أخبار

جبهة النصرة تسعى لتسويق نفسها كلاعب سياسي غير متطرف

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&بيروت:&حرص "أمير" جبهة النصرة ابو محمد الجولاني من خلال ظهوره الاعلامي مساء الاربعاء على توجيه رسائل طمأنة الى الغرب وطرح نفسه لاعبا "مقبولا" على الساحة السورية، ولو ان ارتباطه بتنظيم القاعدة يحول دون تحقيق مسعاه، بحسب محللين.واعلن الجولاني في مقابلة نادرة اجرتها قناة الجزيرة التلفزيونية التي تتخذ من الدوحة مقرا مساء الاربعاء ان مهمة جبهة النصرة اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، وانها لن تهاجم الغرب انطلاقا من سوريا وستحمي الاقليات التي لن تقاتلها.&ويقول تشارلي وينتر الخبير في شؤون الجهاديين من معهد كويليام فاونديشن للابحاث في لندن ان كلام الجولاني "يندرج في اطار عملية تطبيع تسعى اليها جبهة النصرة منذ فترة"، مضيفا "تريد ان تقدم نفسها بشكل مقبول للغرب. انه نوع من تسويق لـ+جبهة النصرة المعتدلة+".وتصنف وزارة الخارجية الاميركية جبهة النصرة، كما تنظيم الدولة الاسلامية، على لائحتها للمنظمات الارهابية. واستهدفت طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية خلال الاشهر الماضية اكثر من مرة مواقع ومقار لجبهة النصرة في سوريا ودمرتها وقتلت من فيها.&&في المقابل، حققت جبهة النصرة بالتحالف مع مجموعة من الفصائل الاخرى المقاتلة ضمن المعارضة السورية خلال الاسابيع الاخيرة سلسلة نجاحات عسكرية لا سيما في شمال غرب البلاد وجنوبها، وسيطرت على قاعدة عسكرية كبيرة ومدن ومعابر حدودية.وتقول رئيسة مركز كارنيغي للابحاث في الشرق الاوسط لينا الخطيب لوكالة فرانس برس ان جبهة النصرة "تحاول ان تجعل الغرب ينظر اليها (...) كعامل سياسي وعامل سوري معارض"، مشيرة الى ان "هذا هو احد الاسباب الرئيسية لرسائل التطمين" التي بعث بها الجولاني.&وتتابع ان المقابلة "مثال على البراغماتية التي بدأت تتعامل بها جبهة النصرة مع الوضع في سوريا تحضيرا لتحقيق طموحها لتلعب دورا في عملية الانتقال السياسي لاحقا بطريقة ما".ويرجح محللون ان يكون هذا الخطاب الجديد جزءا من التقارب الاخير الذي حصل بين تركيا وقطر والسعودية الداعمة للمعارضة السورية والتي كانت في الماضي تتنازع في ما بينها على الاستئثار بالنفوذ داخل المعارضة المتعددة الاطياف والولاءات.&ويقول الخبير في الشؤون السورية توما بييريه من جامعة ادنبره ان "قطر بالتحديد تمارس تاثيرا الى حد ما في اتجاه دفع النصرة الى شيء من الاعتدال، وقد بدا هذا واضحا في المقابلة".وقال الجولاني الذي لم يظهر وجهه لمشاهدي الشاشة الصغيرة الاربعاء ان توجيهات زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري "هي بعدم استخدام الشام (سوريا) كقاعدة انطلاق لهجمات غربية او اوروبية لكي لا نشوش على المعركة الموجودة" وهي اسقاط النظام.&الا انه اتهم الولايات المتحدة بأنها "تساند النظام" بدليل قصفها مقار جبهة النصرة.وعن الاطراف في الداخل السوري، قال "في هذه المرحلة لا نقتل الا من يقاتلنا"، مشيرا الى ان هناك قرى درزية ومسيحية في سوريا يعيش اهلها بامان في ظل سيطرة جبهة النصرة.&واشار الى ان كل "جندي علوي رفع السلاح في وجهنا وتبرأ من النظام سيكون اخا لنا". اما بالنسبة الى المسيحيين، ففي حال "وصلنا الى حكم اسلامي ونريد اقامة حكم الشريعة، سيخضع النصارى للحكم الاسلامي ويكون دفع الجزية للمقتدرين".&وبالتالي لم يتبرأ الجولاني من العقيدة الاسلامية المتشددة، لكنه اراد بوضوح التمايز عن تنظيم الدولة الاسلامية الذي يزرع الرعب في مناطق انتشاره بممارسات القتل العشوائية والاعدامات وقطع الرؤوس والجلد وغيرها من الاعمال الوحشية.وتحظى جبهة النصرة بقبول اكبر من تنظيم الدولة الاسلامية في اوساط المعارضة السورية، وهي الفصيل الاساسي في "جيش الفتح" المؤلف من مجموعات عدة تنسق في ما بينها في مواجهة قوات النظام.&وتقول الخطيب "مهم كثيرا بالنسبة لجبهة النصرة الا يحصل لغط بينها وبين تنظيم الدولة الاسلامية في المجال العام، لانها تعتبر تنظيم الدولة منافسا سياسيا لها، وجبهة النصرة لديها طموحات سياسية".وتضيف "ظهور الجولاني في الاعلام بهذه الطريقة هو بداية لتقديم جبهة النصرة كعامل سياسي في سوريا وليس فقط كمجموعة متطرفة اسلامية".&على الرغم من ذلك، يبقى عامل ارتباط النصرة بتنظيم القاعدة، العدو الاول للولايات المتحدة، عائقا اساسيا امام حصول جبهة النصرة على القبول المطلوب.على الطاولة الصغيرة التي ظهرت في الصورة خلال المقابلة مع الجولاني، وضع علم الجبهة الذي كتب عليه "القاعدة في بلاد الشام"، ما يؤكد ان الجولاني اراد دحض كل الشائعات التي تتحدث عن انفصال محتمل بين مجموعته والتنظيم بزعامة الظواهري.&ويقول آرون لوند المشرف على موقع "سيريا إن كرايزيس" الالكتروني، "لا اعتقد ان الجولاني يحلم بانه سيغير موقف الرئيس الاميركي، او بان العديد من العلويين والمسيحيين سيصدقون انه رجل عظيم".ويتوقف عند الشروط التي اقترن بها التعهد بعدم المس بالاقليات، قائلا "انه لا يبتعد كثيرا عن عقيدته"، ويقدم "تفسيره الخاص للاسلامي السني".&ويقول وينتر "هناك ميل الى النسيان بان الجولاني جاء الى سوريا من صفوف +الدولة الاسلامية في العراق+ التي انبثق منها تنظيم الدولة الاسلامية" لاحقا.ويرى ان هذا "الاعتدال" النسبي الظاهر "موقت قبل بدء تطبيق مفهوم الجهاد بمعناه الاوسع".&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف