أخبار

اللاجئون يسابقون الوقت على الحدود الصربية-المجرية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كانيزا: مع حلول الليل يبدأ مئات اللاجئين المرهقين رحلة متعبة جديدة للعبور من صربيا الى المجر، علهم يسبقون انتهاء بودابست من بناء سياج يمنعهم من دخول الاتحاد الاوروبي آملين ان تكون هذه آخر محاولاتهم الخطرة في مغامرة البحث عن حياة جديدة.

يسعى هؤلاء الى استغلال فرصة عدم انتهاء السلطات المجرية من بناء سياجها على طول الحدود لمنع تدفق اللاجئين اليها.&والمجموعة مؤلفة بشكل اساسي من سوريين فروا من النزاع الدموي الذي يعصف في بلادهم منذ ما يزيد عن اربع سنوات، اباء يحملون اطفالهم فوق اكتافهم، وامهات يتمسكن باطفالن الى جانبهن وبينهم رجل مصاب في رأسه اثر لقاء بحسب قوله، مع "مافيا صربية".&ويقول محمد، الطبيب الشاب من حمص "نمشي سوية لنحمي بعضنا. السفر مخيف خاصة للنساء والاطفال ونحن نتحرك ليلا لتفادي الشرطة. ما نريده ببساطة هو الوصول الى المانيا او السويد".&وتحولت الحدود بين صربيا والمجر الى نقطة اساسية لعبور اللاجئين الفارين من ويلات الحرب بحثا عن حياة افضل في الاتحاد الاوروبي ومجال شينغن (التأشيرة الموحدة).&وسجلت المجر وصول اكثر من مئة الف طالب لجوء منذ بداية العام الحالي، اي الضعف مقارنة بالعام 2014. ويبدو ان هذا الرقم في ازدياد اذا ان حوالى 1500 لاجئ ينجحون بالدخول الى المجر يوميا مقارنة مع الف شخص منذ اشهر عدة.&&وغالبية اللاجئين يجدون في صربيا طريق العبور الانسب الى المجر.&&الا ان الحكومة المجرية وعلى رأسها فيكتور اوربان ولمواجهة تدفق اللاجئين بدأت في منتصف تموز/يوليو بناء سياج علوه اربعة امتار وعلى امتداد 175 مترا على الحدود المجرية - الصربية. ومن المفترض ان تنتهي من بناء اول جزء منه غدا الاحد.&وحتى الآن، ضبط عدد من اللاجئين على الكاميرات المنتشرة على ابراج مراقبة الشرطة المجرية كما عناصر الشرطة الالمانية والنمساوية ممن ارسلتهم الوكالة الاوروبية "فرونتكس".&اما هذا المساء، فعمدت مجموعة اللاجئين التي رافقتها وكالة فرانس برس عصرا الى اختيار طريق ترابي على ضفاف نهار وسرعان ما تفرقت عند رؤيتها للاضواء الزرقاء من سيارة تابعة للشرطة المجرية.&ويصرخ محمد "لماذا لا يسمحون لنا بالمرور ببساطة، في كل الاحوال نحن لا نريد البقاء في المجر".&ومن تم توقيفهم نقلوا الى مركز للتسجيل في مدينة سغيد القريبة وغالبيتهم يطلب اللجوء، ويتم ارسالهم لاحقا الى مخيمات اللاجئين المنتشرة في هذا البلد في وسط اوروبا.&اما من الجهة الصربية في كانيزا، يتجمع عدد من اللاجئين الجدد في الساحة الرئيسية من المدينة قبل الرحيل. وتروي كتالين فارغا وهي من سكان المدينة "لا يتلقى هؤلاء الكثير من المساعدة من قبل السكان، لذلك احاول ان افعل ما بوسعي، احضر لهم المياه، واعطيهم التوجيهات".&ويثير وجود اللاجئين توترا في هذه المدينة، خاصة ان الفنادق تتذمر من تراجع السياح. ويخشى سكان كانيزا ان تختنق مدينتهم باللاجئين حين تنجز المجر سياجها في نهاية آب/اغسطس الحالي.&يتغير الطقس ويدوي صوت الرعد وتبدأ الامطار بالتساقط، فتجبر الشرطة احد الفنادق على استقبال عشرات اللاجئين، وبينهم اطفال. ولكن صباح اليوم الثاني يصرخ صاحب الفندق فيهم طالبا منهم الرحيل.&ويروي سالم، طالب التمريض في الـ22 من العمر، "اجبرنا على دفع خمسة يورو عن كل شخص من اجل البقاء داخل الفندق، من دون سرير او غذاء او مياه، وهذا ينطبق حتى على الاطفال". ويجهز سالم حقيبته وثيابه لا زالت رطبة وفي يده اوراقه المبلولة الذي تثبت انه يحق له المرور مؤقتا عبر صربيا.&&غالبية اللاجئين هنا من المسلمين، ولكن في المجر فيكتور اوربان كرر مرارا ان الثقافات الاخرى غير مرحب بها في بلاده و"اوروبا يجب ان تبقى للاوروبيين".&وبعكس خطاب السلطة المجرية هذا، يتجمع متطوعون في محطة سغيد ليوزعوا الغذاء والمياه والادوية على اللاجئين الذي سيستقلون القطار ليقلهم الى المخيمات.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف