محمد بن راشد يشهد إطلاق استراتيجية "الإمارات للفضاء"

اتّخذت دولة الإمارات العربية المتحدة أولى خطواتها نحو الفضاء، من خلال إطلاق استراتيجية الإمارات في قطاع الفضاء، والاعلان عن الخطة التشغيلية لوكالة الامارات للفضاء.

أبو ظبي: شهد نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، امس الاثنين، حفل إطلاق وكالة الإمارات للفضاء خطتها الاستراتيجية، والتي تتضمن مركزا لأبحاث الفضاء ومبادرات لإعداد كوادر وطنية متخصصة.

وقد أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن تأسيس أول مركز أبحاث فضائي في المنطقة، بكلفة 100 مليون درهم. كما نظمت وكالة الإمارات للفضاء "متحف الفضاء المصغر" بالتعاون مع منتدى الفضاء والأقمار الصناعية العالمي والذي يهدف إلى تعزيز المعرفة بصناعة الفضاء من خلال تسليط الضوء على عدد من التجارب العالمية في القطاع.

&

وقال الشيخ محمد بن راشد إن "تأسيس قطاع فضائي في الدولة، بما يتطلبه من موارد بشرية وبنية تحتية وأبحاث علمية، هو مصلحة وطنية عليا، تتطلب من الجميع العمل بروح الفريق الواحد". وتابع "نحن اليوم في بداية مرحلة جديدة تحمل طموحات متقدمة ونعمل فيها على بناء قدرات مختلفة ونرسخ فيها وضعًا دوليا جديدا لدولة الإمارات".

وتضمن برنامج الحفل الذي أقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنك)، عرضا للخطة الاستراتيجية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حددت وكالة الامارات للفضاء أولوياتها واستراتيجية عملها للمرحلة المقبلة. جاء ذلك بحضور ولي عهد دبي، حمدان بن راشد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ سيف بن زايد، ووزير الخارجية، الشيخ عبدالله بن زايد.

&

الرميثي: برنامج الفضاء يلهم الابداع

قد يختلف الكثيرون حول قصة نجاح دولة الإمارات ولكنهم يتفقون جميعاً على أنها ناجحة بمراتب متفوقة وتميز نادر. بهذه الكلمات، استهل رئيس مجلس الإدارة، الدكتور خليفة محمد ثاني الرميثي كلمته التي ألقاها خلال الاعلان الرسمي لانطلاق عمل وكالة الامارات للفضاء. وأكد الرميثي عزم الإمارات على تحدي المستحيل، مستذكرًا من مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قوله "إن الثروة ليست في الإمكانات المادية وحدها، وإنما الثروة الحقيقية للأمة هي في رجالها وهم الذين يصنعون مستقبل أمتهم"... لافتًا إلى أن الامارات تحقق اليوم شيئا من هذه الرؤية.

&

وقال الرميثي: "تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة الموارد، والخبرة العملية والإرادة الوطنية والدوافع القوية للدخول في عالم الفضاء بكل ثقة، وهكذا، يلعب قطاع الفضاء دوراً مهماً في تنويع الاقتصاد الإماراتي، ويسهم في إيجاد فرص عمل متخصصة لذوي الكفاءات العالية والخبرة التكنولوجية رفيعة المستوى"، لافتًا إلى أن برنامج الفضاء في الامارات يلهم الإبداع ويعزز تنويع اقتصاد البلاد؛ فضلاً عن إسهامه في زيادة التركيز على تحقيق ابتكارات في مجال تطوير التكنولوجيات الجديدة.

وتسعى دولة الإمارات العربية المتحدة لتأكيد مكانتها كبلدٍ تلعب صناعة الفضاء فيه دوراً أساسياً في التنمية الاقتصادية المستدامة. أضاف الرميثي: "وجود صناعة فضاء محلية متقدمة سوف تحفّز المعرفة والخبرات في هذا المجال.

&

الأحبابي: إنشاء أول مركز أبحاث فضائي في المنطقة

&وقد وضعت وكالة الإمارات للفضاء خطة استراتيجية بعيدة المدى لإرساء أساسٍ صلبٍ لمجتمعٍ قائم على العلم والمعرفة بعلوم الفضاء. وفصّل المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، الدكتور محمد ناصر الأحبابي& المبادرات والبرامج والأنشطة الرئيسة التي تقوم عليها الخطط الاستراتيجية والتشغيلية لوكالة الإمارات للفضاء للفترة 2015-2016.

&

وتتضمن المبادرات ما يعرف بمشروع (الامل) لاستكشاف المريخ، ويعتبر باكورة مشاريع الوكالة من حيث الإشراف والتمويل. وشرح الأحبابي أن وكالة الامارات تعمل جنباً إلى جنب مع مركز محمد بن راشد للفضاء وفريق المشروع بهدف إنجازه& في الوقت المحدد وفي إطار التمويل المعتمد حتى يحقق أهدافه.

وأضاف الأحبابي ان الوكالة تعمل على تنظيم القطاع الفضائي الوطني من خلال صياغة مسودة سياسة واستراتيجية الدولة في مجال الفضاء مع اقتراح القوانين والتشريعات الضرورية لتطوير وحماية القطاع الفضائي الوطني.

وبما أن العنصر البشري هو عماد التطور الحقيقي، فإن الوكالة ضمن خطتها الاستراتيجية تركز على المساهمة في بناء الانسان القادر على التعاطي مع المستقبل باقتدار.

&

وأعلن& الأحبابي أن الوكالة بدأت التنسيق مع الجهات التعليمية والأكاديمية لاستخدام مفهوم الفضاء ليكون ملهماً ومشجعاً للطلبة للإقبال على دراسة العلوم والتقنيات، وذلك من خلال تطعيم المناهج وتنسيق وتنظيم مسابقات وورش عمل وأنشطة تعليمية ومعسكرات صيفية لبعض الطلبة المتميزين على مستوى الدولة.

وفي هذا الإطار، تعتزم الوكالة ابتعاث نحو 20 طالباً من الطلبة المتميزين في بعثات خارجية وداخلية... بالاشتراك&مع وزارة شؤون الرئاسة وهيئة تنظيم الاتصالات ممثلة بصندوق& دعم قطاع الاتصالات ICTFUND.

وأعلن الأحبابي عن إنشاء أول مركز أبحاث فضائي في المنطقة، والذي سيكون حاضنة للبحث والتطوير والابتكار الفضائي& على مستوى الدولة، لافتا الى ان الاستثمارات في هذا المشروع تناهز كلفتها 100 مليون درهم على مدى خمس سنوات وذلك بشراكة استراتيجية مع جامعة الامارات وصندوق دعم قطاع الاتصالات.

كما كشف عن دراسة تنفيذ مشروع (مرصد الامارات) الذي سيثري مفهوم البحث والابتكار الفضائي على مستوى الدولة.

وفي ما يخص علاقات التعاون والشراكات الدولية الفضائية، أعلن الأحبابي عن توقيع أول اتفاقية تعاون فضائي، كما تدرس الوكالة أربع اتفاقيات فضائية مماثلة مع بعض الدول الصديقة. كذلك تعمل الوكالة على اكتساب الدولة عضوية عددٍ من الهيئات واللجان ومجموعات العمل المختصة بالاستخدام الامثل والسلمي للفضاء الخارجي.

متحف الفضاء المصغر

ونظمت وكالة الإمارات للفضاء "متحف الفضاء المصغر" بالتعاون مع منتدى الفضاء والأقمار الصناعية العالمي والذي يهدف إلى تعزيز المعرفة بصناعة الفضاء من خلال تسليط الضوء على عدد من التجارب العالمية في القطاع.

&

وجاء تنظيم المتحف على هامش فعاليات إطلاق الخطة الاستراتيجية لوكالة الإمارات للفضاء والذي يتزامن مع& الذكرى الأربعين لمهمتي "أبولو" و"سويوز" والذكرى 30 لتدشين المحطة الفضائية "مير" حيث يسلط الضوء على جهود تلك المهمات وما قدمته من علم ومعرفة للبشرية وتركز المعروضات في زوايا المتحف على أسلوب الحياة في الفضاء بشكل رمزي ومبسط.

ويعرض المتحف نماذج من مشروع اختبار "أبولو - سويوز" والذي يتضمن عددا من القطع الأصلية التي تم استخدامها أثناء المهمتين مثل سماعات الرأس والوثيقة المختومة بختم الاتحاد السوفياتي والتي وقع عليها رائدا الفضاء أليكسي ليونوف وفيشر سبيس بن.. كما يتضمن المتحف مجموعة من الرسائل الشخصية التي كتبها رائد الفضاء دونالد سلايتون ونماذج بلاستيكية وزجاجية من المركبتين "أبولو 18" و"سويوز 19".

وكانت دولة الإمارات قد كشفت مطلع الشهر الجاري التفاصيل العلمية والتقنية والخطة الزمنية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" والذي من المخطط أن يصل المريخ بحلول عام 2021 تزامنًا مع ذكرى مرور خمسين عاما على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

&

وكشفت الإمارات أن المسبار سينجز على يد فريق من المهندسين والعلماء الإماراتيين بالتعاون مع مؤسسات علمية وبحثية مرموقة على مستوى العالم.

ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أول مشروع عربي من نوعه يتضمن إطلاق مسبار فضائي لاستكشاف الكواكب الأخرى وبذلك فهو يشكل دليلا على قدرة العالم العربي على المساهمة الفاعلة في إغناء الحضارة والمعرفة البشرية ويثبت كذلك أن التفاؤل والثقة والطموح بإمكانها تحقيق النجاح والإنجاز على الرغم من الظروف التي تعاني منها منطقتنا العربية وهو أيضا نموذج عملي محسوس يهدف إلى إلهام شعوب المنطقة.