الثورة الرقمية هزت الإعلام التقليدي وصنعت المواطن الصحافي
منتدى أصيلة يجمع كهول الإعلام الرقمي العربي بشبابه
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الماجدي من أصيلة: يواصل منتدى أصيلة الثقافي في دورته السابعة والثلاثين فعالياته، التي خصص المحور الثاني من ندواتها حول الإعلام الرقمي العربي تحت عنوان (الإعلام العربي في عصر الإعلام الرقمي) على مدى ثلاثة أيام، في ندوات صباحية ومسائية يحاضر ويداخل فيها إعلاميون ومدونون عرب من مختلف الأجيال.&وإن بدا موضوع الندوة متاخراً بعد مرور سنوات على صعود الإعلام الرقمي العربي وظهور تحدٍ جديد له ممثلاً بـ(السوشال ميديا)، أو مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن فتح هذا الباب الآن خير من بقائه مغلقاً، فهو يقود إلى الحديث عن &ثورة التواصل الاجتماعي التي أربكت الإعلام العربي التقليدي، الذي لم ينته بعد من صدمة الإعلام الرقمي.&الافتتاحبداية الندوات كانت بحفل افتتاحي كبير شهدته مكتبة الأمير بندر بن سلطان في مدينة أصيلة بالمغرب مساء الاثنين 27 تموز الجاري تحدث في مستهله، رئيس منتدى أصيلة وزير الخارجية والثقافة السابق في المملكة المغربية محمد بن عيسى، مرحباً بالضيوف والمشاركين في الندوات، وعلى رأسهم وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي وممثل وزير الإعلام الكويتي، ورؤساء تحرير ومحررون وكتاب في مواقع وصحف رقمية ومدونات عربية.
&وأشاد بن عيسى بجهود وزير الاتصالات المغربي السابق العربي المساري الذي توفي قبل يومين مهدياً هذه الندوة لروحه وذكراه.ودعا بن عيسى الإعلاميين العرب، إلى دفع الدول إلى تشريع قوانين خاصة بالإعلام، تراعي الحرية في العمل الإعلامي وعدم ترك الأمر بيد الحكومات تشرعها بمفردها. وتمنى، في ختام كلمته، أن تساهم هذه الندوة ومثيلاتها في الارتقاء بدور الإعلام الرقمي العربي. ودعا بن عيسى إلى ضرورة الاستثمار المادي والرمزي الذي سيرقى بالإعلام الرقمي العربي.
&الانتقال للاعلام الرقمي صعد بعدد متابعي وسائل الاعلام حتى المرئية منها الى أرقام مليونية بعد أن كانت تقتصر على بعض الالاف كما تحدث بذلك وزير الاتصالات المغربي والمتحدث باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الذي عزّى بسلفه الراحل العربي المساري مستعرضاً انجازاته في تعزيز دور الإعلام المغربي والرقمي بشكل خاص. ورأى الخلفي أن الإعلام الرقمي يعد فرصة لتعزيز الحرية. ودعا إلى تجاوز النظرة المرتابة من الإعلام الرقمي الذي تطور بمستويات لافتة وبات ظاهرة متعددة الابعاد لا تستثني أحداً.وقارن الوزير بين الإعلام التقليدي الورقي والسمعي بصري، والإعلام الرقمي من مثال قناة أي بي سي الأميركية التي يشاهدها عدة الاف فقط يوميا، لكن من خلال شراكتها مع شركة ياهو جذبت ملايين المشاهدين الرقميين لبرامجها يومياً.&لكن الوزير رأى أن الإعلام الورقي لن يموت أمام صعود الإعلام الرقمي، قائلاً إن الإعلام الورقي عصي على التجاوز، مشيرًا إلى نشوء مؤسسات في الغرب تختص بالإعلام المتعدد (الرقمي والسمعي بصري والورقي والتواصل الاجتماعي).&وبين أن القوة الناهضة بالإعلام الرقمي هي شريحة الشباب التي اقترن هذا بها على عكس الإعلام التقليدي، وضرب مثلا في المغرب وجود أكثر من عشرة ملايين صفحة فايسبوك مغربية، أبرز أصحابها هم الشباب، داعيًا إلى عدم اعتبار الإعلام الرقمي تهديداً بل هو كشف لما تنوء به مجتمعاتنا من تقصير.وكشف الوزير الخلفي عن قرب إقرار مدونة الإعلام (قانون الإعلام) في المغرب من قبل الحكومة المغربية. وختم بأن مهمة وزارة الاتصالات التركيز على تنظيم ورفع مستوى الإعلام في البلاد ثم لن يعود من مبرر لوجود وزارة الاتصالات.&حروب الجيل الرابع&تميز دولة الكويت في حقل الرقمية انعكس على الحضور الكويتي اللافت مشاركة ورعاية للندوة التي كان وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح من الراعين ومتحمسا للمشاركة فيها، لكنه غادر أصيلة للمشاركة في تشييع جنازة شقيقته في الكويت، وناب عنه في إلقاء كلمته فيصل ليل المتلقم، الوكيل المساعد لقطاع الإعلام الخارجي الكويتي، التي تحدث فيها عن ادراك الكويت لاهمية الإعلام الرقمي مبكراً حتى بلغ عدد مستخدميه مليونين ونصف مستخدم. وأشار إلى ورش العمل والمبادرات الخاصة بالإعلام الرقمي من قبل الدولة من اجل تطويره.وتحدث عن ما يعرف بحروب الجيل الرابع المتقدمة التي تعتمد على وسائل الإعلام الرقمي من خلال استغلاله من قبل جهات وافراد بدوافع اجرامية وإرهابية، لنشر فكرها الضال وهو ما يؤكد على ضرورة مواكبة عصر الرقمنة، لتفعيل دور الإعلام الوطني في تحقيق عملية حوار انساني خلاق لبناء التمنية المعرفية الداعمة لاستقرار الشعوب.وركز على دور الشباب كعماد للاعلام الرقمي، حيث تصل نسبة الباحثين عن الأخبار من مستخدمي الانترنت إلى 65% وأن 55% منهم من الشباب في العالم، ورأى، ان ذلك يلقي مسؤولية على الإعلام العربي للعمل على استثمار هذا الاهتمام الشبابي بالإعلام الرقمي، لاستقطابه وطرح اهتماماته وآماله وطموحاته بفكر مستنير وثقافة تسامح ووسطية دينية ومجتمعية ترسيخاً لهويته وانتمائه وتحصيناً لله من فكر الكراهية والغلو والتطرف والارهاب. وأشار إلى مبادرة الكويت إلى دراسة إصدار تنظيم الإعلام اللالكتروني المهني تعزيزًا للحرية الإعلامية المسؤولة بمعايير أخلاقية وأدبية كونها شريكاً مهنيًا.&ودعا في ختام الكلمة إلى دعم وتحسين وتطوير الإعلام الرقمي وحمايته من دعوات الكراهية ورفض الآخر.
لؤلؤة ما بعد الحداثةمركز اسبار للدراسات والبحوث والإعلام في الرياض يشارك في هذه الندوات من خلال دعم المركز ورعايته لها ومساهمة رئيسه فهد الحارثي، في ندوات الإعلام الرقمي. فقد كانت كلمته في جلسة الافتتاح الأكثر ملامسة للواقع العربي، تجاه الإعلام الرقمي، مركزاً على اقتصاد المعرفة الذي نقله الينا العصر الجديد الذي نقل أيضا الإعلام الرقمي ناقلا منتجاتنا إلى عصر أرقى.ورأى الحارثي أن مجيء الإعلام الرقمي كان نذير موت النخبة! إذ أصبح الناس كلهم يشتركون في انتاج المعرفة وقد تلاشت دكتاتورية المثقف، وحلت محلها ديمقراطية المعرفة التي باتت عمودية تتغذى من الاطراف بعد ان كانت رأسية.&وأشار رئيس مركز اسبار للدراسات والبحوث والإعلام إلى أن استهلاك المعرفة يزيد في نموها على عكس كل المنتجات الأخرى.وبين أن لؤلؤة عصر مابعد الحداثة، أنتجت لنا الإعلام الرقمي الذي يمتاز بالسرعة والآنية والتفاعلية، من خلال جهاز بحجم الكف يقوم بمهمات كان يقوم بها فريق عمل كامل. ووفر عصر الرقمنة أرشيفات محيطية للاعلامي لصناعة مادته الصحافية، ومكنّه من تجديد تقريره وزيادته واشراك القراء (الصناع الجدد) فيه بعد إعلان ولادة المواطن الصحافي.وقال إن الثورة الرقمية أزاحت الصناع التقليديين وجعلت المواطن الصحافي ينتج مواده حراً طليقاً لا رقابة عليه من أي شخص أو جهة، وبأقل التكاليف. ورأى ان الإعلام الرقمي ساعد بأن ينمو للمواطن العربي بعض الريش بعد أن اختفت آثار القلم الأحمر وخفت صوت السوط والمزلاج. وبات السلطان يتودد للمواطن.&وختم الحارثي أن الإعلام الرقمي حوّل الأمر من إعلام السلطة إلى سلطة الإعلام بحق.&الندوة الأولىبعد جلسة حفل الافتتاح انطلقت الندوة الأولى التي دارها بعناية سعيد يقطين استاذ التعليم العالي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس في الرباط، الذي رأى أن الإعلام الرقمي ليس سوى جزء من الثقافة الرقمية الجديدة وبدون مشاركة كل الفعاليات في هذا المجال لن ننجح في تطويرها. ولفت إلى أن العرب مازالوا يتعاملون مع الثقافة الرقمية كوسيلة وليس كثقافة، حيث البعد الوسيطي مازال مهيمناً على ذهنيتنا. فنحن ندخل العصر الرقمي بذهنية ثقافية ماقبل الرقمية. ورأى يقطين أن من أهم مقومات الإعلام الرقمي الترابطية التي تعد ضعيفة في الإعلام الرقمي العربي. ثم التفاعلية والتعددية مثل تعدد اللغات والوسائط. فلايمكننا أن نعيش عصر الفضاء الرقمي بلغة واحدة.ليفتح، بعد ذلك، للمشاركين في الندوة باب الحديث وهم كل من ماضي الخميس، الأمين العام للمنتدى الإعلامي العربي في الكويت، الذي قدم مقارنة بين الإعلام العربي قبل وبعد العصر الرقمي، حيث شهد غياب نجوم الاعلام التقليدي وصعود نجوم جدد من الإعلام الالكتروني. ودعا إلى التنمية في المؤسسات الإعلامية العربية من تطوير الإعلام بشكل عام والرقمي بشكل خاص.
&التطورات الرقمية تأريخياً استعرضها عصام سليمان موسى، استاذ الصحافة في جامعة اربد في الأردن مستبقًا بالحديث عن الابجدية التي انطلقت كثورة قبل نحو 3 الاف سنة، ثم تلتها ثورة الطابعة في القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى وقوف شيخ الاسلام في الدولة العثمانية ضد ظهور الطابعة مفتيًا بأنها رجس من عمل الشيطان! ثم تلتها ثورة الراديو فالتلفزة ثم الرقمية التي من أبرز وسائلها الكمبيوتر والهواتف الذكية والتواصل الاجتماعي والطباعة الرقمية ثلاثية الابعاد إلى سيارة غوغول ذاتية الحركة. ورأى أن كل ثورة من هذه الثورات قلصت من احتكار السلطة فثورة الابجدية قلصت سلطة رجال الدين وثورة الراديو اقترنت بالحقوق المدنية ورسخت الثقافة الشفاهية. وتساءل موسى عن مدى بقاء العرب مستهلكين للتكنولوجيا، وهل سيصبحون صانعين لها؟ وهل نستطيع حجب فيض المعلومات في عقر دارنا؟ مستغربًا من مواصلة بعض الأنظمة باختراق اجهزة مواطنيها والتجسس عليهم.&&الشباب عماد الثورة الرقميةاجماع المتحدثين على دور الشباب الفاعل في الاعلام الرقمي أسهم بإشراك هند احمد الناهض مستشارة اتصال وإعلام حديث ومتخصصة في مجال التواصل الاجتماعي، التي تحدثت باقتضاب عن تجربتها في الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي الذي وجدت فيه ميزة السرعة في الوصول إلى المعلومة وسرعة الانجاز وتوظيف المعلومة. وتحدث عن تقنية الانفوغرافيك& الذي يحول المعلومة أو البيانات المعقدة إلى صورة أو رسم يسهل تلقيها بطريقة محببة ومسلية ومفيدة وهو يوصل المعلومة بسرعة أعلى تصل إلى 35%.
