بناءً على نظرية الاحتياط الإدراكي
تعلم لغات جديدة أسهل مع تقدم العمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تبين الدراسات أن القدرات العقلية تتراجع بصورة طفيفة للغاية مع التقدم في السن، فكثيرون أجادوا لغات جديدة في مراحل لاحقة من حياتهم من دون أية مشاكل.
القاهرة: ربما يتصور كثيرون أن إجادة أكثر من لغة أمر صعب يحتاج إلى مجهود كبير، لكن ثبت أنه مع تقدم الإنسان في السن، يكون من السهل عليه تعلم أي لغة من اللغات.
وتشير في هذا السياق بي بي سي إلى ذلك التجمع الذي يُعرف بتجمع الأشخاص متعددي اللغات، ويقام في برلين بألمانيا، ويشارك فيه نحو 350 شخصًا يتحدثون عدة لغات تتسم بتنوعها وبندرتها في بعض الأحيان.
وهناك بعض من هؤلاء الأشخاص الذين يشاركون بذلك التجمع يمكنهم التحدث بـ 10 لغات على الأقل، فيما يوجد هناك شخص يدعى ريتشارد سيمكوت، وهو يقود فريقاً من متعددي اللغات بشركة اسمها eModeration، يستخدم حوالي 30 لغة بنفسه.
تحديات دماغية
بالنظر إلى التحديات التي يواجهها الدماغ لتعلم لغات جديدة، فإن لا عجب أن معظمنا يرى أن تعلم لغة جديدة أمر مُلح للغاية بالنسبة لهم، علمًا أن للأشخاص العديد من نظم الذاكرة المختلفة، وإجادة لغة مختلفة أمر يتطلب كل هذه النظم.
ويمكن معرفة أن هناك ذاكرة إجرائية تعني بعمل برمجة دقيقة للعضلات لإتقان أي لكنة من اللكنات، وهناك ذاكرة تقريرية ترتبط بالقدرة على تذكر الحقائق. كما نوهت بي بي سي بتلك الدراسات البحثية التي سبق أن أشارت إلى أن تعلم عدة لغات أمر يساعد على تحسين الانتباه وقدرات الذاكرة، وأن ذلك من الممكن أن يوفر ما يعرف بـ "الاحتياط الإدراكي" الذي يؤخر احتمالات الإصابة بمرض الخرف.
ويمكن القول إن تلك الفوائد المستدامة تبرز حقيقة إخفاق ألعاب "تدريب الدماغ" التجارية، التي يمكن للأشخاص تنزيلها من على شبكة الانترنت، وهي الألعاب التي تفشل في واقع الأمر عمومًا في تقديم تحسينات طويلة الأجل على صعيد الذاكرة أو الانتباه.
قدرات متراجعة
ولفتت بي بي سي إلى أنه على عكس ما كان يُتَصور سابقًا بخصوص صعوبة تعلم لغات جديدة مع تقدم الإنسان في العمر، تبين وفقًا لدراسات حديثة أن قدرات الأشخاص العقلية تتراجع بصورة طفيفة للغاية مع تقدمهم في السن، وهو ما أكده تجمع برلين لمتعددي اللغات، إذ تبين أن كثيرًا من المشاركين أجادوا تلك اللغات الجديدة في مراحل لاحقة من حياتهم من دون أية مشاكل.
وأشارت بي بي سي إلى حالة ذلك الشاب الذي يدعى كيلي ونشأ في فلوريدا بالولايات المتحدة، حيث احتك بناطقين أصليين للغة الاسبانية في المدرسة، كما كان يهتم بالاستماع لمحطات الإذاعة الأجنبية في مرحلة طفولته، رغم عدم قدرته على فهم شيء، حيث أوضح أن كل ما كان يسمعه كان بمثابة الموسيقى بالنسبة له.
الحافز والرغبة
لكنه حين أصبح شابًا بالغًا، بدأ يسافر حول العالم، حيث ذهب أولًا إلى كولومبيا، حيث درس هناك أيضًا الفرنسية، الألمانية والبرتغالية في الكلية، ومن ثم سافر إلى سويسرا وأوروبا الشرقية قبل أن يتوجه في الأخير إلى اليابان. وبات بمقدوره الآن التحدث بما لا يقل عن 20 لغة بكل طلاقة، وقد تعلمها كلها تقريبًا وهو ما زال شابًا بالغًا.
وقالت بي بي سي إن سرّ تمكن البعض من إجادة عدة لغات هو وجود الحافز والرغبة، إلى جانب كثرة السفر والترحال من دولة إلى أخرى، حيث يتم تعلم اللغات على نحو أسهل وأسرع نتيجة الاحتكاك والتفاعل مع مواطني تلك الدول الأصليين.
وأشار كيلي في هذا السياق إلى أنه يرى أن تعلم لغة جديدة يجعل الأشخاص يعيدون اختراع شعورهم بأنفسهم، وأن أفضل اللغويين يجيدون التقاط الهويات الجديدة. فيما تبين أن اللغات المختلفة يمكنها كذلك استحضار ذكريات مختلفة من الحياة، كما اكتشف الكاتب فلاديمير نابوكوف خلال فترة عمله لإعداد سيرته الذاتية.