حزب النور لـ"إيلاف": إيران تدعم التشيّع في مصر

• المملكة اضطرت لـ"عاصفة الحزم" بعد توسع طهران في ثلاث دول عربية

&• طهران تستخدم ورقة الطائفية لإخفاء مطامعها القديمة في المنطقة

&• محلب يعمل مثل "النحلة" ومندهش رده بنصف صفحة على نقدي له بكلمتين

&• نشارك مع 36 حزباً في صياغة قوانين الإنتخابات وسنقدمها للسيسي

&• ليس بمصر إلا حزب الوفد وأحزاب ما بعد الثورة تشاغب فينا للشهرة

&• نحن على خلاف مع الإخوان منذ 2013 بعد أن صاروا خطراً يهدد مصر

&• لن نسقط في الفخ الأميركي كما وقع الإخوان ولا مجال للمصالحة معهم

&• إيران تنشر التشيّع بمصر للتغطية على جرائم النظم التابعة لها في سوريا والعراق

نفى نادر بكار تلقي حزب النور تمويلًا من السعودية، داعيًا من لديه أدلة إلى تقديمها. وقال لـ"إيلاف" إن مصر ليست فيها أحزاب إلا الوفد، وإيران تقف وراء المد الشيعي في مصر.

القاهرة: يثير حزب النور السلفي الكثير من الجدل في مصر، منذ تأسيسه في أعقاب ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، مرورًا بالإنتخابات البرلمانية نهاية 2011، التي حصل فيها على المركز الثاني بعد الإخوان، ثم في فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي.
&
ورغم مشاركته ومباركته ثورة 20 حزيران (يونيو) 2013، ورغم إقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه حزب سياسي، إلا أنه يتعرض لإنتقادات متتالية من جانب الأحزاب المدنية، تدور حول تلقيه تمويلًا من دول الخليج، وأنه البديل لجماعة الإخوان ويروّج للوهابية.
&
"إيلاف" واجهت نادر بكار، مساعد رئيس الحزب، بهذه الإنتقادات، فنفى تلقي الحزب تمويلًا من السعودية، داعيًا من لديه أدلة إلى تقديمها. واعتبر بكار هجوم الأحزاب ضد "النور" سعيًا إلى الشهرة، "ومصر ليست فيها أحزاب بالمعنى المعروف إلا حزب الوفد، وهناك محاولات لزلزلة الحزب الليبرالي العريق".
&
واتهم بكار إيران بالسعي إلى إقامة إمبراطورية فارسية وتحقيق أطماع قديمة بالمنطقة باستغلال الورقة الطائفية، مشيرًا إلى أن "عقلاء الشيعة" يرفضون ذلك، وأن السعودية إضطرت إلى التدخل بعاصفة الحزم في اليمن لإيقاف التمدد الإيراني، بعد سقوط ثلاث دول عربية في أيديها، "فالمملكة صبرت كثيرًا على طهران، إلا أن الأخيرة فهمت الهدوء السعودي على أنه ضعف".
&
ونفى بكار أن تكون لحزب النور أية علاقة حالية بجماعة الإخوان، رافضًا أية مبادرات للمصالحة معهم.
&
في ما يأتي تفاصيل الحوار:
&
كيف ترى عاصفة الحزم ضد المتمردين الحوثيين؟
&
إجراءٌ كان حتميًا وضروريًا، بل تأخر كثيرًا لافساح المجال للحلول السياسية بين الفرقاء اليمنيين، لاسيما أنه لا يخفى على أحد أن لإيران أطماعاً في اليمن، وأنها تقف وراء توغل الحوثيين، وخرقهم أكثر من مرة ما تم الاتفاق عليه بين مختلف الفصائل. وأدى دعم إيران لهم إلى إستمرارهم في العدوان على اليمن، وسيطرتهم على صنعاء ثم عدن وتهديدهم الشرعية الدستورية. واستدعت كل هذه المواقف والخروقات بلورة موقف عربي ودولي، متمثل في عاصفة الحزم. هذا الإجراء يستهدف العودة بالفرقاء اليمنيين إلى طاولة الحوار، ولم يكن الغرض منه العدوان على أراضٍ يمنية، كما أن التدخل جاء تلبية لمطلب الشعب اليمني، لانقاذه من التوسع والتوغل للحوثي.
&
طهران تستخدم ورقة الطائفية
&
كيف تقيّم الدور المصري في عاصفة الحزم؟ هل جاء تحقيقًا لعبارة "مسافة السكة" في ظل تعهد بالحفاظ على أمن الخليج؟
&
تعلم الدولة المصرية منذ زمن بعيد أن منطقة الخليج هي العمق الاستراتيجي لها. كما أن الاشقاء في الخليج يعلمون أن مصر عمقهم الإستراتيجي. والعلاقة بين مصر ودول الخليج علاقة انصهار كامل في مختلف المجالات، في الأمن أو الاقتصاد أو السياسة، ولا يمكن فصل هذه العلاقة في أية لحظة من اللحظات. وتحرك القوات المصرية في عاصفة الحزم كان نتيجة حتمية لهذه الشراكة، واستشعار مصر بضرورة الوقوف بحزم أمام الاطماع الإيرانية في المنطقة.
&
كيف ترى تعامل السعودية مع التمدد الايراني في بعض الدول العربية؟
&
أعتقد أن السعودية حاولت أكثر من مرة أن تلقي الكرة فى الملعب الإيراني، وانتظرت كثيرًا أن يظهر النظام الإيراني حُسن نوايا ورغبة حقيقية في السلام مع الشعوب العربية. في كل مرة يعتقد الإيرانيون أن الهدوء السعودي ضعف وتخاذل، ولم يستوعبوا أن هذا الهدوء كان سياسيًا، لتجنب اللجوء للحسم عسكريًا. الايرانيون رفضوا التفاهم مع دول الخليج في المصالح المشتركة، وتوسعوا في ثلاث دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان، دفعة واحدة، والدولة الرابعة كادت أن تسقط في أيديهم، فكان لا بد للسعودية من التدخل بعاصفة الحزم لإيقاف هذا التوسع.
&
أربع عواصم
&
يتوقع مراقبون حروبًا شرسة بين السنة والشيعة. هل تتفق معهم؟
&
الإيرانيون يستغلون الورقة الدينية لاخفاء المطامع القديمة في المنطقة، والرئيس الايراني حسن روحاني قال أمام جمع من الطلبة الايرانيين إن إيران أصبحت إمبراطورية لها أربع عواصم. وهو بالتأكيد يعني أربع عواصم عربية بالاضافة إلى طهران. والسلوك التوسعي الايراني خطير جدا على المنطقة، ويلعب على وتر الطائفية، في حين أن كثيراً من الشيعة العرب العقلاء يعلمون خطورة اللعب على الوتر الطائفي. أعتقد أن العالم كله سيكون الخاسر في النهاية، وليست منطقة الشرق الأوسط، لو ترك المجتمع الدولي إيران تعبث فيها كما تشاء.
&
يخاف المصريون من نفوذ السلفيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة. لماذا؟
&
حزب النور يقول إنه ليس كل السلفيين، فهو يمثل القطاع الأكبر والأكثر اعتدالًا من السلفيين في مصر. وهو ليس قاصرًا أو محصورًا على المنتمين إلى التيار السلفي فقط، فالأونة الاخيرة شهدت انجذاب أطياف كثيرة من المجتمع المصري إلى الحزب، بغض النظر عن الاختلاف الأيديولوجي، بعدما رأت مواقفه تجاه الحفاظ على الدولة المصرية، ومحاولة انتشالها من الأزمة التي مرت بها.
&
فحزب النور يعرف جيدًا أن البرلمان المقبل هو أحد أكثر البرلمانات أهمية في تاريخ مصر الحديث، لأنه سيكون برلمانًا تأسيسيًا بمعنى أنه سيرسخ لمعنى ومفهوم النائب البرلماني، الذي من الممكن أن يعول عليه الشعب المصري في الكثير من أزماته، لذلك هو دائم الانتقاد لكثير من الاحزاب السياسية الأخرى، لاسيما أن وتيرة التراشق بين الاحزاب لو ظلت على ما هي عليه، فإن البرلمان لن ينجح في تحقيق طموحات الشعب المصري. وحزب النور يرى أنه قادر على أن يلعب دور رمانة الميزان في البرلمان المقبل، ودور نقطة الارتكاز ما بين كل الاحزاب والتيارات، من أجل أن يشعر المصريون بأن البرلمان بصفة عامة هو عنصر أساسي وإيجابي في حياتهم.
&
ما توقعاتك لعدد المقاعد التي سيحصل عليها الحزب؟
&
لا أحد، سواء حزب النور أو غيره، يستطيع تحديد نسبة معينة لنفسه من المقاعد في البرلمان المقبل، لأن هذه الانتخابات ستكون غير مسبوقة. ما حصلت عليه كل الأحزاب في الانتخابات الماضية يستحيل أن يتكرر مرة أخرى.
&
ليس في مصر إلا حزب الوفد
&
ثمة تذمر يسيطر على الأحزاب بسبب تأخر الإنتخابات البرلمانية. فمن المسؤول؟