&لكن لعبد الله عمراوي استاذ العلوم الانسانية وقاص، كان لافتًا استهلاله بالحديث عن التناص في الإعلام الرقمي في مداخلة بعنوان الإعلام الرقمي العربي بين المشروع والمنجز، أشار فيها إلى تمكن الإعلام الرقمي من كشف حقائق طالما جهدت الدول في إخفائها. ورأى أن الإعلام التقليدي هو رديف للإعلام الرسمي على عكس الإعلام الرقمي. وتساءل هل يمكن للسلطات العربية التخلي عن الإعلام التقليدي أما سطوة الإعلام الرقمي؟ وأضاف أن الثورة الرقمية سحبت التسلط من تحت أقدام الحكومات، وضرب مثلا بثورات الربيع العربي كنتاج للاعلام الرقمي.وبيّن أن الانتقال إلى الإعلام الرقمي ضرورة حتمية على الدول العربية التي يتوجب عليها التخلي عن سلطة الإخضاع والمراقبة من أجل بث معلومة ترضي الحكومة فقط.لكنه سجل على الإعلام الرقمي العربي وقوعه في خطأ المهنية حين تحول صوت المعارضين السياسيين للحكومات فقط. وختم عمراوي باستحالة الحجر على الإعلام في عصر الثورة الرقمية لأن أبناء هذه الثورة من الشباب الذين لم يعودوا خاضعين للاعلام السلطوي.
&دعوة لترك الكتابة بالقلمالإعلامية المغربية الشابة شامة درشول، الباحثة في الإعلام والتغيير ورئيس وكالة إيوا لتمكين النساء. استهلت حديثها بالحديث عن تجربتها مع الإعلام الرقمي وتطورها كمدونة ثم صحافية رقمية ثم مستشارة. وتساءلت عن سبب النظر لشريحة اعلاميي "الأونلاين" بعين الريبة والدونية من قبل الإعلاميين التقليديين ضاربة مثلا بما لمسته في أروقة قناة الجزيرة القطرية، ونظرات المذيعين لها ولزملائها من الشباب على عكس التعامل والاحترام لهم في دول الغرب ومؤسساته الإعلامية. وتطرقت إلى التمييز حتى في دفع الأجور للاعلاميين الرقميين الذين برغم الجهد الاكبر الذي يبذلونه في عملهم، لكن يبقى أجرهم أقل من زملائهم غير الرقميين. ودعت في لحظة حماس إلى التخلي عن الورقة والقلم والاعتماد فقط على الأجهزة الرقمية في العمل الصحافي الرقمي. وهو ما أثار قبول واستغراب الحضور وخلق نقاشات جانبية حول الاحساس الذي تخلقه الورقة ومسيرة القلم في عربة الاصابع والكف على طرقاتها ويمارسها صحافيون رقميون وتقليديون، لكنّ آخرين وجدوا أن ترك استخدام القلم والاكتفاء بالكتابة الرقمية يساهم في سرعة الانجاز وله متعة خاصة لممارسيها.
&يذكر أن منتدى أصيلة تأسس قبل 37 سنة من قبل وزير الخارجية ووزير الثقافة السابق في المغرب ورئيس الملجس البلدي الحالي في أصيلة محمد بن عيسى وشارك فيه العديد من الأدباء والفنانين والسياسيين والإعلاميين من الدول العربية والأجنبية.&&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف