إيران المستفيدة من نزول أنصار عون في لبنان للشارع

ينظر تيار المستقبل إلى نزول أنصار رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون إلى الشارع أمس بأن إيران تبقى المستفيدة الأولى والأخيرة من الموضوع، بعدما شكّل نزولهم أمس مجرد بروفا لما سيحصل اليوم.
بيروت: ما حصل بالأمس من نزول مؤيدي التيار الوطني الحر إلى الشارع إعتبره الكثيرون مجرد "بروفا" لما سيحصل اليوم بعد جلسة مجلس الوزراء اللبناني. فما هو موقف تيار المستقبل من تحركات عون ونزول أنصاره إلى الشارع؟&يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) لـ"إيلاف" إن قرارنا في كتلة المستقبل كان واضحًا وهو أن التعبير الديموقراطي حق من حقوق المواطنين، والتظاهرات مهمة اليوم إذا كان هناك خللاً في الحكومة في مكان ما للإضاءة عليه، والطلب لتفعيل الحكومة، ولكن كنا فضلنا لو نزل أنصار عون للمطالبة بأن يذهب النواب إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، والعكس يحصل لأن أنصار عون نزلوا للمطالبة بتوقيف الحكومة، وعون يطرح شعارات كبيرة ولكن وقت التنفيذ تقتصر تلك الشعارات على "إما أنا رئيسًا للجمهورية، وإما صهري شامل روكز قائدًا للجيش."&ويتساءل طعمة هل تتغير حقوق المسيحيين إذا تغير قائد الجيش في لبنان؟&&ويشير طعمة إلى أن توقيت التظاهرات خاطىء والسبب الذي يتمسكون به أيضًا ليس في مكانه وتتحول الأمور إلى شخصية أكثر منها مطالب للمسيحيين.&ويلفت طعمة إلى أن الدور الكبير هو للجيش وللأمن لضبط الأمور اليوم إذا ما تفلتت عن حدها، واليوم إذا حصل أي اعتداء على كرامات المواطنين سيقف الجيش بالمرصاد، ولن يسمح بذلك، والدولة ومؤسساتها هي من تحمي المواطن اللبناني من أي اعتداء على الحريات الشخصية للأفراد شرط ألا يكون هناك اختراقًا للقانون.&انتفاء سبل الحوار&هل نزول أنصار عون إلى الشارع يعني أن سبل الحوار انتفت بين تيار المستقبل والتيار العوني؟ يجيب طعمة أن الحوار بالنسبة لعون هو إجبارنا على انتخابه رئيسًا للجمهورية وانتخاب صهره قائدًا للجيش وعدا ذلك لا يؤمن عون بأي حوار آخر، نحن وحزب الله قمنا بحوار وهو مستمر لسببين من أجل تخفيف الاحتقان المذهبي وربما التوصل إلى حل في موضوع رئاسة الجمهورية، والحوار لا يكون بالإكراه، من أجل التواصل إلى قواسم مشتركة ولا شروط تعجيزية فيه.&يتحدث الجنرال عون عن شراكة مفقودة مع الفريق الآخر وخصوصًا تيار المستقبل كيف يمكن تثبيت تلك الشراكة اليوم؟ يجيب طعمة أن هناك خللاً كبيرًا بموضوع الميثاق الوطني في لبنان، وهناك اتفاق الطائف لنرَ أين هي الثغرات فيه ونغيرها للأحسن إذا أمكن، ولكن الوقت ليس مناسبًا لهذا الأمر مع احتقان المنطقة إقليميًا، ويضيف طعمة:"في الماضي أصدر عون كتاب الإبراء المستحيل الذي يدين به تيار المستقبل، ثم عاد عن الأمر بعدما ظهرت حظوظ له برئاسة الجمهورية اللبنانيّة، وكل القصة تتمحور عند رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون على مدى حظوظ "الأنا" برئاسة الجمهورية.&ويضيف طعمة أن شعارات عون قد تكون صادقة ومحقة لكن تطبيقها على الأرض تبقى لمصالح ضيقة وشخصية تعنيه وحده ولا تعني المصلحة الوطنية ككل.&خطر الشارع&ما هو الخطر الذي يحدق بلبنان إذا نزل اليوم أنصار عون مجددًا إلى الشارع في ظل أجواء محمومة إقليميًا ؟ يجيب طعمة أن التخوف كبير في ظل بركان مشتعل حولنا، والخوف من طابور خامس يستغل الموقف لإثارة الفتن والمشاكل لأن البلد لا يحتمل الخضّات اليوم، وحتى عون حريص ويعرف أن الوضع خطر، وما حصل مجرد إثبات وجود ولكن الخوف من أن يتدخل طابور خامس لإشعال الوضع.&سلام ودوره&لأي مدى يستطيع رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام خلال جلسة اليوم إزالة فتيل الشارع؟ يقول طعمة إن سلام قام بدور كبير لمنع الاستفزاز، ولكن هناك ما يمس اقتصاد الناس حياتهم، والأهمية تُعطى اليوم لحقوق المواطن اللبناني ومصالحه.&ويلفت طعمة إلى أن المستفيد اليوم من نزول أنصار عون إلى الشارع تبقى إيران بالدرجة الأولى.