. وشارك في النزاعات بدول البلقان مقاتلون اجانب، والان لدينا مقاتلون من البوسنة ودول البلقان يشاركون في النزاعات في اماكن اخرى" من العالم.
والطائفة الوهابية في البوسنة ما زالت صغيرة جدا، وتقدر السلطات عدد افرادها بثلاثة الاف، لكنها تستخدم قاعدة لتجنيد الجهاديين. وتفيد تقديرات اجهزة الاستخبارات ان حوالى 200 من الرعايا البوسنيين انضموا الى تنظيم الدولة الاسلامية. وقتل حوالى ثلاثين منهم وعاد حوالى اربعين الى البوسنة.
وحذر ياسمين اهيتش الاستاذ في كلية علم الجريمة في ساراييفو من ان "الذين يعودون الى البلاد يشكلون خطرا كبيرا. ليس فقط لانهم قاتلوا هناك بل ايضا لانهم لم يعودوا بعد تلك التجربة كما كانوا".
واضاف هذا الاختصاصي في شؤون الارهاب ان "الاجهزة الامنية تراقبهم بالتأكيد، لكن الخطر يكمن في انصرافهم الى تجنيد مرشحين آخرين" للجهاد. وقد عمدت السلطات الى تعديل القانون لمنع سفرهم. وبات الجهاديون ومجندوهم معرضين لعقوبة بالسجن يمكن ان تصل الى عشرين عاما.
ومنذ ايلول/سبتمبر، اعتقلت الشرطة حوالى ثلاثين مشبوها، لكنها افرجت عن القسم الاكبر منهم، لانه من الصعوبة بمكان اثبات ما ينسب اليهم، كما يقول خبراء. وقد بدأت في كانون الثاني/يناير محاكمة احد الدعاة السلفيين حسين بوسنيتش الملقب بلال (42 عاما) امام محكمة في ساراييفو.
وقد فرض حسين بوسنيتش العضو السابق في وحدة للمجاهدين خلال حرب البوسنة كانت تضم ايضا اجانب، نفسه زعيما للتيار الوهابي المحلي بعدما توجه الى سوريا اواخر 2013 "خلفه" نصرة إماموفيتش.
ويسود الاعتقاد ان إماموفيتش المدرج اسمه في لائحة "للارهابيين الاجانب" على الصعيد العالمي اصدرتها في ايلول/سبتمبر 2014 وزارة الخارجية الاميركية، هو اليوم كما تقول اجهزة الاستخبارات البوسنية، المسؤول الثالث في جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
ووجهت الى إمام بوزيم (شمال غرب) حسين بوسنيتش، الاب ل 17 طفلا والمتزوج من اربع نساء، على رغم ان تعدد الزوجات محظور في البوسنة، تهمة "التحريض العلني على انشطة ارهابية" و"تجنيد" جهاديين.
واكد المدعي دوبرافكو كمبارا خلال المحاكمة "كان يتلقى اموالا من بعض الاشخاص في بلدان عربية. انها مبالغ كبيرة". ووجهت التهم ايضا الى اربعة اشخاص آخرين، هم جهاديان ومجندان، في بداية نيسان/ابريل في ساراييفو.
وتشمل هذه الظاهرة معظم بلدان البلقان وخصوصا صربيا وكوسوفو والبانيا حيث بدأت محاكمات مماثلة في الاسابيع الاخيرة والتي شددت فيها السلطات القوانين ايضا. ويقدر بحوالى 600 العدد الاجمالي للجهاديين الذين جندتهم في هذه البلدان مجموعات في سوريا والعراق.