أخبار

أمهات يخفين أبناءهنّ حتى لا يجندّهم النظام

العلويون في سوريا يدفعون ثمنا باهظا نظير الولاء للأسد

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يقول تقرير صحافي بريطاني إنّ ثلث الشباب العلويين في سوريا، وهي الطائفة التي تنحدر منها عائلة الأسد، قتلوا في النزاع. وباتت الأمهات يرفضن ذهاب أبنائهن إلى الحرب مرة أخرى، وأصبح النظام يجد صعوبة في تعويض مقاتليه من هذه الطائفة فيلجأ إلى الترهيب والاكراه.

بيروت: تقول روث شيرلوك، مراسلة صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، إن الطائفة العلوية في سوريا تدفع ثمن دعمها لنظام بشار الأسد، وتخاف من انتقام جماعات المعارضة المتشددة منها، التي تريد تطهير سوريا من "الوسخ الخطير"، على حدّ تعبيرها.

يتضمن التقرير الذي حمل عنوان: ""العلويون يدفعون ثمناً باهظاً بولائهم للأسد"، عدة لقاءات أجرتها المراسلة مع عدد من العلويين في مدينة اللاذقية، وكشفت اللقاءات عن مجتمع محاصر بين جماعات "جهادية" تنظر إليه على أنه مجتمع "كفار"، ونظام فاسد طمأنهم بأن الحرب ستكون قصيرة، ومن السهل الانتصار بها.

وينقل التقرير، عن رجل أعمال في المنطقة اسمه عمار، قوله إن "الكثيرين لا يحصلون على رواتبهم، وهناك من لا يجدون الطعام لتناوله".

يضيف: "يسألني أصدقائي: عمار ماذا نفعل؟ يريد منا النظام القتال، وسنموت لكن ليس لدينا المال الكافي للسفر إلى ساحة المعركة".

يقول التقرير إنّ مستوى خسائر الطائفة العلوية كبير جدًا، فقد قتل الثلث من بين 250 ألف شخص في سن القتال، بحسب شهادات سكان محليين ودبلوماسيين غربيين. ويوضح أن معظم القرى العلوية التي تقع في قلب محافظة اللاذقية تظهر عليها آثار الحداد، فبحسب عمار فإنه "تصل في اليوم الواحد، ثلاثون جثة من خطوط القتال في الأكفان".

ويضيف عمار أنه "كان الناس في البداية يحتفلون بمقتلهم، وينظمون لهم جنازات كبيرة، أما اليوم فتصل الجثث بهدوء على ظهر سيارات بيكب".

الحكومة السورية لم تنشر أرقامًا حول قتلى الحرب، إلا أن تقريراً نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا العام الماضي، وجد أن الجماعات المؤيدة للنظام تكبدت خسائر كبيرة، حيث قتل حوالي 22 ألف جندي وعنصر من عناصر المليشيات المؤيدة للنظام. ومن بين هؤلاء عدد كبير من أبناء الطائفة العلوية.

وتنقل الصحيفة عن مواطن علوي قوله: "في المعارك مع الجماعات السنية المسلحة لا تثق الحكومة بالجنود السنة، وتخشى من انشقاقهم، ولهذا يتم إرسال العلويين ووضعهم في المقدمة".

الخسائر أثرت على الطائفة العلوية، وأثارت حالة من الحنق في صفوفها، لكنها تشعر في الوقت ذاته بأنه لا خيار أمامها إلا البقاء مع النظام. وتقول فتاة من اللاذقية: "ما يهم الأمهات هو حماية أبنائهن لا بشار، ولهذا بدأن يخفين أولادهن حتى لا يتم تجنيدهم في الجيش".

السكان يتحدثون عن حالات قامت بها النسوة بوضع حواجز على مداخل بعض القرى الجبلية لمنع الجيش من التقدم نحوها، وأخذ أبنائهن بالقوة. ويقول عمار: "قلن لقادة الجيش: اذهبوا وجندوا أبناءكم للمعارك وبعدها سنعطيكم أبناءنا".

وبالرغم من ارتباط العلويين بالنظام، إلا أن فئة قليلة منهم استفادت منه. ويقول علوي: "لم يرفع الأسد رواتبنا خلال حكمه، وفي قريتي هناك بعض الفلل أقيمت وسط مئات من البيوت البسيطة".

النظام رفع الدعم عن المواد الأساسية بسبب الحرب، وهو ما انعكس على حياة الفقراء الذين ازدادوا بؤسًا. فالكهرباء تصل بشكل متقطع إلى اللاذقية، وهي مقطوعة عن القرى الجبلية، أما مواد التدفئة والوقود فثمنها مكلف، ومن الصعب الحصول عليها.

ويوضح التقرير أن الوضع زاد من تقوية طبقة أمراء الحرب، الذين يديرون مناطقهم باستقلال عن الحكومة المركزية.

وتنقل "التلغراف" عن المحاضر في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديز، قوله إن قادة المليشيات المحلية يرفضون تنفيذ أوامر القادة العسكريين في دمشق. وقد ربطت بين قوة أمراء الحرب الجدد ووفاة عدد من أفراد عائلة الأسد في ظروف غامضة.

ويرى البعض أن وفاتهم الغامضة جاءت بسبب منافسة آخرين لهم على السلطة المحلية والمال. فلا يزال الغموض يحيط بوفاة محمد الأسد، وهو ثاني أبناء عمومة الرئيس بشار الذي يموت في ظروف غامضة. وكان محمد الأسد شخصية مرهوبة الجانب بين الشبيحة، وقد ظهر في مناطق اللاذقية في الثمانينيات من القرن الماضي.

ورغم حنق العلويين على النظام، إلا أنهم يعرفون أن ثمن انهياره هو سيطرة جماعات المعارضة المتشددة التي ترغب بالانتقام منهم. والحل بالنسبة لهم هو مواصلة المعاناة بصمت وانتظار قدوم جثث أبنائهم!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ومع هذا النظام صامد
خالد -

ومع هذا النظام صامد وعلى صواب وسينتصر

الخاسرون
برجس شويش -

كل من يقف مع بشار ويعول عليه في حاضره فهو خاسر ولا مستقبل له, بشار انتهى منذ اليوم الاول من ثورة الشعب السوري, على العلوين القيام بانقلاب داخلي ضد بشار بطل الاجرام والدمار والخراب وعائلته ليكون للعلوين دور في سوريا الجديدة الى جانب المكونات االاخرى, والا سيحصل لهم ما حصل للعرب السنة في العراق الذين تمسكوا بصدام حسين الذي انتهى وهم خسروا الكثير من العملية السياسية التي كان يقودها القوى الكوردستانية والقوى الشيعية. فعليهم نبذ بشار وعائلته (بشار وزوجته يبحثون عن افضل المدارس في سويسرا لاطفالهما في الوقت الذي يرسلون الشباب العلوين الى محرقة الحرب ضد ابناء وطنهم بحجة محاربة الارهابين والتكفيرين الذين هم نتاج سياسات بشار ومعظمهم تخرجوا على يد اجهزته الامنية )

فدا السيد الرئيس
معلق محايد -

معلش حتى لو مات أبناء الطائفة العلوية كلها، ليست مشكلة، كل ذلك فدا صباط السيد الرئيس، هو في القصر ونحن في القبر، فدا جزمة السيدة أسماء، دعهم يتمتعوا في العيش الرغيد ونموت نحن.... هكذ سوريا الانتعيش سوريا حرة

بسبب السنه
تيماء -

هذه الطائفة المجرمة ترتكب اعمال ابادة بحق الاقليات قاتلهم اللله يالهم من ارهابيين

توضيح صغير
علوي و شايف حالي -

نحنا العلويين اتطلعنا لقدام شوي فشفنا أننا ميتين على الحالتين... يعني مثلاً النظام (العلماني) اللي رح يجي بعد الأسد رح يكون أفضل من نظام الأسد في ضمان الحياة الكريمة للأقليات؟؟ أكيد لاء وبالتالي كان عنا خيارين : يا أما نموت مقطوعي الرأس بعد مشاهدة المسلمين يتفننون في اغتصاب نسائنا كما تأمرهم ديانتهم السمحة أو أنو نموت بسرعة بعد نطعم المسلمين مر الموت قدر المستطاع حتى لا يتجبروا في المستقبل ... وبناء على ذلك وبما أننا نحب الأكشن (باعتبارنا ناس همج كما يدعي السنة) اخترنا الخيار الثاني ... لذلك وجب التوضيح .. الأمر لا علاقة له بكرسي الأسد أو تنورة أسماء

كلها اجندات
خليجي-لا ينافق -

السبب الاول لما يحصل---وللجميع كلهم وقعوا بالمصيدة--المعارضة والحكم-والذي كان عامل هام لهذا هو الاعلام والتأجيج---جعل السوريين في حالة ارباك وهذا.نتيجتها 200 الف قتيل-خسائر 200بليون دولار-لو رجعنا لشهر فبراير2011م-لو عملنا استفتاء اليوم--السؤال هل توافق على مايحصل الان وتتمنى ما قبل ذاك التاريخ--اتوقع الغالبية نعم

تصحيح رقم.
رقم 6 -

الجواب هو لا للذي حصل بعد فبراير

ومع هذا
بالأسد -

مخالف لشروط النشر