محطات القطار في بودابست تتحول مخيمات للاجئين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بودابست: بدأت محطات القطار في بودابست تشبه مخيمات لاستقبال اللاجئين نتيجة اشتداد ازمة المهاجرين التي تعصف بالمجر وبات مئات الاشخاص يفترشون الارض، ويعمدون الى تجفيف ثيابهم على الادراج.
"هذا امر لا يمكن تصوره"، قال لوكالة فرانس برس المسافر كسابا هافاسي في المحطة الشرقية للمدينة، قبل ان يمشي بين مئات الرجال والنساء والاطفال الاتين من الشرق الاوسط وآسيا الوسطى.
وبصخب، يطلب بعض من هؤلاء الاشخاص الذين يجلسون على اغطية، الماء والمساعدة الطبية من افراد منظمة غير حكومة تساعد المهاجرين، وتستعين بالشعب المجري عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتوزع هباتهم منذ حزيران/يونيو.
ولا يتوقف بكاء الاطفال تقريبا. واحيانا& يتنكر متطوعو المنظمة غير الحكومية بلباس مهرجين لتسلية الاطفال، او يعطونهم طباشير للرسم على الارض. وقالت جوديت موزير (60 عاما) التي اتت لتقديم العاب للاطفال "يحزنني جدا ان ارى الاطفال في محنة".
واضافت "بصفتي جدة، لا استطيع ان اتخيل حالة اليأس التي بلغها الاهل حتى يقوموا بهذه الرحلة الطويلة. يجب ان نساعد هؤلاء الناس". وفي وقت سابق من هذا الشهر، عمدت بلدية بودابست الى اقامة حمامات ومراحيض في مناطق الترانزيت في المحطات.
وتسجل اسماء المهاجرين لدى وصولهم بصفتهم طالبي لجوء، وتطلب منهم السلطات التوجه بالقطار عبر بودابست الى واحد من المخيمات الرسمية للاجئين في البلاد.
لكن كثرا يختارون البقاء فترة اطول في محطات العاصمة، ينتظرون افراد عائلاتهم او حتى يقرروا الخطوة التالية التي سيقومون بها، كما قال احد المتطوعين. وفيما تواجه اوروبا اسوأ ازمات المهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية، اصبحت المجر، على غرار ايطاليا واليونان، بلد "خط الجبهة".
ولدى وصولهم الى المجر، العضو في الاتحاد الاوروبي وفضاء شنغن، يصبح من السهل نسبيا على المهاجرين ان يتابعوا طريقهم نحو المانيا او السويد اللتين يختارهما القسم الاكبر منهم.
وقال شاب افغاني كان جالسا مع افراد من اربعة اجيال من عائلته في المحطة الغربية ببودابست، "نريد الذهاب الى المانيا التي يقيم فيها افراد من العائلة".
وقد وصلوا الاثنين الى المجر، كما قال، بعد توقف استمر ثلاثة ايام على الحدود بين اليونان ومقدونيا التي اعلنت حالة الطوارىء. واضاف "لو كنا نعرف ان الرحلة ستكون صعبة الى هذا الحد، لبقينا في بلادنا".
وقد اعتمد رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان سياسة متشددة ضد الهجرة، وتقيم السلطات سياجا معدنيا على طول الحدود مع صربيا.
ومنذ بداية السنة، دخل 140.500 مهاجر المجر، وجميعهم تقريبا عبر صربيا، كما تقول الشرطة. وفاق العدد اليومي للواصلين الجدد 2000 في آب/اغسطس، في مقابل ما بين 250 و500 في بداية السنة.
وفيما من المقرر الانتهاء من بناء السياج في 31 آب/اغسطس، يتزايد عدد الواصلين، واجتاز رقم قياسي بلغ 2500 مهاجر يشكل الاطفال اكثر من 500 منهم، الحدود الثلاثاء.
وخلافا للموقف المتشدد للسلطات، يبدي عدد كبير من المجريين تعاطفا مع المهاجرين، ويساعدونهم بالمواد الغذائية والملبوسات والادوية وحتى ببطاقات القطار، ويتوجهون بأعداد كبيرة الى مراكز منظمة مساعدة المهاجرين المخصصة لجمع المساعدات.
لكن احدى المسؤولات عن هذه المنظمة، سوزانا زوهار (36 عانا) تعترف بأن بعض المارة يسألونها لماذا لا يساعدون بالتالي المجريين الفقراء؟
وتجيب هذه الأم العزباء لثلاثة اولاد والتي توزع المساعدة على اللاجئين الذين يصلون الى المحطة الغربية، "أريهم صورا عما حصل في حلب" بسوريا "في السنوات الاربع الاخيرة".
وتؤكد ان "المتطوعين يقومون بأعمال تفوق طاقتهم، وعلى السلطات التدخل وأخذ الامور على عاتقها، لأننا نواجه الآن خطر حصول ازمة انسانية".