أخبار

افتتاح الاجتماع الخامس في الكويت لمانحي الشعب السوري

عبدالله المعتوق: استمرار أزمة سوريا وصمة عار

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تم اليوم افتتاح الاجتماع الخامس لكبار مانحي دعم الوضع الانساني في سوريا، لاستكمال الجهود المبذولة في هذا الإطار، وتعزيز الجهود الدولية لاغاثة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج.

الكويت: اعتبر رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية، عبدالله المعتوق، أن اجتماع المانحين في الكويت منصة لوضع اولويات التمويل، وتحديد غايات الصرف، والبحث عن سبل تفعيل الاستجابة الانسانية على نطاق أوسع، لدعم الوضع الانساني في سوريا.

عار

وقال المعتوق في كلمته بافتتاح الاجتماع الخامس لكبار المانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا اليوم إن الاجتماع يهدف إلى العمل على استكمال الجهود المبذولة في اطار هذه الاستجابة، وتعزيز الجهود الدولية لاغاثة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج. ورحب بانضمام سويسرا عضوًا في المجموعة، حيث وصل تعهدها في المؤتمر الثالث للمانحين إلى النصاب المحدد للانضمام وهو 50 مليون دولار على الاقل.

ولفت إلى انضمام ممثلين عن الدول المضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، وهي الاردن ولبنان وتركيا ومصر والعراق، معربًا عن التقدير لدور هذه الدول في استضافة اللاجئين ورعايتهم نيابة عن المجتمع الدولي. وقال: "من غير الانصاف ترك الدول المضيفة وحدها تواجه هذا المصير الذي يفوق قدراتها وامكانياتها اللوجستية وبنيتها التحتية المنهارة تحت الضغط الهائل للاستخدام".

وحذر المعتوق من أزمة حقيقية تتجاوز قدرات التعاطي من جانب الدول والمنظمات الانسانية، "واستمرار الازمة السورية لقرابة الخمس سنوات دون حل جذري وصمة عار تلطخ الضمير الانساني".

جهود

وقال المعتوق إن الكارثة السورية تتطلب إلى جانب العمل الانساني جهودًا اقليمية ودولية مضنية، يضطلع بها المجتمع الدولي لوضع نهاية لهذا النزيف المتدفق يوميًا، والعمل على حماية المدنيين الذين يتساقطون يوميًا.

وجدد التأكيد على ضرورة وجود حل سياسي للازمة ووقف الاقتتال ورفع الحصار عن المناطق المنكوبة والسماح بدخول المواد الاغاثية الغذائية والطبية للمتضررين. واشار إلى أن اجتماع اليوم يهدف إلى مواصلة البحث والنقاش حول احتياجات الفترة المقبلة لتحقيق الاستجابة الانسانية والانمائية الفاعلة والقدرة على الصمود في مواجهة تحديات الازمة بالشراكة مع المجموعة الدولية.

ولفت إلى متابعة تعهدات الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية العربية والاسلامية خلال المؤتمر الدولي للمنظمات غير الحكومية إلى جانب القيام بمهمات رسمية وميدانية لتفقد تداعيات الازمة وبحث ابعادها.

تفاقم

من جهته، أعرب ستيفن اوبراين، مساعد الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية والتنسيق في حالات الطوارئ، في كلمته عن شكره لدولة الكويت اميرًا وحكومة وشعبًا على مشاركتها الفعالة ورغبتها في استضافة مؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري ودعمها لاستضافة لقاءات مجموعة كبار المانحين.

ولفت اوبراين إلى تفاقم الاحتياجات الانسانية مع دخول الازمة السورية عامها الخامس، "ما ادى إلى تشريد 7.6 ملايين سوري في الداخل، واجبار اكثر من اربعة ملايين اخرين على البحث عن مأوى في دول اخرى.

وشدد اوبراين على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمساعدة المحتاجين لاسيما مع تفاقم حدة الصراع وتراجع الاوضاع الانسانية. واشار إلى الاوضاع الخطرة التي تحيق بفريق العاملين في المجال الانساني ما يصعّب عليهم مهمة توصيل المساعدات، مناشدًا جميع الدول التي قدمت تعهدات مالية في مؤتمرات دعم الوضع الانساني في سوريا، التي كان آخرها في الكويت في وقت سابق من العام الحالي بتنفيذ ما التزمت به.

واوضح أن الامم المتحدة لم تتسلم سوى 1,77 مليار دولار من اجمالي 2,65 مليار دولار، خرج بها مؤتمر المانحين الثالث الذي استضافته دولة الكويت العام الجاري.

تآخٍ

توجهت الدكتورة ميثا الشامسي، وزيرة الدولة الاماراتية، في كلمتها بخالص الشكر لدولة الكويت اميرًا وحكومة وشعبًا على استمرار دعمهم في اغاثة اللاجئين السوريين وتنظيم مؤتمرات المانحين الثلاثة.

وذكرت أن الامارات من اوائل الدول التي سارعت إلى تقديم المساعدات الانسانية للمتضررين جراء الازمة السورية من خلال زيادة المساعدات التي وجهتها عبر مؤسساتها الانسانية والشركاء الدوليين منذ 2012 وحتى الآن.

وأكدت الشامسي مواصلة توجهات القيادة الاماراتية في إعلاء شأن العطاء الانساني والتآخي للمتضررين من الازمات والكوارث الانسانية، اذ ساهمت تلك التوجهات في قيام المؤسسات الاماراتية بدور فاعل في رسم خارطة طريق واضحة واستجابة للازمة وتلبية احتياجات المنكوبين.

وأشارت إلى أن الامارات تعهدت في مؤتمرات المانحين بتعهدات تبلغ 460 مليون دولار، وما صرفته منذ بداية الازمة السورية يصل إلى 538 مليون دولار، متجاوزة ما تعهدت به رسميًا، مؤكدة الاستمرار في الايفاء بالتزامات بلادها تجاه الشعب السوري ودعم المبادرات التي تنفذ مباشرة لصالح اللاجئين السوريين في دول الجوار وفي الداخل السوري.

تضحيات

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله حرص دولة الكويت على استضافة اجتماعات كبار المانحين لدعم الاوضاع الانسانية في سوريا نظرا لوصول هذه الازمة إلى مراحل باتت تشكل في مجملها أسوأ كارثة انسانية في التاريخ الحديث.

واضاف الجارالله أن تقارير هيئات الامم المتحدة الانسانية تشير إلى سقوط 220 الف قتيل واكثر من مليون مصاب ونحو 11 مليون مواطن سوري مشرد ما بين نازح ولاجئ. واعرب عن شكره للجهود التي تقوم بها دول الجوار السوري منذ اندلاع الازمة، مشيرًا إلى أن تلك الجهود تستلزم من الجميع تقديم الدعم الكافي لاسناد حكومات دول الجوار على المضي قدما في عملية احتواء ازمة اللاجئين السوريين.

كما اعرب عن تقديره للعاملين في المنظمات الدولية الانسانية ودورهم في احتواء الازمة في سوريا وتضحياتهم البيضاء التي يمدها المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين والمنكوبين.

إنسانية

وتطرق الجارالله إلى قرب الاحتفال بالذكرى الاولى لتكريم امير الكويت بتسميته "قائدًا للعمل الانساني" ودولة الكويت مركزًا للعمل الانساني"، مؤكدًا مساعي دولة الكويت ومنذ اندلاع الازمة بطرق كافة الابواب السياسية المتاحة لوضح حلول جذرية للازمة القائمة هناك.

وذكر أن الكويت حرصت على دورها الانساني لاغاثة المنكوبين والمتضررين، والذي توج باستضافتها لمؤتمرات المانحين الثلاثة لدعم الوضع الانساني في سوريا، واعلانها في تلك المناسبات عن تبرعها البالغ مليارا ومئة مليون دولار من الجانب الحكومي و290 مليون دولار من الجانب الاهلي.

وانطلاقا من تحمل دولة الكويت مسؤولياتها الانسانية، اشار الجارالله إلى تبرع الكويت بمبلغ 200 مليون دولار لتخفيف المعاناة الانسانية للشعب العراقي الشقيق، كما تبرعت بمبلغ 100 مليون دولار لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.

واعلن عن مساندة الكويت لمبادرة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعقد اول قمة عالمية انسانية في مدينة اسطنبول في أيار (مايو) 2016، معربًا عن أمله في أن تتوصل هذه القمة إلى حلول تمكن المجتمع الدولي من احتواء الازمات الانسانية في العالم.

توصيات

وفي ختام المؤتمر، أعلنت التوصيات الآتية في بيان ختامي صادر عن المشاركين:

- أعرب المجتمعون عن بالغ شكرهم وتقديرهم لدولة الكويت، أميرًا وحكومة وشعبًا، لاستضافتها مجموعة كبار المانحين لإغاثة ضحايا الأزمة السورية، وسخائها المتواصل في دعم القضايا الإنسانية، ودورها المحوري في تعبئة الإستجابة الإنسانية، وتعاونها الكبير مع منظمات الأمم المتحدة؛

- قدم المجتمعون الشكر الجزيل للدول المضيفة للاجئين السوريين لتحملها عبئًا كبيرًا في استضافة ملايين اللاجئين السوريين بما يفوق امكانياتها وقدراتها، وشددوا على ضرورة دعم الخطط الوطنية والإقليمية لعام 2015، سعيًا إلى مساعدة الدولة المضيفة وتخفيف معاناة اللاجئين السوريين ؛

- ناشد المجتمعون المجتمع الدولي ضرورة القيام بدوره لإيجاد حل سياسي للأزمة خاصة مع تفاقمها واستفحال خطرها الإقليمي، وعدم قدرة الجهود الإنسانية على احتواء تداعياتها الكارثية؛

- الاستمرار في حشد جهود التعبئة الإنسانية للوفاء بجميع التعهدات خلال مؤتمر الكويت الثالث للمانحين المقرر في نهاية شهر مارس المقبل؛

- مساعدة الدول المضيفة للاجئين السوريين، وخاصة لبنان والأردن، على معالجة مشاكل البنى التحتية والوفاء باحتياجات النازحين المتزايدة من أجل تمكينها على الصمود في مواجهة التحديات الإنسانية؛

- العمل على تسهيل وصول الإغاثات عبر خطوط النزاع والحدود بموجب قراري مجلس الامن 2139 و2165؛

- توجيه بعض المخصصات والموارد المالية للداخل السوري، ورفع توصية للمؤتمر الثالث للمانحين بهذا الخصوص؛

- اعتماد اعلان برلين اطارًا مرجعيًا للاجتماع ومؤتمر الكويت الثالث للمانحين لأهمية مقرراته في الشأن الإنساني السوري.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف