قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الماجدي من أصيلة: منذ 37 عاماً، دأب منتدى أصيلة الثقافي على تخصيص جانبٍ موسع من نشاطاته للفنون التشكيلية، حيث مر على مشغل الفن التشكيلي الملحق بقصر الثقافة في المدينة القديمة، فنانون من دول عدة من بينها اليابان وفرنسا واسبانيا وإيطاليا وبيرو والهند وأميركا، إضافة للمغرب وبقية الدول العربية، يتوزعون على فضاءات المشغل الواسع القريب من محل إقامتهم، ويضم كل ما يحتاجه الفنان من مواد لإنجاز عمله من ألوان وأجهزة وآلات قص وحفر وضغط، إضافة الى مكان العمل في فضاء مفتوح أو مغلق.على الرغم من فتح المنتدى الباب واسعًا لطريقة عمل الفنان المشارك، الا أن الملاحظ تركيز الفنانين المشاركين على فن الغرافيك، ربما لوجود عدد غير قليل من آلات أجهزة انجاز الغرافيك، في ورشة المنتدى، وخبراء يقدمون النصائح و الخبرات الفنية ويتبادلونها. ولاهتمام المنتدى بالفن التشكيلي، فقد خصص هذا العام الإحتفاء بذكرى ومنجز الفنان المغربي فريد بلكاهية، كضيف شرف من خلال ندوات حول منجزه ومعارض لأعماله واخرى مستوحاة منها.&
أكبر متحف تشكيليالفنان محمد عنزاواي من فناني مدينة أصيلة، يقوم بالإشراف على ورشات الفن التشكيلي برفقة الفنانة سناء السرغيني، حيث يتقاسمان الاشراف بين ورشتي الصباغة (الرسم) والحفر (الغرافيك) وبسبب تعرض الفنانة سناء السرغيني لحادث، يتولى بمفرده الاشراف على الورشتين بمساعدات واستشارات من فنانين آخرين مثل الفنانة مليكة أكزناي.&قال عنزاوي لـ إيلاف، إن منتدى أصيلة الثقافي بات معروفاً على مستوى العالم إذ يبادر الفنانون الى إرسال سيرهم ونبذ من أعمالهم، لغرض المشاركة في الورشات التشكيلية كل عام، وتتوجه الدعوات الى أصحاب الأعمال الجيدة، وذوي الخبرة التشكيلية التي تفيد الفنانين الشباب والمواهب الفنية الصغيرة، الذين يخصص لهم منتدى أصيلة مشاغل سنوية. وأضاف عنزاوي، مستدركًا، أن الدولة ضيف الشرف ترشح وتدعو فنانين أيضاً للمشاركة في الورشات التشكيلية.وبيّن أن أعمال البناء انطلقت منذ فترة لانشاء أكبر متحف تشكيلي للفن الحديث في العالم العربي، كان رئيس المنتدى الوزير محمد بن عيسى اقترح إنشاءه منذ سنوات، وسيضم آلاف اللوحات الفنية بين رسم وغرافيك ونحت، أنجزها فنانون من مختلف دول العالم، إذ تتضمن مشاركة الفنان في ورشات أصيلة التشكيلية تقديم عملين للمنتدى، وله الحرية في انجاز أي أعمال أخرى له خلال فترة تواجده في المشغل الفني لمدة أسبوعين يوفر له المشغل كل ما يحتاجه لانجازها. وأضاف عنزاوي أن المتحف سيضم مدرسة للفنون الجميلة ومكاناً مخصصاً لإقامة الفنانين المشاركين.&
ثقافات مختلفةمن بين الفنانين المشاركين هذا العام الفنان الياياني المقيم في باريس أكيمي ناغوتشي، الذي عرضت أعماله الغرافيكية في أكثر من مئة محطة مترو في باريس. يشارك هذا العام بـ 12 عمل حفر مختلفة الأحجام والألوان، لا يوفر وقته حيث واصل عمله وهو يتحدث الى إيلاف، معبراً عن سعادته بمشاركته الثالثة في مشغل أصيلة التشكيلي الذي يرى فيه فرصة مهمة له على الصعيد الفني إذ يرى أن هذا المكان يمنحه ديناميكية تجدد نشاطه بعد أشهر من عمله المنفرد في مشغله الفرنسي. فالعمل المشترك مع فنانين من ثقافات مختلفة وفي مكان ساحر يلهم، يفتح لدى الفنان نوافذ جديدة. من الأعمال التي يشارك بها في هذا العام إدخال ملعقة الطعام في مواضيع متعددة ينجز أغلبها يدوياً.على مقربة من الفنان الياباني، ينشغل الفنان المغربي التباري كنتور، بأكثر من عمل غرافيك مركزاً على التخطيط اليدوي على الزنك والطلاء بأحبار خاصة ثم تركها للأسيد يتولى عملية حفر العمل على الزنك. ويفضل هذا الفنان التقليل من استخدام الآلات في انجاز الأعمال الفنية، ويرى أن الورق الذي يستخدم لطباعة الغرافيك يمكن إنجاز عمل فني به دون طباعة ضمن تقنيات بسيطة متوفرة في الطبيعة. وله مشاركات عديدة داخل وخارج المغرب منذ عام 1972.بعض الفنانين الشباب ينهمكون أطول وقت لانجاز أعمال تلفت نظر زملائهم في المشغل، خاصة الأكبر منهم سناً الذين لا يتوانون عن تقديم ملاحظات نقدية خلال جلسات شرب وجلسات الاستراحة التي يخصصون منها أكثر من جلسة نقدية متبادلة.&الفنان البحريني عمار آل محمود، يشارك أول مرة في مشغل أصيلة طوّر عمله في الخط العربي الى الرسم من خلال الدراسة الفنية ويركز على الحروفية التي يستخدم فيها الاكليريك مع معالجات بالكحول واحبار الخط العربي كما في لوحته الاولى في المشغل، التي يستعد لانهائها للمباشرة في اللوحة الثانية، وربما أسعفه الوقت للوحة ثالثة، كما أخبر إيلاف، مبيناً أن موضوع لوحته الاولى كان ايحاء من أمواج بحر أصيلة وفضائها.من فناني الغرافيك أيضاً تشارك الفنانة الاسبانية أنجليس تيسيترا بعمل غرافيك في مراحله الأخيرة مستوحى من الحارات الخلفية في مدينة أصيلة مركزة على رجل مسن يتوسط متجره المتواضع. وتتهيأ للوحة مائية بحجم صغير. قالت لـ إيلاف إنها تمارس العزف مع الفن بصحبة عازفين اثنين، لكنها تعزف "فنياً" على جسم اللوحة بكفيها أو بآلات خشبية.فنان غرافيك آخر من إيطاليا هو ساندرو براكيتا قال إنه يعمل هنا وفق نمط أوروبي بإطار مغربي. لديه أعمال وتصاميم عديدة أنجزها في إيطاليا ويفضل العمل على الألمنيوم. قال إنه استفاد كثيرًا منذ بداية الورشة، خاصة مع وجود فنانين من ثقافات مختلفة يشاركونه ذات الطاولة.الفنانون المشاركون في دورات سابقة في المنتدى هم الأسرع في انجاز أعمالهم، خاصة التي يهدونها الى المنتدى ليتفرغوا لانجاز الاعمال التي يصطحبونها معهم بوجود مواد وآلات تحت تصرفهم وخبرات فنية مختلفة وناقدة أحيانا.&الفنان المغربي سعد التازي يفضل العمل على النحاس، قال إنه سينجز ثلاث لوحات يطبع 9 نسخ من كل عمل يقدم للمنتدى 3 نسخ من كل عمل. ومن السنغال يشارك فنانان هما امادو دين الذي يشارك بلوحة أكليريك مفضلاً الأعمال التجريدية، ومعه جينبو سيندين التي ستشارك بعملين متوسطين إكليريك وباستيل، توشك على انجازهما معًا سيكملان بعضهما، حيث سيكون الاكبر كإطار للاصغر ثم تضمهما بإطار أكبر.الفنان خوان فالندرس من بيرو، ويقيم في باريس قال إن هذه هي مشاركته الثالثة في منتدى أصيلة التي ينتظر كل عام حلول الصيف ليشد رحاله الى أصيلة التي حين يتركها يترك قلبه فيها متعلقًا بها، كما أخبر إيلاف. ويرى أن أصيلة منحته دفقات عاطفية وظفها فنياً. عمله في مشغل أصيلة استشاري فني في أعمال الغراغيك خاصة.&
مشاركات متواصلةومن المشاركين منذ سنوات طويلة في مشاغل المنتدى الفنانة المغربية الشابة نرجس الجباري التي قالت إنها واكبت ورشات المنتدى حيث منذ صغرها في ورشات الأطفال حيث ولادتها في أصيلة& ثم الشباب، والتي تقام على هامش مشاغل التشكيل، ثم دخلت مدرسة الفنون الجميلة لتكون من وجوه مشغل منتدى أصيلة الفني. قالت إنها تعلمت تقنية الحفر في ورش المنتدى وتصر على أن سماء مدينة أصيلة مختلفة تماماً عن سماء أي مدينة مغربية، وهي تركز على اللونين الأبيض والأسود في أعمالها حتى في الجداريات التي تشارك فيها هذا العام.أما الفنانة المغربية مليكة أكزناي، فقد استذكرت بحنين الفنانين الذين مروا على مشغل أصيلة التشكيلي مثل رافع الناصري وعمر خليل وروبرت بلاكبيرد، وسواهم شجعوها على ممارسة الغرافيك بعد أن كانت تركز على الرسم، وقد انتقلت أيضا بعد الغرافيك الى النحت، حيث تنجز عملاً مستوحى من أعمال الفنان المغربي الراحل فريد بلكاهية الذي كرم منتدى أصيلة ذكراه هذا العام كضيف شرف المهرجان.&&