داعش يواجه صعوبة في ترسيخ وجوده في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قاعدة خوجياني الافغانية: تمكن تنظيم الدولة الاسلامية المدفوع باهداف توسعية من تأمين موطئ قدم له في افغانستان ارض الجهاد كما يرى، لكنه لم ينجح حتى الآن في فرض وجوده بمواجهة حركة طالبان وسكان روعتهم "وحشيته" وغارات الطائرات الاميركية المسيرة.
وخلافا لما حدث في سوريا والعراق، حيث يسيطر "الدولة الاسلامية" على مساحات واسعة، جرى انشاء الفرع الباكستاني الافغاني للتنظيم الجهادي انطلاقا من عناصر سابقين في طالبان. فقد قام مقاتلون سابقون في حركتي طالبان الباكستانية، بينهم الناطق باسمها السابق شهيد الله شهيد، بالاعلان في تسجيل فيديو مبايعتهم "الخليفة ابو بكر البغدادي".
وجاء تكريس الدولة الاسلامية بعد ذلك باعلان القادة الجهاديين ولادة "ولاية خراسان" المنطقة التي تشمل افغانستان وباكستان وبعض المناطق المحاذية. وهناك خاصية اخرى تكمن في مسيرة هؤلاء الناشطين. وقال المحلل الافغاني جواد كوهيستاني ان "مقاتلي داعش في افغانستان معتقلون سابقون في (معتقل) غوانتانامو (الاميركي) وعرب وباكستانيون واعضاء سابقون في طالبان بايعوا الدولة الاسلامية".
وتمكن تنظيم الدولة الاسلامية من الاستفادة من وضع مناسب ليجند من صفوف طالبان المستاءة جدا بعد اخفاء وفاة الزعيم التاريخي للحركة الملا محمد عمر لاكثر من عامين. وقال الملا ميرويس، الذي كان عضوا في طالبان واصبح قياديا في "الدولة الاسلامية" في منطقة كاجاكي في ولاية هلمند الجنوبية، "لم يعد المسؤولون في طالبان يتمتعون باية فضائل".
وبحماس القادمين الجدد، يقوم ناشطو تنظيم الدولة الاسلامية بمهاجمة اخوة السلاح السابقين. وقال كوهيستاني ان تنظيم الدولة الاسلامية ينافس طالبان في مناطق كانت خاضعة لسيطرتهم في ولايات ننغرهار وكونار ولغمان شرق البلاد وهلمند و"بعض اقاليم ولايات الشمال مثل بدخشان وقندوز وتاخار". وفي المنطقة نفسها القريبة من الجمهوريات السوفياتية السابقة اعلنت الحركة الاسلامية الاوزبكستانية مبايعتها "الدولة الاسلامية" في مطلع آب/اغسطس.
بمعزل عن الجانب العسكري، تحقق حركة طالبان نجاحا اكبر من الدولة الاسلامية في الحصول على دعم السكان المحليين، ان لم يكن تعاطفهم على الاقل، وهو امر اساسي. وقال مايكل كوغلمان من مركز وودرو ولسون للابحاث في واشنطن ان تنظيم الدولة الاسلامية يواجه صعوبة "بسبب غياب الانقسامات الدينية (بين السنة والشيعة) بين الافغان وهذه الانقسامات هي ما يستغلها التنظيم في سوريا والعراق".
وقال احد سكان اشين الاقليم المحاذي لباكستان، لوكالة فرانس برس ان "مقاتلي داعش متوحشون ويقتلون بلا سبب". والدليل هو تسجيل فيديو - لم يتم التأكد من صحته - لقتل زعماء قبليين بمتفجرات. واعترف ضابط في الاستخبارات الافغانية طالبا عدم كشف هويته ان "مقاتلي طالبان يتمتعون بدعم السكان لانهم يعارضون الحكومة والحكومة الافغانية ضعيفة" وان كانت الولايات المتحدة وطائراتها المسيرة تدافع عنها.
وذكرت اجهزة الامن الافغانية ان الطائرات بدون طيار سلاح القوات الاميركية الاساسي في افغانستان، سمحت بالقضاء في تموز/يوليو على زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة حافظ سعيد والناطق باسمه شهيد الله شهيد. وسمحت هذه الضربة للكولونيل براين تريبيوس الناطق باسم حلف شمال الاطلسي بالتأكيد ان تنظيم الدولة الاسلامية "ليس قادرا بعد على شن عمليات كما يفعل في سوريا والعراق".
ولخص رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي الوضع اخيرا بالقول "في العراق وسوريا يمكننا القول انه في المرحلة 6 او 7 او 8 من تطوره، في ليبيا في المرحلة 3 او 4 وفي افغانستان في المرحلة 1 او2".
وقال الخبير الاميركي مايكل كوغلمان ان "الولايات المتحدة ترى في الدولة الاسلامية تهديدا اكبر مما تراه في طالبان" الذين شاركوا اخيرا في مفاوضات سلام. واشار الى ان الدليل على ذلك هو ان "طالبان الافغان ليسوا مدرجين (مباشرة) على لائحة المنظمات الارهابية الاجنبية (لوزارة الخارجية الاميركية) خلافا للدولة الاسلامية".