&
المسؤول هو اللجنة العليا للإنتخابات التي كلفت منذ زمن بإعداد القوانين، ووضعت الدولة المصرية كلها في مأزق. كما أني لا أتمنى أن يبنى البرلمان المقبل على اساس هش، لذلك يمكننا أن نتحمل إعادة صياغة القوانين بشكل منضبط ودستوري، ولا يمكن لأي مصري أن يتحمل أن يكون هذا البرلمان مهددًا بالحل للمرة الرابعة، في تاريخنا المعاصر. وهناك محاولة لانقاذ هذا الوضع عن طريق قانون موحد تتوافق عليه كل الاحزاب. وحزب النور ضمن 36 حزبًا آخر، يشاركون في صياغة مشروع قانون للإنتخابات، يضمن الحد الأدنى من القبول بين الأحزاب، وسيرفع إلى الرئيس السيسي، ليقول كلمته فيه.
&
كيف ترى الإنتقادات التي يتعرض لها حزب النور، ونبذ الأحزاب المدنية له، رغم مشاركته في خارطة المستقبل؟
&
الحقيقة لو راجعت حال الأحزاب المصرية لن تجد أحزابًا سياسية بالمعنى المعروف، إلا حزب الوفد، وهو من الأحزاب العريقة، وتجري الآن محاولات لزلزلة هذا الكيان العريق. أما باقي الاحزاب التي أنشئت بعد الثورة ليس لها رصيد حقيقي في الشارع المصري، فليس أمامها إلا التشغيب على حزب النور من أجل الشهرة الاعلامية عن طريق الصاق إسمها باسم حزبنا. كل هذا لا يعنينا، فكل ما يعنينا صورتنا أمام الشعب المصري، ونسعى أن نقوم بدورنا تجاهه على الوجه الأفضل.
&
ما حقيقة لعب حزب النور دور الوساطة مع الحكومة لعقد مصالحة مع جماعة الاخوان المسلمين؟
&
لا وساطة يجريها حزب النور مع أحد. كلها تصريحات صحفية لتشويه الحزب، لاسيما أنه الحزب الأكبر، وبعض الأحزاب تلصق به الشائعات من أجل الشهرة.
&
نحن على خلاف مع الإخوان منذ 2013
&
هل توافق على إطلاق مبادرة للتصالح مع جماعة الاخوان المسلمين؟
&
هذا الأمر غير مطروح الآن. نرى أن الدولة لا بد أن تركز في عملية اجراء الانتخابات البرلمانية، والانتهاء من آخر مرحلة من خارطة الطريق، بعد ذلك قد تطرح المسألة، أما الآن فلا مجال لطرحها.
&
هل تعتقد أن جماعة الاخوان ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة بطريقة أو بأخرى؟
&
لكي يشارك أي إخواني في الانتخابات لا بد أن يعترف بالنظام السياسي الحالي كنظام شرعي. كما أنهم من يُسألون في ذلك.
&
ما طبيعة العلاقة الحالية بين حزب النور والجماعة؟
&
ليست هناك علاقة مع الإخوان على الإطلاق. العلاقة السابقة بين النور والإخوان كانت في الضوء ويعلمها الناس. كان الهدف منها تحقيق المصلحة الوطنية، ولما تعارضت واجه حزب النور الاخوان في العديد من المواقف. ونحن على خلاف مع الإخوان منذ العام 2013 لما رأينا إنهم صاروا خطرًا يهدد الدولة المصرية، ويحاول البعض إثارة الحديث حول وجود علاقة تربطنا بهم حاليًا، من أجل أن ينال مكاسب سياسية.
&
إيران وراء المد الشيعي
&
يوجه السلفيون انتقادات دائمة للشيعة في مصر، ويقولون إن هناك محاولات لنشر التشيّع، ما مدى دقة ذلك؟
&
نحن نفرق بين الظواهر الطبيعية وبين الأوراق السياسية التي تستخدمها أطراف سياسية للتأثير في إرادة الدولة المصرية. فمسألة التمدد الشيعي في مصر يقف وراءها الايرانيون لتحقيق أغراض سياسية وللتغطية على جرائم النظم التي تدعمها إيران بالمنطقة في سوريا والعراق واليمن. وهذا التمدد يهدد السلم الإجتماعى المصري. ومن المفترض أن الناس تعيش مع بعضها في مصر، وتحترم عقائد بعضها البعض. والمجتمع المصري لن يقبل بالمظاهر الشاذة التي يجريها الشيعة مثل سب الصحابة وهدم مقدسات السنة، لأنها تشكل خطرًا على السلم الاجتماعي.
&
ماذا عن دور الحزب في مواجهة التمدد الشيعي ؟
&
يقوم الحزب بدور سياسي عن طريق التوعية الثقافية، ويبين للناس فكرة الامبراطورية الفارسية التي تريد إيران إقامتها في المنطقة، ومحاولاتها اختراق المجتمع المصري، كما حدث في دول عربية أخرى، وتوضيح محاولتها أيضًا اختراق دولة البحرين.
&
محلب يعمل مثل النحلة
&
يتهم البعض حزب النور والتيار السلفي بتلقي التمويل من الخليج، خصوصًا السعودية. ما دقة هذه الإتهامات؟
&
لا علاقة لنا بأية دولة، سواء حزب النور أو الدعوة السلفية، وليست لنا علاقة بالمملكة العربية السعودية، لكنّ هناك تقديرًا واحترامًا لكل الدول العربية والاسلامية. وهناك تفهم لطبيعة الادوار القيادية التي تلعبها السعودية. كما أن كل من يتحدث عن علاقة أو تمويل فهو لا يجد ما يقوله، ويعمد دائمًا إلى إطلاق الشائعات. ومن لديه أي دليل فليتقدم به إلى الجهاز المركزي للمحاسبات، فنحن نحترم دولة القانون.
&
لكنّ ثمة إتهامات أخرى للتيار السلفي وحزب النور بالترويج للفكر الوهابي في مصر؟
&
اتهامات باطلة، لا اساس لها من الصحة. من يروج ذلك يخشى مواجهتنا.
&
وقع صدام بينك وبين رئيس الحكومة إبراهيم محلب، ما الأسباب والتداعيات؟
&
لا يوجد صدام نهائيًا. فأي حزب سياسي يحترم نفسه، ويرى أن هناك مواقف سلبية من الحكومة، يجب أن ينتقد ويبدي رأيه السياسي. واندهشت أن يرد رئيس الوزراء إبراهيم محلب في نصف صفحة كاملة على كلمة أو كلمتين، انتقدت فيهما أداء حكومته، وهذا شيء يدعو إلى الإستغراب. أقدر جهد محلب، وأتمنى عندما أصل إلى سنه أن أعطي هذا العطاء، لأن العطاء الكبير الذي يقدمه لا يتناسب مع سنه، وهذه حقيقة. إنه رجل يعمل ليل نهار مثل "النحلة". وهذا لا يمنع إذا وجدنا ظاهرة سلبية أن ننتقدها. كما أن إقالة وليس استقالة وزير العدل السابق محفوظ صابر، بسبب تصريحاته المسيئة لأبناء عمال النظافة، تؤكد أن الحكومة تسمع وهذا شيء جيد. حزب النور لا يؤمن بالتشغيب ورفع الصوت، ولكن يؤمن بالعمل والحوار، واعتبر أن عبارة "ما فيش حد ينتقدنا" كلام غير إيجابي.
&
وكيف ترى أداء الحكومة في ظل الحديث المستمر عن&تغيير وزاري؟
&
الحكومة قدمت إنجازات كثيرة غير قادرة على إظهارها، ما يثير علامات استفهام. هناك أمور تحصل على مساحات من الاهتمام أكثر مما ينبغي، يكمن في العموم أداء الحكومة أقرب ما يكون إلى حكومة تسيير الأعمال حتى انتخاب البرلمان المقبل.
&
لن نسقط في الفخ الأميركي
&
كيف تنظر إلى الدعوات الأخيرة للتظاهر بميدان التحرير لخلع الحجاب، وانتقاد كتب التراث، لاسيما صحيح البخاري وفتاوى ابن تيمية؟
&
هذه دعوات الهدف منها إلهاء الرأي العام. واللوم فيها لا يوجه إلا إلى الاعلام الذي أصبح دوره الآن مثبطًا ومعرقلًا لأي نجاح في مصر. يجب أن يقوم الاعلام بدور الرقيب على الحكومة، ويضع يده على المشكلات الحقيقية في المجتمع المصري، لا أن يكون مروجًا ومثيرًا للبلبلة. كما أن من يطلقون هذه الدعوات معرفون دائمًا بإثارة بالجدل، ويريدون أن يظهروا على الساحة.
&
يقول محللون إن حزب النور بديل الإخوان بالنسبة لأميركا.
&
اتهامات باطلة، لا أساس لها من الصحة. حزب النور لن يكون أداة بيد أحد، لأنه يدرك جيدًا أنه لا توجد دولة تستغل حزبًا من الأحزاب إلا لمصلحتها، لكنّ هناك فارقاً بين حزب يتحول إلى أداة في يد دولة، وحزب كبير في مصر، يعد الثاني يقيم علاقات طبيعية مع كل الدول. حزب النور لا يمكن أن يقع في الفخ نفسه الذي وقعت فيه جماعة الإخوان، وهو أنضج من ذلك بكثير، وهو يسعى إلى الحفاظ على مصر وليس أكثر من ذلك.

&