أخبار

بعد 40 عامًا على اندلاعها

لبنانيون بعمر الحرب الأهليّة يتذكرون ويلاتها

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا زال اللبنانيون يتذكرون الحرب الأهلية وبوسطة عين الرمانة التي كانت الشرارة في اندلاع حرب ضروس، اليوم وبعد أربعين عامًا كيف يتذكر بعض المواطنين، الذين ولدوا مع تلك الحرب، ويلاتها.

بيروت: عندما يتذكر فريد خباز ( 40 عامًا) الحرب الأهلية في لبنان، يعود إلى جذور طفولته حيث عاشها بالكثير من القلق على المصير مع عائلته، ويتمنى لو لم تكن تلك الحرب في سجل ذاكرة اللبنانيين، كما يأمل أن يكون كل المواطنين بمختلف انتماءاتهم الطائفية قد تعلموا درسًا في عدم تكرار مثل هكذا حروب، لأنها حتى لو انتهت تبقى آثارها عالقة في وجدان الجميع.&ليلى سكريّة (40 عامًا) تشير إلى أنها ولدت بعد يومين من اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، في 15 نيسان /إبريل 1975، وهي ذكرى أليمة بالنسبة لمعظم اللبنانييّن، وتتمنى مع بلوغ الحرب الأهليّة عامها الأربعين أن تكون نضجت الأفكار التوحيدية لدى معظم الطوائف والمذاهب، من خلال عدم الانجرار في أتون الفتنة مرة أخرى، إذ "كفى لبنان، وكفانا ما عشناه في طفولتنا من خوف على المصير والوجود واقتتال بين الطوائف".&تبلغ الحرب اللبنانية 40 عامًا اليوم، وهذه كانت عينة من مواطنين لبنانيين عاشوا ويلات تلك الحرب ولا يزالون يعانون من خوف عودتها حتى ولو تحت شكل آخر.الحرب في لبنان&فلبنان استدرج بتاريخ الأحد 13 نيسان /ابريل 1975 إلى خوض حرب داخليّة ضروس أسفرت عن 200 الف قتيل وآلاف الجرحى والمعاقين والى خسائر ماديّة فادحة إلى جانب هجرة داخليّة وخارجيّة لمئات الآلاف من المواطنين وأخيرًا إلى زعزعة المؤسسات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.&ولم تخل أي منطقة لبنانيّة من لهيب الحرب الداخليّة كما لم ينج أي مواطن لبناني من بين الثلاثة ملايين من تأثيرها المباشر وارتبطت هذه الحرب بالصراع العربي الاسرائيلي واتفاق الصلح بين مصر وإسرائيل عام 1979 والوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان.لبنان الذي كان أرضًا للحريّة والديموقراطيّة وملتقى الأديان والطوائف المختلفة لما يحمله من غنى وقيم كان أيضًا منطقة خصبة لنشوء الصراعات والتي أضحى وقودًا لها.&حادثة عين الرمانة&كان بإمكان حادثة عين الرمانة الداميّة التي جرت بتاريخ 13 نيسان /إبريل 1975 أن تجد لها حلاً في خلال 24 ساعة بدل أن تغرق البلد في صراع عنيف ولعل قوى الشر أرادت أن تزيل هذه الأرض الطيبة من خارطة الوجود.&وأدعى بعضهم بان هذه الصراعات ليست سوى جولات موقتة سريعًا ما تنقضي ليعود لبنان إلى سابق عهده من الرخاء والازدهار ولكن الواقع الأليم كان بخلاف ذلك الامل.&أيقن اللبنانيون أنهم سيدفعون ثمن هذه الحروب التي تتابعت بدءًا بحرب السنتين 1975- 1976 التي اتخذت شكل حرب لبنانيّة &- فلسطينيّة .&وانتهت الجولة الاولى بانتشار قوات الردع العربيّة وغالبيتها من القوات السوريّة والتي استقبلت بالترحيب وهذا ما شجّع الجيش السوري ومخابراته على البقاء 30 عامًا في لبنان.&حرب المئة يوم&وعرفت الجولة الثانية بحرب "المئة يوم" تصارعت فيها القوات اللبنانيّة مع الجيش السوري الذي سرعان ما انحاز الى الفريق المناوىء المتمثل بتجمعات الأحزاب المتحالفة مع الفلسطينيين.&ثم جرى الاجتياحان الإسرائيليان للبنان في 14/3/1978 و6/6/1982 وهدفهما سحق القوات المسلحة الفلسطينية المتمركزة على الحدود اللبنانيّة الإسرائيلية ودفع لبنان ثمن هذين الاجتياحين احتلالاً اسرائيليًا لقسم كبير من أراضيه حتى شهر آيار/مايو 2000.&اما حرب الجبل عام 1983 فاجبرت المسيحيين في منطقتي الشوف وعاليه إلى الهجرة، والحرب السورية- الفلسطينية في طرابلس اتمت عمل الاسرائيليين وحملت ياسر عرفات على مغادرة لبنان.&ودامت كل هذه المعارك المتعددة 15 عامًا تحمّل فيها اللبنانيون المتفجرات القاتلة والمدمّرة والاغتيالات وخطف المواطنين والأجانب وتصفيتهم كما عرفوا القناصين وخطوط التماس والهجرة واغتيال الشخصيّات السياسيّة، كالزعيم الدرزي كمال جنبلاط عام 1976 والرئيس المنتخب بشير الجميّل عام 1982 والرئيس المنتخب رينيه معوض عام 1989 كذلك الشخصيّات الدينية كتغييب الامام موسى الصدر عام 1976 واغتيال المفتي حسن خالد عام 1989.&ثم عرف لبنان حرب التحرير بين العماد ميشال عون الذي استلم الحكم بعد الرئيس أمين الجميل ضد الوجود السوري في لبنان وحرب الإلغاء بين القوات اللبنانيّة من جهة وجيش العماد عون من جهة اخرى.&اتفاق الطائف&ووضع اتفاق الطائف في السعودية حدًا للحرب حيث اجتمع فيها النواب اللبنانيون للاتفاق على وثيقة تنهي الحروب اللبنانيّة.&تم التوقيع على هذا الاتفاق بتاريخ 22 تشرين الأول /اكتوبر عام 1989 ورفض هذا الاتفاق الجنرال ميشال عون الذي استلم الحكم بدل الرئيس أمين الجميل المنتهية ولايته ولكن في 13 تشرين الأول / اكتوبر أجبر عون عسكريًا على مغادرة قصر بعبدا إلى باريس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف