قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باتت حركة بيغيدا الالمانية المعادية للاسلام مع تراجع حجم تعبئتها الشعبية تعول على الانتخابات البلدية في دريسدن المعقل الذي نشأت فيه في شرق المانيا لترسيخ موقعها في المشهد السياسي.
دريسدن: حشدت "حركة الوطنيين الاوروبيين ضد اسلمة الغرب" في منتصف كانون الثاني/يناير 25 الف شخص ما شكل ذروة تعبئتها منذ ان نشأت الخريف الماضي في عاصمة ولاية ساكسونيا التي تنظم انتخابات الاحد اثر استقالة رئيسة البلدية المحافظة هيلما اوروز لاسباب صحية.&وتمكنت بيغيدا قبل ان تضعفها خلافات بين قادتها من الانتشار الى مدن اخرى متخذة في معظم الاحيان مواقف معادية بشكل صريح للاجانب، ما يتعارض مع شعار بلد "منفتح على العالم" الذي يجمع زعماء الاحزاب السياسية الالمانية التقليدية على ترديده.&ورغم تزايد اعداد متظاهري بيغيدا كانت التظاهرات المضادة التي تقابلها تحشد على الدوام اعدادا اكبر بكثير.&وقبل ايام قليلة من الانتخابات تظاهر الفا شخص بحسب الشرطة دعما لمرشحتهم تاتيانا فيسترلينغ متجمعين في احدى ساحات المدينة القديمة.&ورفعت الحشود اعلام المانيا واعلام مملكة ساكسونيا السابقة ولافتات تندد بالاسلام و"الصحافة الكاذبة" والاحزاب الاخرى والمستشارة انغيلا ميركل التي صورت محجبة والرئيس يواكيم غاوك الذي لقب ب"عم اللجوء" وصور يضع عمامة.&وتقف فيسترلينغ التي تعد الناخبين ب"منعطف جذري" على لافتاتها الانتخابية المعلقة على جدران المدينة، على منصة مرتجلة اقيمت فوق شاحنة موصولة بمولد للكهرباء، لتخاطب الحضور باعلى صوتها.&وتندد فيسترلينغ (51 عاما) بمفهوم "المراعاة السياسية" داعية الى "نهضة الثقافة الالمانية" والى التصدي لطالبي اللجوء الذين "غادروا عائلاتهم واوطانهم لانهم سيجدون هنا مساكن جيدة وسيتلقون مبالغ مالية كبيرة من الدولة".&وانضمت المرشحة الى صفوف بيغيدا بعد استقالتها من حزب "البديل لالمانيا" المعارض للانضمام للمؤسسات الاوروبية حيث تم تانيبها لدعمها تظاهرة ل"المشاغبين ضد السلفية" جرت في كولونيا (غرب) في تشرين الاول/اكتوبر.&وهي تحذر من خطر انحطاط المانيا وتقول "اذا لم نتوصل الان الى استنهاض روح المقاومة، الطاقة، العزم على البناء، والقدرة على البقاء لدى الشعب، عندها سيكون الوقت فات حقا" واصفة خصوم بيغيدا بانهم "مسخ يظهر دائما بوجه جديد".&وبالرغم من انها تتحدر من هامبورغ (شمال غرب) في المانيا الاتحادية سابقا، الا ان فيسترلينغ تحسن مراعاة هوية مواطني المانيا الديموقراطية الشيوعية سابقا الذين كانوا اسرى جدار برلين حتى 1989.&وقالت مخاطبة هؤلاء الالمان "قلتم لي في الاسابيع الاخيرة +لم ننزل الى الشارع في 1989 مخاطرين بحياتنا من اجل هذا الهراء+ ولذلك يجب ان يكون بوسع الشعب من جديد ان يقرر مصيره من خلال استفتاءات شعبية".&وتحصد المرشحة اكبر قدر من النجاح حين تهاجم المسلمين مباشرة وتقول "بالطبع، يندفع الاشخاص اللائقون للمشاركة حين يتعلق الامر بالتظاهر ضد عقوبة الاعدام، لكن السم القاتل الذي يستخم للقضاء على شعوب اوروبا هو الاسلام وهؤلاء الاشخاص بالطبع لا ينزلون الى الشارع للتظاهر ضده".&ورغم ذلك تشير احصاءات 2012 الى ان دريسدن هي التي تضم اقل عدد من الاجانب (7% اي حوالى 39 الفا من اصل تعداد سكاني يزيد عن 520 الف نسمة) من بين المدن ال15 الاكبر عدديا في المانيا، وان ساكسونيا هي من الولايات التي تضم اقل عدد من المهاجرين (2,8%).&وحضر النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز لدعم فيسترلينغ كما قالت المرشحة لوكالة فرانس برس انها تعتبر مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية (يمين متطرف) "شخصا يندد بشكل صريح بغياب سياسة واضحة على صعيد حق اللجوء سواء على المستوى الاوروبي او على المستوى الوطني".&واعربت عن املها في تحقيق "مفاجأة الاحد" ولو ان استطلاع الراي الوحيد الذي نشرت نتائجه واجرته جامعة دريسدن التقنية لا يمنحها سوى 1 الى 2% من الاصوات.&وتتصدر نوايا التصويت (28%) ايفا ماريا ستانغي المرشحة الوحيدة للحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر وحزب دي لينكي (يسار راديكالي) وقالت لوكالة فرانس برس "ان الاحداث الاخيرة تحزنني لان دريسدن يجب ان تبقى مدينة مفتوحة على العالم ونحن بحاجة الى مواطنين قادمين من بلدان اخرى".&وهي ترى ان بيغيدا بعدما نجح في استقطاب "الكثير من المستائين من امور كثيرة، من السياسة ومن مستواهم المعيشي وغيرهما"، رص صفوفه حول "نواة صلبة عنصرية بشكل واضح للغاية".&واضافت "آمل ان يدرك الناس ان هذه الاصوات لن تفقد وزنها الا حين يذهبون للادلاء باصواتهم".&