قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بينما تشتد المعارك بين الفرق المتقاتلة في سوريا، إلا أن تجارة التهريب تجمعهم، إذ يحاول كل طرف حماية هذه التجارة في السويداء، لاكتساب لقمة العيش.&تشكل لقمة العيش العنصر الوحيد الجامع بين الفرق المتقاتلة في سوريا، فتجدهم في محافظة السويداء المجاورة للحدود الأردنية، يتقاتلون في ساحات المعركة، ويتشاركون تجارة التهريب المحمية من طرفي النزاع.&المفتاح الأساس لعبور البضائع من المناطق التي يسيطرون عليها إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة توفر لهم أدنى متطلبات الحياة.&&كحال معظم المحافظات، تأثرت السويداء المحاذية لدرعا والمجاورة للحدود الأردنية، كثيرا بالحرب الدائرة على الأراضي السورية منذ ما يقارب الأربع سنوات.&وعلى الرغم من عدم جواز مقارنة الأوضاع الميدانية في السويداء بالمناطق التي تشهد اشتباكات ومعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة، إلاً أن المحافظة التي لا تزال خاضعة لسيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، باتت تعاني خصوصا على المستويين الإقتصادي والمعيشي.&
أعداء القتال حلفاء التهريب&المعاناة التي تعيشها المحافظة، ساهمت في ازدهار تجارة التهريب التي راجت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وقد وحدت الأزمة المعيشية التي طرأت، بين طرفي الصراع، (أنصار النظام والمعارضة)، فأصبحوا أعداء القتال، حلفاء وإن كان بشكل غير مباشر، بهدف اكتساب لقمة العيش.&
عرابو الصفقات&&تجارة التهريب المنتشرة حاليا لا تشمل المواد الغذائية فقط أو الحاجات الأساسية، السوق هنا مفتوحة أمام تهريب الأسلحة والذخائر، والمحروقات (بنزين ومازوت)، وكافة الأمور التي تهم المستهلكين، والمفاجأة تكمن في أن بعض القيّمين على استتباب الأمن من جانب النظام، بات ينظر اليهم على أنهم عرابو الصفقات، والمفتاح الأساس لعبور البضائع من المناطق التي يسيطرون عليها إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.&
أسلحة بين الخضار والفواكه&في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن عمليات التهريب التي أصبحت تجري على قدم وساق، خصوصا بعد تدهور سيارة كانت تحمل “البندورة” في ساحة تشرين السويداء ليتبين بعد انقلابها ان قواذف ار بي جي ورشاشات فردية ورشاش متوسط وذخائر بالإضافة الى مواد تستخدم لصناعة العبوات المفخخة، كانت مخبأة بين الخضار والفواكه.&
السلطات الأمنية غائبة&&يقول مصدر خاص في السويداء لـ"إيلاف"، معلقا على ارتفاع معدل عمليات التهريب القائمة خصوصا بين درعا والسويداء، "في الفترة الماضية كان المهرب يشعر بالخجل في بلدته، وعلى الأخص اذا كان يعمل في تهريب الاسلحة والذخائر، أما اليوم فقد أصبح المهربون أكثرية في بلدات السويداء"، مضيفا" على سبيل المثال، تم توقيف سيارة محملة بقذائف الهاون على مدخل المدينة، فعمد عدد من الأشخاص إلى مصادرتها وبيعها لتاجر سلاح، دون أن تتجرأ السلطات الأمنية على التدخل".&
من كتائب البعث إلى لجوء أوروبي&المصدر يكشف النقاب "عن قضية بطلها (ش.ف)، عضو في كتائب البعث التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري،"، ويقول،" نصب الرجل وعدد من مقاتلي الكتائب في المحافظة، كمينا لعصابة تقوم بسرقة مادة المازوت، وتهريبها الى خارج المحافظة، وتمكنت المجموعة من إلقاء القبض على ثلاثة اشخاص اعترفوا بتهريب المحروقات بواسطة جراراتهم الزراعية من أجل بيعها لفصائل المعارضة وجبهة النصرة"، متابعا،" بادر (ش.ف) إلى تسليم الموقوفين للجهات الأمنية المختصة، ولكنه صُعق إثر قيام الأخيرة بالإفراج عنهم واعادة جراراتهم الزراعية بعد مضي أيام قليلة على توقيفهم".&مشيرا "إلى ان صدمة (ش.ف)، دفعته إلى الوقوف في ساحة بلدة نجران، للإعلان عن استعداده لحماية المهربين والسارقين وذلك من اجل إغاظة الجهات الأمنية التي تحارب مناصري النظام وتغض النظر عن المتعاملين مع المعارضة بحسب رأيه"، كاشفا،" ان الرجل فضل بعد ذلك اللجوء إلى بلد أوروبي بعد الأمور التي شاهدها".&
المهربون أصبحوا أكثرية شعبية&ويضيف المصدر،" اثر هذه الحادثة، أصبحت البلدة تعج بعشرات المهربين، بعد ان كان عدد من يمتهنون هذه المهنة لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وبدأت الدولة تفقد سلطتها شيئا فشيئا".