أخبار

بسبب انتقادات الجمهوريين المستمرة له

شكوك في طهران حول مستقبل الإتفاق النووي

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يثير مستقبل الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة اسئلة كثيرة في طهران، مع قرب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، والتي يسعى الجمهوريون الذين يوجهون انتقادات حادة لهذا الاتفاق للفوز بها.

طهران: رغم التوتر المستمر وانعدام الثقة المتبادل، فإن الحكومة الايرانية والرئيس الاميركي باراك اوباما شريكان في هذه المعركة، واعلنا لجمهوريهما ان اتفاق 14 تموز/يوليو هو افضل اتفاق ممكن.

ولكن قبل 15 شهرا فقط من الانتخابات الرئاسية الاميركية، فإن معارضي هذا الاتفاق التاريخي، وخصوصا من يسعون للحلول مكان اوباما، يصبون جام غضبهم عليه.

ولم يتعهد اي مرشح جمهوري بارز دعم هذا الاتفاق الموقع بين ايران والولايات المتحدة والدول الخمس الكبرى، فيما وعد عديدون بإلغائه في حال انتخبوا.

وصرح المرشح الجمهوري الى الرئاسة جيب بوش الاربعاء ان "الاتفاق مع ايران مهزلة"، واضاف ان قواعد تفتيش المواقع النووية الايرانية غير واضحة.

وقال الاستاذ في جامعة طهران فؤاد ازادي، وهو محلل سياسي تلقى جزءا من تعليمه في الولايات المتحدة، ان هذه التدخلات تثير شكوكا في ايران حول ما اذا كانت الولايات المتحدة "قادرة على المضي قدما".

واضاف "اذا وصل شخص مجنون الى البيت الابيض فهناك امكانية لانهيار الاتفاق (....) ليست الاشهر الـ18 المتبقية هي التي تقلقني، بل ما سيحدث عند ذهاب اوباما. الناس قلقون بشأن ذلك".

عندما تم التوصل الى الاتفاق النووي، الذي يسمح برفع العقوبات الدولية المفروضة على ايران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، برزت المواقف المعارضة لهذا الاتفاق، وخصوصا من اسرائيل.

ومنذ ذلك الحين لم تتوقف معركة المرشحين والنواب الجمهوريين ضد الاتفاق.

وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين ايران والولايات المتحدة، اللاعب الدولي الرئيس في المحادثات بقيادة وزير الخارجية جون كيري، في العام 1980، بعد مرور عام على الثورة الاسلامية.

وازداد العداء تجاه ايران، بالنسبة الى كثير من الاميركيين وبينهم نواب في الكونغرس، جراء عملية احتجاز 52 اميركيا رهائن في سفارة واشنطن في طهران لمدة 444 يوما.

ومن المتوقع ان يجتمع الكونغرس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بمجلسيه في ايلول/سبتمبر لتمرير قرار يعارض الاتفاق النووي، علما بانه من غير المرجح حتى الان ان يتمكن الجمهوريون من جمع غالبية الثلثين لتحقيق ذلك. واذا تمكنوا فسيلجأ اوباما عندها الى الفيتو.

ويبقى للجمهوريين الوصول الى البيت الابيض في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 لمواجهة هذا الاتفاق.

واعتبر المحلل السياسي والاستراتيجي امير محبيان، الذي تربطه علاقات وثيقة مع القيادة الايرانية، ان الجمهوريين يقدمون "مخرجا" لايران بشأن الاتفاق النووي ربما من غير قصد.

واضاف "اذا كان اوباما غير قادر على ادارة هذا الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين نستطيع ان نقول للعالم +فعلنا كل ما في وسعنا+ لكن ايران لن تكون السبب في فشل الاتفاق".

وتابع "لا يمكن لاحد القول ان ايران لم تبد مرونة ولم تكن ترغب في حل المشكلة. سينظر الى الموضوع على انه خطأ الولايات المتحدة".

وقال محبيان ان مثل هذا الموقف يجعل من اي خيار آخر بشأن البرنامج النووي الايراني، بما في ذلك الخيار العسكري، صعبا.

واضاف "بعد هذه المحادثات، اي تحرك جاد متعدد الاطراف ضد ايران، سيكون صعبا على الولايات المتحدة تبريره للدول الاوروبية، وخصوصا بعد العراق. واذا ما اتخذت الولايات المتحدة قرارا احاديا فسيكون اسوأ بالنسبة اليهم".

وتتزامن المعركة في الكونغرس بشأن الاتفاق مع حملة اعلامية في واشنطن وطهران.

واجرى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، المفاوض الايراني الرئيس في المحادثات النووية، عدة لقاءات اعلامية رفيعة المستوى مؤخرا في العاصمة طهران حول الاتفاق.

ورغم معارضة الكونغرس، وانتقادات بعض الجنرالات في ايران، قال ظريف في 29 تموز/يوليو انه ليس "متوترا او قلقا" من ان شروط الاتفاق ستنفذ بالكامل في غضون اشهر.

لكن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي لم يعلن دعمه للاتفاق.

ورغم اشادته بظريف والمفاوضين الايرانيين، هاجم خامنئي الولايات المتحدة التي اتهمها بالسعي الى "التسلل" الى ايران عبر الاتفاق النووي.

وقال ان الولايات المتحدة "تعتقد انها ستجد بالاتفاق وسيلة للتسلل الى البلاد. لن نسمح باي تدخل سياسي او ثقافي. وبكل قوانا -- الكبيرة بفضل الله -- سنقاوم هذا التدخل".

وفي هذا السياق، اشار محبيان الى ان احدا من المرشحين الجمهوريين لم يقدم بديلا واضحا.

واضاف "لم تظهر الولايات المتحدة اي اشارة الى ان قيادتها السياسية قوية كما تدعي"، في اشارة الى الانقسام بين الكونغرس والبيت الأبيض. وقال ان "عدونا لا يتصرف بعقلانية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف