أخبار

موديلات قبور حديثة وتخفيضات للموظفات والطالبات

"دفان" عراقي يحوّل فايسبوك إلى خدمة للأموات

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أثار حفار قبور عراقي اوما يسمى بـ(الدفان) دهشة الكثير من العراقيين وسخريتهم ايضا لا سيما انه يطلب منهم ان يدعوا له بالرزق! وتباينت المواقف بخصوص ما يعمد اليه هذا الدفّان الذي يستغل شبكات التواصل للترويج لمهنته.

عبد الجبار العتابي من بغداد: دعا العراقي علي العمية الكعبي من محافظة النجف، بصفحته على فايسبوك التي يعلن فيها عن اخر ابتكاراته في دفن الموتى وبناء القبور بالديكورات الحديثة والمرمر الايطالي وبألوان حسب طلب الميت قبل وفاته، الناس إلى الدعاء له بـ(الرزق)، بما يعني زيادة عدد الموتى حسب فهم كثيرين، فضلا عن انه يعلن عن توفير مداسات (نعالات) ضوئية من أجل دخول المقبرة ليلا وزيارة الموتى، اضافة الى تخفيضاته في اسعار الدفن للموظفات والطالبات الجامعيات.

والظريف انه وبسبب الشهرة المفرطة على فايسبوك، فقط ظهرت صفحات اخرى بذات الاسم (علي العمية الكعبي) لكن صفحته الرسمية تجاوزت 10 الاف مشترك ويعمل فيها مشرف خاص.

موديلات قبور حديثة

ويقول الدفان الكعبي: "الموت حق علينا وعليكم"، ومن ثم يبدأ بالتقديم للقبر الجديد، فمثلا يقول عن احد القبور: (هذا من ضمن الموديلات الجديدة الي سنطرحها ان شاء لله بعد ما استلمها قبل نهاية السنة).

أو يعلن عن (قبر ولادي وبناتي هذا قطع مرمر، ابيض واسود الطول (ستندرد) 60 سم طول والعرض 25 سم) ويردفها بالدعاء للاخرين (الله يطول اعماركم ويحفظ اطفالكم) ويذيله بتوقيعه (اخوكم الدفان علي العمية الكعبي للحجز والاستفسار ادعولي بالصحة والعافية والرزق).

نعالات ضوئية !

من اعلاناته الطريفة (اخواني واخواتي الاعزاء بمناسبه حلول شعر رمضان ،وبما انه راح تصير عندنا زيارات ليلية للمقابر لذلك ان شاء الله اخذنا كل احتياطاتنا - (اجلكم الله ) سنوفر لكم (نعالات) ضوئية والقصد منها: الاطفال لا يضيعون، ويذهب الخوف منكم).

ويشدد بالقول: (ستتوفر عدنا كل القياسات والذي لا يقدر ان يحصل علئ المنتوج يقدر ان يرسل عنوانه على الخاص ونرسل له ما يريد)، ويختم اعلانه بالقول (دع الخوف وانت مع علي العمية الكعبي، ادعو لي بالصحة والرزق والعافية).

والاغرب هو ماجاء في احد اعلاناته التي تخصّ النساء السمينات (هناك بنات يقلن لي انا سمينة وانا ضعيفة وكم تكاليف الدفن وكم يكلّف القبر، ولا بد ان اضعف طبعا، وهذا كلام ماله اي صحة، لان كله بنفس المسافة طول وعرض لا يفرق عندي شيء، مجرد حفر قليل، يعني نفس الاسعار).

خصم للموظفات والطالبات

والاطرف هو اعلانه هذا: (اخواتي لا تنسين، هناك خصم خاص للموظفات وطالبات الكلية، العدد محدود جدا جدا، اي واحدة ترغب بالتسجيل ترسل لي القياسات والصور التي تحب ان تخليها والحفر،& يعني حفر الاسم يكون بالليزر على المرمر والالمنيوم).

والرجل يواجهه الجميع بالسؤال عن الدعوة بالرزق، فيجيب "ان الدعوة بالرزق ليست شرطا ان الناس تموت فالرزق لا يقف عند الفلوس الرزق بصحتي والرزق بسلامة ابنائي واهل بيتي".
&
رجل دين: مخلص في عمله

من جهته، يجد رجل الدين عبد الكريم النوري ان الدفان الكعبي مخلص لعمله، وقال: "الموت حق والدفن هو اكرام للميت، وهو امر لا يرفضه احد بل ان الجميع مؤمنون بالموت ويعرفون كل التفاصيل عنه، ولكن هناك امر يستفز الانسان هو المباشرة في القول، فهو يرعبه لان الموت في حقيقته مرعب ولا يتمناه احد، فالرجل يسوق لنفسه ولكن يبدو هذا التسويق طريفا او فيه فكاهة او مزاح حين يعلن الرجل عن القبور الرخامية والمرمرية وبعض التفاصيل الاخرى التي يبتكرها، وقد يكون هو الامر الملفت هنا لاسيما ان ينشر صورها بغاية الروعة".

واضاف: "ما يثير الدهشة هنا ليس الموت وليس القبر بل إنّ غير المألوف يكمن في الاعلان، فربما لاول مرة يسمع او يقرأ الناس عن اعلانات للموت او الدفن والوان القبور وما الى ذلك، هنا وجه الدهشة وهنا تكمن المفارقة خاصة مع طلبه من الاخرين الدعاء له بالرزق لانهم يعتبرون هذا الدعاء اكثارا من الموتى".

وختم بالقول: "الرجل مخلص لعمله ويطور من امكانياته وليرزقه الله على قدر نيته".

مصائب قوم عند قوم فوائد

يستغرب سمير عجام محمد، وهو طالب جامعي، مما يقوله الكعبي.

يقول: "ما يجعلنا نضحك مما يكتبه الرجل اننا نحب الحياة ولا نفكر فيما سيكون عليه القبر الذي سيضمنا، كل انسان سيتم دفنه بسهولة، ولكن الاستفزاز هنا ان الرجل يستعجلنا للرحيل وان لم يقصد ذلك، لذلك يمكن تصنيف ذلك ضمن (شر البلية ما يضحك)".

واضاف: بصراحة انا استغرب ما يكتبه الرجل كونه يعمل دفانا ونحن نعلم ان لكل عشيرة او اسرة دفانها الخاص، فإن كان يمزح فهو مزاح ثقيل غير محبذ عند الكثيرين، وانا سأدعو له بالرزق حين يترك هذه المهنة الى غيرها، ولا اقول سوى مصائب قوم عند قوم فوائد".

أهم مهنة في العراق

من جانبه، قال الكاتب حامد المالكي عن الدفان علي العمية: "هذا الرجل ذكي جدا، فقد طور مهنته واستورد -كما يقول- قبورا ايطالية من المرمر تضاء بالالوان الجميلة، وهذا تطور في فن الاضرحة سيزيد من غضب داعش، الذي يقتل ويذبح الابرياء فقط، حتى يطيلوا اللحى، ويقصروا الثياب، ويهدوا الاضرحة، جاوبهم العمية بتطوير فن بناء الاضرحة".

يضيف: "هناك شيء آخر، هذا الدفان يروج لأهم صنعة ومهنة في العراق اليوم، دفن الموتى، باعتبار ان الموت هو الذي يتصدر حياتنا اليوم، والرجل لم ينطق كفرا، فكما يروج الرسام للوحته والشاعر لقصيدته الخ، هو يروج لمهنته، فلم السخرية منه، واما قوله (ادعو لي بزيادة الرزق) فهو بطلبه هذا، يفهم الحياة جيدا، يفهم اننا كلنا ميتون مهما طال الزمان بنا".

وتابع المالكي: "لقد بعثت له رسالة طلبت فيها ان يقوم هو بدفني حين اموت، وان يضع فوقي القبر الايطالي الازرق المضاء، وان يوسع في لحدي، وان كان هذا سيتعبه خلال عملية الحفر، وايضا طلبت منه ان يكون القبر ركن على اربع شوارع، وامامه ساحة واسعة للطم الاهل والاحبة، اذا بقي من سيلطم عليّ، طلبت منه طلبا غريبا لكني واثق من انه سيفعله، ان يضع معي في القبر قرصا مدمجا يعزف موسيقى شوبان على طول الوقت!"
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هل ؟
حيدر عجام -

مامدى جديّة الموضوع وهل استنفذ عبد الجبار العتابي وايلاف المواضيع

ما بين علي العمية و عبده أجرني
عراقي -

لقد جعلني هذا الدفان أستحضر زميله المصري عبده أجرني الذي ظهر في فيلم جعلتني مجرما عندما ذهب المعلم أجرني -قام بدوره يوسف عيد- إلى صاحب مكتب الإعلانات الذي جسده الرائع أحمد حلمي. وكنت أظن أن ذلك مجرد فنتازيا ﻻيمكن أن تحدث، وها هي اليوم تحدث بالفعل ﻷن كلا الدفانيين أو الحانوتيين يسعيان إلى تسويق عملهما بشكل مثير، العراقي من خلال مواقع التواصل والمصري من خلال الفلفزيون -حسب تعبيره- وتوزيع سيديات عليها سويط نساء وكذلك طباعة كروت شخصية متشحة بالسواد وأخيرا عروض من قبيل -أختر قبرك بنفسك- و - الميت عليه ميت مجانا- !!!

تعليق
ن ف -

موضوع في غاية الطرافة. لقد أضحكتني كثيراً يا عتابي في زمن عزّ فيه الضحك. اعتقد أن ابن العمية ليس بحاجة إلى ندعو له بالرزق فالموت في بلدنا سلعة رخيصة ومتوفرة دائماً. تعليق الطالب الجامعي أضحكني كثيرا لا سيما حين قال: إن ابن العمية يستعجلنا بالرحيل! بالمناسبة يا عبد الجبار، هل تعرف الكاتب حامد المالكي؟ إذا كنتَ تعرفه حقاً فأطلب منه أن يُغير لقبه بحق السماء. فلقب الكاتب يذكرني بالكاتم وسرقة المليارات والطائفية والإنبطاح والميليشيات وثقافة ما ننطيها..