تيمور وطوني وسامي على خطى آبائهم
انتقال الزعامة السياسية للأبناء عرف تقليدي في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يبقى انتقال الزعامة السياسيّة من الآباء إلى الأبناء عرفًا تقليديًا في لبنان، حيث ينظر البعض إلى الموضوع بإيجابيّة طالما من تنتقل إليه الزعامة على قدر المسؤولية، في حين يراه آخرون منافيًا للديموقراطية.
بيروت: تيمور وليد جنبلاط بدأ يخلف والده بطريقة مرنة بالاجتماعات مدعومًا من والده وحزبه ومن أركان ومشايخ الطائفة الدرزيّة التي تدرك تمامًا حجم الوضع ودقته وتؤيد من يخلف قياداتها ويؤمن وحدة الصف فيها.
وهذا الانتقال سنرى مثله عندما يختار النائب سليمان فرنجية (في زغرتا) التوقيت المناسب لدخول نجله الشاب طوني المعترك السياسي والوضع مشابه مع النائب سامي الجميل الذي قد يتسلم قريبًا رئاسة حزب الكتائب.
وسابقًا في رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة، كان الوريث السياسي الأخير لدى الموارنة هو الرئيس أمين الجميل، الذي انتخب بديلاً لشقيقه الرئيس بشير الجميل بعد اغتياله، وبعد اتفاق الطائف، توقفت الوراثة السياسيّة المارونية لرئاسة الجمهورية إلى حين، لكنها لم تلغ، واستمرت في الإنتخابات النيابيّة.
في رئاسة مجلس النواب، ألغي التوريث السياسي الشيعي، مع نهاية حياة الرئيس كامل الأسعد السياسيّة، لكنها تحوّلت إلى الرئيس الواحد، ومن غير الواضح إذا كان سيبقى ذلك مستمرًا حتى وفاة الرئيس.
في مجلس النواب، يوجد ما يقارب اثنين وعشرين نائبًا، وصلوا إلى النيابة، إما نتيجة وراثة سياسيّة مباشرة من الآباء، وإما نتيجة انتمائهم إلى عائلات توارثت المناصب السياسيّة، بغض النظر عن مؤهلاتهم الكافية للقيام بمهامهم في السلطة التشريعيّة أم لا.
التوريث والديموقراطية
يعتبر النائب السابق اسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف" ان لا ديموقراطية حقيقية في لبنان، حتى نقول ان التوريث السياسي يقضي عليها.
عن النساء اللواتي لا يصلن الى قبة البرلمان إلا من خلال التوريث السياسي يرى سكرية أن ذلك يجعل الحياة السياسية في لبنان منقوصة، وتصبح في قبضة مساحة ضيقة من العائلات والمواقع السياسيّة، ويفتح الشهية واسعة امام تحوّل ممارسة السلطة إلى فساد مريع في البلد.
في الدول
عن التوريث السياسي في بعض الدول يؤكد سكرية أننا جزء من المجتمع الدولي، مهما حاولنا التمايز عنه، وهو قائم على العصبيات بشتى أنواعها وأشكالها. ويلفت سكرية الى ان التوريث في لبنان بات عرفًا شبه معترف به، وهو عنصر قد يكون سلبيًا أكثر مما هو ايجابي في بناء المجتمعات والاوطان.
رأي الناس
يرى فريد خويري ضرورة أن نعطي القيادات الشابة، فرصتها حتى ولو كانت من بيوت سياسية معروفة، خصوصًا اذا كانت مؤهّلة لتحمل المسؤولية ولها تاريخها النضالي والوطني الطويل، ولكن في الوقت عينه لا يجب أن يكون السياسي مؤشرًا كي يحبط من لديهم الكفاءة وليسوا من بيوتات سياسية.
نقلة نوعية
جميل كنعان لا يوافقه الرأي ويرى بضرورة القيام بنقلة نوعيّة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة، ولا مانع في هذه النهضة أيضًا أن نجد سياسيات لا ينتمين إلى بيوت سياسية، فقد بات معروفًا أن المرأة تتناول القطاع السياسي في لبنان بالتوريث حتمًا، وقليل ما رأينا نساء سياسيات رائدات لا ينتمين إلى أقارب مارسوا السياسة سابقًا.