قرى بشرق أوكرانيا تنتقل من هيمنة طرف إلى سلطة آخر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بافلوبيل: لا يتحرك المتقاتلون في شرق أوكرانيا المتمرد من مواقعهم ولا تتعرض الهدنة للخرق، كما تفيد البيانات الرسمية إلا ان عددا كبيرا من القرى انتقل من دون قتال من سلطة طرف الى هيمنة آخر في الاسابيع الاخيرة مما اثار قلق سكانها ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا.
فقد عاد العلم الاوكراني الازرق والاصفر قبل فترة الى قرية بافلوبيل الواقعة جنوب خط الجبهة بعدما بقيت طوال اشهر في المنطقة "الرمادية" اي بين الاراضي التي يسيطر عليها الجيش الاوكراني والمتمردون. وكانت عمليات تسليم سكانها المواد الغذائية توقفت وقطعت عنها المياه.
وفي بداية كانون الاول (ديسمبر)، تمركز فيها جنود اوكرانيون "وبدأوا بنقل مؤن مجانا" الى السكان، كما قالت نتاليا ايفانيفانا التي تملك متجرا صغيرا وانشغلت بتوزيع هذه المساعدة الانسانية من الخبز ومياه الشرب واللحوم المعلبة... على القرويين.
وبعد اسابيع، اعلنت كييف دخول متمردين مدججين بأسلحة ثقيلة الى قرية كومينترنوفي، الواقعة في المنطقة "الرمادية" ايضا، وتبعد عشرة كيلومترات عن بافلوبيل. ونفت السلطات الانفصالية ذلك، لكن مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا ذكروا انهم رأوا "اثارا حديثة العهد لمرور آليات نقل المشاة والدبابات".
تخوف من استئناف أعمال العنف
واكد سكان لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا ان متمردين مسلحين دخلوا هذه القرية في 22 كانون الاول (ديسمبر) ولم يغادروها إلا بعد يومين، قبل ساعات من وصول فريق منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وقال الكسندر هيغ نائب رئيس فريق منظمة الامن والتعاون في اوروبا في اوكرانيا، ان "ما حصل في كومينترنوفي هو انتهاك صريح لاتفاقات مينسك" للسلام. واضاف ان "الطرفين انتهكا وقف اطلاق النار". وانتقد ايضا "تحركات" القوات في بافلوبيل.
وأضاف هيغ "استخدمت اسلحة لاستعادة السيطرة على مناطق كانت خالية من اي وجود مسلح"، لذلك "سيحمل استخدام الاسلحة الطرف الاخر بالتأكيد على الرد الذي يؤدي الى تصعيد".
وردًا على استيضاح وكالة فرانس برس، اعتبر مسؤول اوكراني كبير في الاجهزة الامنية طالبا التكتم على هويته، ان مجيء المتمردين الى كومينترنوفي كان "ردا" على عملية الاوكرانيين في بافلوبيل.
واضاف هذا المسؤول ان الطرفين يحاولان ان يستعيدا بصمت وهدوء السيطرة على قرى خاضعة لسلطة كل منهما، كما تفيد اتفاقات مينسك، لكنها ما زالت حتى الان مهجورة لانها لا ترتدي اي اهمية عسكرية.
وهما يستفيدان من هدوء نسبي في المعارك التي اسفرت عما يفوق عن تسعة الاف قتيل منذ اندلاعها في نيسان (أبريل) 2014. وقد نجم هذا الهدوء عن هدنة هشة بدأت في ايلول/سبتمبر وتخللتها اعمال عنف متفرقة، لكنها اقل حدة وكثافة.
وقال هذا المسؤول ان "قواتنا استعادت في كانون الاول (ديسمبر) السيطرة على سبع قرى" في الشرق ومنها بافلوبيل، لربط مواقعها الحقيقية بخط التماس الذي اوجدته اتفاقات السلام.
واكد ان الانفصاليين قرروا، بعد انتقادات حادة من انصارهم بسبب هذا "التقدم الذي احرزه الاوكرانيون" الدخول الى كومينترنوفي التي كانت تحت سيطرتهم بحكم القانون على اي حال.
وتقلق هذه التحركات سكان القطاع الذين يتخوفون من استئناف الاعمال العسكرية. واعتبر سيرغي شابكين عمدة بافلوبيل وقرية بيشتشكيف التي لا تزال القوات الاوكرانية منتشرة فيها، ان "تجنب استئناف المعارك، يحتم انتشار كتيبة لحفظ السلام في المنطقة الفاصلة".
واضاف شابكين بينما كان يفرغ قوالب الخشب التي نقلها الصليب الاحمر الى كومينترنوفي، ان التقاعس عن نشر قوة فصل "يمكن ان يؤدي الى حصول استفزازات" في كل مكان عندما يكون الطرفان "على مرمى القذائف".
واوضحت ليوبوف بيليك المتقاعدة التي كانت تقف في الصف للحصول على بعض من هذه القوالب "اذا استؤنف القصف يكفي اطلاق رشق واحد (من قاذفة صواريخ متعدد الفوهات) لتدمير بيشتشفيك برمتها".
واضافت بيليك "هذا لا يعني اننا لسنا ممتنين للجنود الاوكرانيين الذين ينقلون الينا المواد الغذائية. هذه الحرب اتعبتنا". وهي تعاني من اضطرابات في النوم بسبب تبادل القصف المدفعي المنتظم بين المتحاربين بالقرب من قريتها.