اليونان تبدأ محاكمة حزب النازية الجديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
آثينا: تبدأ اليونان غدا الاثنين محاكمات حزب النازية الجديدة "الفجر الذهبي" التي تعد من القضايا التي تثير اكبر اهتمام منذ عقود في البلاد حيث يواجه الحزب تهما من بينها القتل والمشاركة في تنظيم اجرامي. ويتوقع ان تستمر المحاكمة اربعة اشهر ويرجح ان تقرر مصير حزب الفجر الذهبي ثالث اكبر حزب في البرلمان والذي يعترف صراحة بعدائه للاجانب والسامية.
وكان الحزب يعمل على هامش السياسة القومية الا ان شعبيته ازدادت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية مع دخول البلاد في ازمة اقتصادية طاحنة. وستجري المحاكمة في سجن مشدد الحراسة في اثينا. وسيمثل زعيم الحزب نيكوس ميخالولياكوس و68& شخصا اخرين من بينهم نواب وضباط شرطة سابقين، امام هيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة.
ويواجه معظمهم تهمة الانتماء الى تنظيم اجرامي وهي تهمة خطيرة في اليونان، فيما يواجه اخرون تهم القتل والتخطيط للقتل، وحيازة الاسلحة، والعنف العنصري، ويمكن ان يحكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح الى 20 عاما في حال ادانتهم.
&وبعد 15 شهرا من التحقيقات، سيسعى الادعاء الحكومي الى اثبات ان الحزب المعادي بشدة للهجرة عمل كتنظيم اجرامي تحت قيادة شبه عسكرية شجعت على ما يبدو على ضرب وربما قتل المهاجرين والمعارضين السياسيين.
وتحت قيادة مؤسس الحزب ميخالولياكوس (57 عاما)، الضابط السابق، قال المحققون ان حزب الفجر الذهبي على علاقة على الاقل بجريمتين. وينفي الحزب تلك الاتهامات ويقول ان دوافعها سياسية.
ومن المقرر ان تبدأ المحاكمة في جناح النساء من سجن كوريدالوس المشدد الحراسة وسط استعدادات لاحتمال وقوع اضطرابات داخل وخارج السجن. فداخل السجن تعتزم الجماعات المعادية للفاشية والعنصرية والتي توعدت بمراقبة المحاكمة عن كثب، بتقديم عدد كاف من الانصار لمواجهة اعضاء حزب الفجر الذهبي.
وصرح تاكيس غيانوبولوس الناشط المعادي للفاشية لوكالة فرانس برس قبل المحاكمة "عادة يتجمع اعضاء حزب الفجر الذهبي داخل قاعة المحكمة من الصباح الباكر. ولا نريد ان يحدث ذلك وسنتخذ جميع الاجراءات اللازمة لمنعه".
اما خارج السجن فان السلطات المحلية تستعد كذلك لحدوث اضطرابات وستقوم الشرطة على الارجح بنصب الحواجز لفصل الجانبين. وقال ستافروس كاسيماتيس رئيس بلدية كوريدالوس "هذه اكبر محاكمة في اليونان منذ 40 عاما وستستمر 18 شهرا على الاقل. ستتجمع جماعات مناهضة للفاشية كما سيتجمع انصار الفجر الذهبي".
واسس ميخالولياكوس حزب الفجر الذهبي في منتصف الثمانينات. واختاره الرئيس العسكري السابق جورج بابادوبولوس لقيادة جماعة شبابية يمينية متطرفة بعد سقوط الحكم العسكري.
وعلى مدى سنوات عمل الحزب كجماعة شبه سرية، ولكنه استغل في 2012 الغضب في البلاد بسبب الهجرة واجراءات التقشف الناجمة عن الازمة المالية في اليونان وتمكن من الفوز ب18 مقعدا في برلمان البلاد المؤلف من 300 مقعد.
ورغم ان اعضاء الحزب يقومون بدوريات في الشوارع ويشنون هجمات على الاجانب الا ان الحزب لم يواجه اي عقوبات الا بعد مقتل المغني بافلوس فيساس المناهض للفاشية في ايلول/سبتمبر 2013. كما ارتبط الحزب كذلك بقتل مهاجر باكستاني وضرب خصوم سياسيين.
واعتقل ميخالولياكوس وعدد من اعضاء الحزب وعثر اثناء تفتيش منازلهم على اسلحة وبنادق وشعارات للنازية والفاشية. ورغم ذلك احتفظ الحزب بالدعم الشعبي له حيث حل في المرتبة الثالثة في انتخابات كانون الثاني/يناير وفاز ب17 مقعدا في البرلمان.
كما حصل الحزب على المرتبة الثالثة في انتخابات البرلمان الاوروبي التي جرت في ايار/مايو 2014 وحظي ثلاثة من اعضائه بمقاعد في البرلمان الاوروبي لاول مرة في تاريخه. ويتبع الحزب نظاما صارما شبه عسكري. ويقول المحققون ان تركيبته تشبه تركيبة الحزب النازي وهذا ما ينفيه "الفجر الجديد".
وعلى مدى سنوات مجد الحزب في مطبوعاته الزعيم النازي ادولف هتلر، الا انه خفف من لهجته لاحقا. ورغم ذلك فقد نفى ميخالولياكوس في مقابلة في ايار/مايو 2012 حدوث المحرقة اليهودية، وقال لتلفزيون ميغا اليوناني "لا توجد افران حرق، او غرف غاز، هذه كذبة".